إجماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم «كونغرس آسيا» الذي انعقد في المنامة على تسمية ابن البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيساً للاتحاد الآسيوي لكرة القدم القارية، ونائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للأربع سنوات المقبلة، يعني في عالم الرياضة واللعبة الشعبية الأولى كرة القدم إنجازاً لا يقدر بثمن.
وفوزه بالتزكية يعني في المقام الأول أن رئيس الاتحاد القاري قد نجح في ترجمة شعاره الذي أطلقه في حملته الانتخابية «آسيا موحدة» إلى واقع ملموس. وأصبح حقيقة حينما التف حوله غالبية رؤساء اتحادات دول القارة كما شاهدنا في اجتماعات البحرين من أجل أخذ مشورته والاتفاق على رأي واحد. وهذا الأمر جعلهم يتفقون قبل اجتماعات الجمعية العمومية على انتخاب ممثلي القارة في «الفيفا» وجميع نواب الرئيس عن مناطق القارة الآسيوية بالتزكية. وهذه السابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الاتحاد الآسيوي.
كما حظي رئيس الاتحاد الآسيوي باحترام دول العالم حينما أوكل إليه «الفيفا» في السنتين الأخيرتين مهمة ترؤس لجنة من أهم اللجان كونها ستحدد موعد إقامة بطولة كأس العالم 2022 التي ستقام في دولة قطر الشقيقة، وهو الموعد الذي اختلفت عليه الكثير من الدول وكاد يعصف بالتنظيم القطري. واستطاع رئيس الاتحاد الآسيوي بحكمته وقدرته على قيادة مثل هذه الاجتماعات الهامة أن يحسم الموقف ويتخذ قراراً يوافق عليه الغالبية بعد تحديد شهر أكتوبر/ تشرين الأول موعداً لإقامة بطولة كأس العالم على رغم أن هذا التوقيت سيربك روزنامة المسابقات السنوية في دول العالم وأندية قارة أوروبا على وجه الخصوص، لأنها دأبت على بداية دورياتها من شهر أغسطس/ آب من كل عام. وهو ما لم يحدث لرئيس اتحاد قاري من قبل.
والآن بعد أن أصبحت البحرين محط أنظار دول العالم وهي تتابع اجتماعات الجمعية العمومية ونتائج انتخاباتها... وبعد أن نالت احترام مندوبي الدول بفضل التنظيم الراقي... وبعد أن كسب ابن البحرين ثقة «كونغرس آسيا» بفضل كفاءته وقدرته العالية في أن يجمع حوله آراء الجميع وينال من الاحترام ما لم ينله من قبل رؤساء الاتحاد القاري السابقون، يبقى أن أقول إن السنتين الماضيتين اللتين قضاهما ابن البحرين في رئاسة الاتحاد القاري ما هي إلا فترة لمّ الشمل وتوحيد الآراء حول أهداف محددة. ولكن العمل الكبير سيكون في الأربع سنوات المقبلة. فلابد من العمل على الارتقاء بمستوى اللعبة وتنظيم مسابقاتها على أعلى مستوى وبصورة تكفل تطورها وجني الأرباح منها، وتجعلها قادرة على نيل احترام دول العالم بعد أن تصبح آسيا قادرة على مقارعة قارات العالم الكبار. وهو ما يجعلها تستحق الحصول على أكثر من خمسة مقاعد في نهائيات كأس العالم كون هذا أحد المطالب الرئيسية لدول القارة الآسيوية وحلمها الذي تتمنى أن يتحقق على يد ابن البحرين.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ