العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الحاج كمستهلك عقلاني

تعقيباً على ما جاء في مقال الأخت سوسن دهنيم بشأن ارتفاع أسعار حملات الحج، لقد تحولت حملات الحج من حملات دينية إلى حملات تجارية تخضع لقانون العرض والطلب، وأصحاب الحملات يعلمون بأن مع هذا الارتفاع في الأسعار فإن هناك طلباً. وكما جاء في مقالك فإن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، وأداء هذا الركن يتحول إلى واجب الأداء لمن استطاع إليه سبيلاً من الناحية المالية والجسدية، ولكن فيما بين أسطر المقال يبدو أنك تطالبين بأن يطال الدعم الحكومى للخدمات والسلع إلى الحج أيضاً بأن يقدم إلى المواطن المسلم ذي الدخل المحدود ويعتزم الحج، وهذا طبعاً مطلب مستحيل.

كلنا نعلم بأن من يقصد الحج يجب أن يكون مقتدراً مالياً وجسدياً حتى أني سمعت بأن العازم على الحج يجب أن يكون لديه من المال ما يغطي مصاريف الحج إلى جانب تغطية مالية لمصاريف عائلته لمدة عام إذا رجع ولم يحصل على مال. وطبعاً على الحاج أن يسدد ديونه قبل أن يحج لأن الأفضلية عند الله سبحانه تعالى حفظ حقوق الغير وحتى بعد الموت، وقبل توزيع الإرث يجب تسديد مستحقات الآخرين أولاً. وهنا أتذكر قصة رواها لي صديق لديه تجارة بالجملة ومن بين زبائنه من اشترى بضاعة منه عن طريق الدين يسدده بعد مدة شهر، ولكن الزبون تأخر في سداد الدين، وكان يتهرب من الاتصالات الهاتفية إليه من قبل صديقنا، واستمر الحال لمدة ليست طويلة، وفجأة في أحد الأيام سمع صديقي تلفونه يرن وإذا بالزبون هو المتصل، فسلّم وسأله عن حال الصديق وقال له أنا أكلمك الآن من مكة المكرمة حيث إنى أؤدي العمرة، وسأسأل الله لك الصحة والعافية فقال له صديقي: عجيب أمرك عليك دين لم تسدده وتصرف مالك على أداء العمرة، وكان من الأوجب عليك تسديد الدين أولاً، ألم تستشِر رجل دين ليخبرك ما كان عليك عمله قبل العمرة؟ وهنا تلعثم الزبون وبدأ بخلق الأعذار ووعد صديقي بأنه سيسدد دينه حال رجوعه إلى البحرين.

ورجوعاً إلى مقالك، قانون العرض والطلب يحدد الأسعار، ولو تضامن الحجاج ورفضوا العروض المقدمة إليهم فإن أصحاب الحملات سيضطرون إلى خفض الأسعار؛ لأن هناك نظرية اقتصادية تقول إن المستهلك هو سيد السوق، ولكن بشرط أن يكون المستهلك عقلانياً يبحث عن البدائل قبل اتخاذ القرار.

عبدالعزيز علي حسين


كيف يمكن لحروف الكلمات أن تقتلك؟

التشخيص الجيد للطبيب والرعاية الطبية الجيدة تساعد على شفاء المريض، لكن الأهم من ذا وذاك وبعد التشخيص هي كلمات وحروف الطبيب التي تخرج من شفتيه حرفاً حرفاً ونظراته وتعابير وجه موجهة لك ومتطابقاً مع حركات جسمه اللغوية التي يهتم بها المريض، وخصوصاً إذا لم ينتقِ الطبيب كلماته بعناية، فيمكنه أن يقتلك أو أن يجعلك أكثر مرضاً! لكن لنسأل هذا السؤال، هل سبق أن زرت طبيباً ما، وشعرت حينها أنه كان سبباً في تدهور صحتك ونفسيتك ولم يساعدك كثيراً؟

أثناء قيام جيف واتس بتقديم برنامجه «ديسكفري» في الخدمة الدولية لإذاعة «بي بي سي»، لعب أحد الأشخاص المرضى الحقيقيين دور «المريض»، وتحدث إلى الطبيب «مارك بورتر» ليخبره أنه يعاني من وجود مشكلات في ركبتيه وأن لديه «أخباراً سيئة»، وهي أن هناك «تمزقاً» في الركبتين بسبب هشاشة العظام؛ وأن الأدوية «قد تساعد «قليلاً»، ولكنها قد تضر الجدار المبطن للمعدة أيضاً وأن وأن! وفي نهاية المقابلة، أعتقد أن كلمات الطبيب هذه التي تلفظ بها كانت مبالغ فيها، وقد تسرع بجلب النعش للمريض لما أحدثه انطباعاً سلبياً لديه، ولا أدري هل يعود المريض لبيته أم تنقله سيارة الإسعاف! كلمات الطبيب هي تشبه تمام قاطع التيار الكهربائي الذي يطرق الباب فترد عليه امرأة مريضة بالسكر والضغط تتوكأ على عكاز، يخبرها أنه قد قطع التيار الكهربائي عن بيتها! فما أن يعود ذووها إلا وقد فارقت الدنيا! وكذلك رجل المرور الذي يؤدي دور الفاحص في اختبار السياقة، فصمته وتجهم وجه في أول دقائق الامتحان ثم جلسته وحركات جسمه تكفي بأن تجلب الإسهال وترسب في الامتحان، لأنها يتحسس منها طالب امتحان السياقة وتساهم في ارتكابه أخطاء بسيطة لا داعي لارتكابها، وماذا عن هذه الكلمات المنتقاة عمداً والمتكررة يومياً على شاشات التلفزة في بلاد العرب والتي تنذر وتتوعد المواطنين المخالفين وعلى الصحف الصفراء اليومية وفي أثناء العمل اليومي حيث تصلك تعميمات من رؤسائك، وحين تركب مركبتك، وتفتح مذياعك عائداً لبيتك من مرحلة عمل شاقة وطويلة لينبئك المذيع عن أخبار بعنوان «محليات» ببدء سريان تطبيق رفع رسوم الوقود بنسبة 25 في المئة أو قطع المعونة المعيشية عنك اعتباراً من اليوم.

مهدي خليل


أُمِّي

دعيني هائمٌ في حبك أُمِّي

فمن يجفو سناك في الهوى أُمِّي

فدون البر يا أماه عصيانٌ

ولا يقبله رب السما صومي

ألا يا عاذلي في الحكم لا أفـتي

ورفقاً قبل أن تسرف في لومي

جنان الله مدَّت بين أيديها

وأفٌّ تُدخِل النار مع الإثمِ

قضى الرحمن لا نعبد إلَّاهُ

وإحسانٌ لها باللطف والحلمِ

فهذا في كتاب الله مذكورٌ

ووصى أحمد المختار بالأمِّ

على وقع خطاهـا واثقٌ أمضي

بقبلاتــي لها أبدأه يومي

لأتلو هامساً قرآنَ عينيها

وفي أحداقها أرسمه حلمي

على خدٍّ لها ترسوا حكاياتي

كموجٍ يُطرب الشطآن فــي اليَمِّ

أراها بلسماً يطفي لظـى الحزنِ

بوجهٍ باسمٍ كالأقمرِ التُّمّ

فؤادي نورسٌ في أفقهـا الرحبِ

رضاها دائماً يا صاحبي همِّي

خذيها قافيات الشوق والوصلِ

فهذي أحرفٌ قد خطها دمِّي

حسن فضل

العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً