العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ

أما آن الأوان لإحلال العمالة المحلية محل العمالة الوافدة؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كم كنت أتمنى وأنا أتسوق أحياناً أن أشعر أنني أعيش في البحرين، وأن أتكلم العربية خلال تجوالي، والذي نادراً ما أرى فيه الوجوه البحرينية في التعاملات اليومية.

لقد كنا نرى الحرفنة اليدوية في الماضي من السماكين واللحامين أو الخضارين، حتى هؤلاء تناقصوا وحلت مكانهم العمالة الآسيوية.

أما العمالة الحديثة لشبابنا فقد اقتصرت على وظائف الكاشير (casheir) والبائعين في السوبر ماركت (sales attendant).

هؤلاء البسطاء الذين كثيراً ما يَجذبني الحديث معهم وأستمتع في التعرف على ما يدور في حياتهم من أمورٍ وأخبار تجعلني أشعر بمعاناتهم ومعيشتهم الصعبة في الظروف المادية القاسية المحدودة الراتب، ومن دون حواشٍ أو زيادة، ما يقتل الحافز الحياتي لأي كائن، حينما أخبرني أحد الـ sales men بأنه يتسلم مئتين وخمسين ديناراً ومن دون سكن أو مواصلات، يعيش مع أهله وعليه سلفة لسيارة، وكيف لهذا المسكين أن يتزوج أو يُنجب أو يلبس أو يأكل، وكل ذلك بهذا المبلغ البسيط، وينافسه الوافد والذي يأخذ المبلغ نفسه، ولكن بزيادة سكن ومواصلات وبدل غُربة وتذكرة سنوية لبلاده، أخبروني من مِن هؤلاء أفضل حالاً؟ أم واجبنا نكون كعذاري دائماً، أن نسقي البعيد ونخلي القريب.

هؤلاء على رغم ظروفهم المادية الصعبة، لهم أحلامهم وطموحاتهم وأرى وجوهاً باسمة وفرحة يحبون الحياة ويعشقونها أكثر بكثير من أولئك المُتخمين والمدللين من القابعين في بيوتهم من دون عمل أوحماس، أما المهن الحرفية الأخرى والتي يستحيل أن نجد فيها أياً من البحرينيين هى تلك المهن التي تتطلب جهداً أو خبرة أساسية وبعض الدراسة، ممن يخيطون ملابسنا من العبايات والدشاديش والغُتر والبدلات وصائغي الذهب وبائعيها وصالونات التجميل ومصففي الشعر (الكوافيرات) والحلاقين ومصلحي أعطاب الماء والكهرباء والنجارين والطباخين ومن يصفون الزهور (flower arrangment) والشوكولاتة التي نتهاداها في حفلاتنا وأفراحنا.

هذه المهن سيطر الآسيويون عليها واحتكروها مع الأفارقة وأصبحوا الذين يديرونها ويتحكمون بأسعارها ونوعيتها، ونحن نعيش مستهلكين بينهم ولا حول لنا ولا من يحمينا لتطوير أبنائنا لامتهانها يوماً ما فهل هذا شيءٌ مقبول أو معقول؟

وأتساءل أين هم البحرينيون من شبابنا وشاباتنا ومن المسئول عن اختفائهم عن أية خانة من الخانات الحرفية هذه، وأين يقعون على الخريطة البحرينية والعالمية.

هذه العمالة الوافدة بخبراتها التي تبقى دهراً ولا يجرؤ أحدٌ لامتهان تلك الحِرَف، أين يا تُرى يقع الخلل، أم هو تراخٍ واتكالية وكسل البحرينيين في التعلم، لعدم وجود مدارس تأهيلية لذلك أم هي الرواتب المتدنية والتي لا تُشجع أبناء البلاد لامتهانها (ولربما لو وضعنا بعض القوانين لرفع الرواتب لتغير الحال) ولامتلأت الدنيا بالبحرينيين ولتم تعديل اقتصادنا وتخلصنا تماماً من الألوف من الوافدين ومشاكلهم الصحية والأخلاقية ومن تزاحم شوارعنا بفوضاهم المرورية والاقتصادية والتي هَرَّبت الأموال وخربت البلاد بالبطالة، كيف لنا الاستفادة من هذه الخبرات القادمة والتي من المفترض أن تكون مؤقتة لحينٍ من الزمان وليس لأبد الدهر، أم هو ذنب المسئولين الذين يديرون دفة العمل والأعمال والتوظيف للعاطلين، وضيق أفقهم لعدم إدراكهم حجم المسئولية المُلقاة على عاتقهم في التدريب وتهيئة العمالة المحلية لإحلالها مكان العمالة الوافدة.

أما آن الأوان بالبدء بالأخذ بزمام الأمور في تعديل برامج التأهيل والتدريب لأبنائنا ليعملوا بها وأما آن الأوان لفتح المدارس للتأهيل المهني وللوظائف الجديدة للبحرينيين، ولخلق مقاعد وفرص جديدة في سوقٍ قديمة بالية، ألم نتعب من تكرار المهن والأعمال الروتينية، هل نطمع في إنسانٍ وطني مُحب لشعبه وفي موقع المسئولية، وطموح يتجرأ لتعديل وتغيير الدفة المكسورة في بلادنا، أرجو وأتمنى ذلك من كل قلبي، حلمٌ أتمناه.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:00 م

      الله كان في العون

      شبابنا الى متى يخدمونهم الاغراب وهم لايعرفون شيئاً عن المهن والمهنيه من المهن التي ذكرتها الدكتوره سهيله والله عيبُ شعوب متوتره وتعتمد في كل انشطتها على الغرباء الا يوجد ذره من الخجل خجل الشعور بالضعف وعدم وجود الخبرات التراكميه في الحياة له مردود سيئ للغايه عللى نفوسنا والشعور القهري الملازم للجميع ياوزارات العمل والشباب ويامسؤليين ارجوا ان تتحركوا وتعملوا لتقوية ابناؤنا وابعاد الاجانب رجاءً

    • زائر 11 | 2:32 م

      كلام هام

      ليت المسؤيلين يدركون البلوى التي اوقعوا بلادنا بها كلام في الصميم

    • زائر 10 | 2:35 ص

      المجتمع و الدولة أولاً

      هذه مشكلة لا يتحملها المواطن البحريني وحده ، أولا المجتمع في الواقع و بعيداً عن الخطب والشعارات الدينية ينظر الى المهن اليدوية على انها مهن دُون المستوى و أغلب الاسر البحرينية ان لم نقل الكل تُريد من أبنائها ان يكونو أطباء ومهندسين ( مدخول و وجاهه اجتماعية ) ، ثانيا الدولة لا توفر ادنى فرص لدعم المواطن معيشياً ، الحياة اصبحت غالية بشكل لا يطاق و المواطن مُثقل بالديون و الالتزامات ، هل الدولة مستعده ان توفر نفس الدخل المهن المكتبية للمهن اليدوية ؟؟

    • زائر 9 | 1:57 ص

      تركيبة الاقتصاد مختلة

      الأجنبي تكفيه 200 دينار أو أقل في الوظائف المذكورة في المقال لأنه بدون عائلة بدون زوجة وبدون سيارة ويشارك السكن غرفة وحدة مع أقرانه ويعمل من الصباح الباكر إلى آخر الليل.

    • زائر 8 | 1:48 ص

      آسيوي يطرد من وظيفته بسبب قضية تزوير ثم يرتقي لوظيفة أخرى افضل من الاولى

      قصة اعرف بطلها شخصيا: آسيوي تم فصله من احد البنوك بسبب قضية تزوير وكان المفروض ان يرحّل من البلد بسبب خيانة الامانة واذا بي اراه يعمل في احد البنوك الاخرى بوظيفة افضل من الاولى مكافأة له على خيانة الامانة

    • زائر 7 | 1:46 ص

      أولادنا خريجوا جامعات وعاطلون

      والاجانب يرتعون في الوظائف ويتنقّلون فيها من وظيفة الى اخرى.

    • زائر 6 | 1:37 ص

      البحريني يبحث عن اجنبي يتوسّط له

      نعم بلغ بنا الحال الى درجة ان البحريني يبحث عن اجنبي يتوسّط له لكي يعمل !!
      قد يستغرب البعض ولكن هذا هو الحال
      وبدل المطالب السياسية جعلوا الشعب يلهث وراء لقمة العيش ولا يجدها

    • زائر 5 | 12:14 ص

      الكاشير اللي في السوبرماركيت

      لو يحسبها بيجوف انه بيحصل على اقل من 10 دنانير في اليوم .. لو يشغل مخه و يصير بايفيتر و ينافس الاسيوين بيحصل اكثر ... شوية اخلاق و حب للعمل بيخلي الابواب تنفتح ..

    • زائر 4 | 11:29 م

      هههه

      في المشمش

    • زائر 3 | 11:06 م

      موضوع جميل

      صدقيني لو يتم فقط تاهيل صعوبات التعلم وذي الاعاقات بدل دمجهم في المدارس على حرف مهنية افضل لان بعد دمجهم نراهم في الشوارع لم نحل مشكلتهم ابدا هؤلاء بدل اهدار طاقتهم في مناهج لا تناسب قدراتهم العقلية لو فعلا يتم تدريبهم مهنيا على الخياطة او النجارة او تنسيق الزهور والحلاوة لانتجوا افضل لان نهايتهم الشارع هذا ما نشاهده

    • زائر 2 | 10:40 م

      ردا علي عنوان المقال

      كلا. فمنذ اكثر من عقود توقفت النسوة في المنطقة من ولادة الرجال و النساء العاملات. فقط يولدن المشرفين و المشرفات اللذين و اللواتي يرقدون في البيت و الأجنبي يقوم بالعمل.

    • زائر 1 | 9:57 م

      فالنبدأ

      فالنبدأ كل بنفسه الحارس الطباخ السائق ووووو
      كلام جرائد والواقع يكدبه البيوت والنحلات التجارية صورة تكدب الدعوات
      فالينظر كل الى نفسه

اقرأ ايضاً