ما بين أحلام المدائن والقرى، راقب الشاعر مجتبى التتان الحب وهو يعيد ترتيب الحياة، ومن تلك المدائن أشهرها، حيث اتجه الشاعر ياسر آل غريب إلى الشمال على صهوة الريح نحو «النجف... اللحظة المشتهاة»، ومعهما، رشق الشاعر أحمد العلوي السحاب العقيم بإقليم ورد، حتى خرج من النص صبي رآه الشاعر أحمد الستراوي، لكن هناك لهفة، استثارت حروف الهوى فتاهت هديراً على الرمل تلاشى معها ظمأ الشاعر حسين الجامع.
ولم يكن أولئك الشعراء وحدهم الذين فجروا إبداعاتهم في مهرجان «أبي تراب الشعري الثامن» في الفترة من 28 وحتى 30 أبريل/ نيسان 2015 لنيل جائزة الشيخ الجمري للشعر العربي بمأتم سار، بل هب معهم 25 شاعراً وشاعرة من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية وجمهورية لبنان وسلطنة عمان.
فرسان المراتب الخمسة
وتكللت كل القصائد بالنجاح الباهر، وتقدمتها خمس قصائد لتسجل أسماء فرسانها المراتب الأولى حيث فاز بالمركز الأول الشاعر مجتبى التتان (البحرين) وهي المرة الثالثة التي يحصد فيها التتان المركز الأول، إذ سبق أن حصده في النسختين الثالثة والرابعة من المهرجان، وأحرز المركز الثاني ياسر آل غريب (السعودية)، أما المركز الثالث فتبوأه الشاعر أحمد العلوي (البحرين)، تبعه في المركز الرابع الشاعر أحمد الستراوي (البحرين)، وجاء في المركز الخامس الشاعر حسين الجامع (السعودية).
الشعراء المشاركون
في المهرجان
وشارك في مهرجان هذا العام 29 شاعراً وشاعرة من داخل البحرين وخارجها وهم: أحمد الستراوي (البحرين، بقصيدة صبي النص)، أحمد العلوي (البحرين، بقصيدة لكي لا تموت الشموع)، أحمد الماجد (السعودية، بقصيدة رجع من الملكوت)، أحمد عباس الرويعي (السعودية، بقصيدة اتضاحك في مرايا الغيب)، حسين آل عمار (السعودية، بقصيدة تيمم في حضرة الماء)، حسين الجامع (السعودية، بقصيدة هدير على الرمل)، خيل عكار (العراق، بقصيدة عبق من الغدير)، ريم آل مال الله (السعودية، بقصيدة ميلاد الخلود)، زهراء العالي (البحرين، بقصيدة هلا بدوت)، عادل الفردان (البحرين، بقصيدة نست فراتك)، عباس الموسوي (البحرين، بقصيدة ويطعمون الحب)، عبدالله السالم (السعودية، بقصيدة عذراً على جرأتي)، عبدالله السعيد (البحرين، بقصيدة وكبر المولى)، عبدالله حسن البوري (البحرين، بقصيدة قوس النزول)، علي حسن عسيلي (لبنان، بقصيدة عم يتساءلون)، علي عبدالمجيد النمر (السعودية، بقصيدة هجرة في عهدة الخلود)، علي غريب (البحرين، بقصيدة صانع الحب)، علي مكي (السعودية، بقصيدة خطيئة الضوء)، فاطمة المحفوظ (البحرين، بقصيدة قبرة في ردهة قلبك)، مجبتى التتان (البحرين، للحب حين يعيد ترتيب الحياة)، محسن العويسي (العراق، بقصيدة إكليل جرحك قبلة)، محمد الصفار (السعودية، بقصيدة أن المخاض)، محمد القلاف (البحرين، بقصيدة حامل العرش)، مفاز الحجيري (البحرين، بقصيدة يا قبلة العشق وإيقاع النبض)، نادية الملاح (البحرين/ بقصيدة تعويدة الضياء)، ندى الخابوري اللواتي (عمان، بقصيدة أبا تراب)، وهب رضي (البحرين، بقصيدة رجبي الوجود.... رمضاني الخلود)، ياسر آل غريب (السعودية، بقصيدة النجف اللحظة المشتهاة)، يوسف حسن (البحرين، بقصيدة علي القبلتين).
لجنتا التحكيم والتنظيم
وضمت لجنة التحكيم كلاً من محمد السيدمجيد منسقاً، حيدر إسماعيل مشرفاً وعضوية كل من: علي سلمان، حبيب آل حيدر، علي مرهون وجاسم المشرف، أما اللجنة المنظمة فضمت كلاً من نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة الثقافية صالح السيدتقي المحفوظ، محفوظ أمين، صلاح علوي، رضي شمس، علي طالب، علي الموسوي، محمود عدنان وجعفر حميد.
ودشنت اللجنة المنظمة في ليلة ختام المهرجان وتتويج الشعراء «ديوان أبي تراب الشعري»، وهو ديوان يضم النصوص الشعرية المشاركة في المهرجان من النسخة الثانية وحتى الثامنة، وفكرة طباعته جاءت تنفيذاً لتوصية المهرجان العام الماضي، وتألقت الليلة الختامية بتكريم جميع الشعراء المشاركين في المهرجان وعددهم 29 شاعراً وشاعرة منهم 15 من البحرين و10 من السعودية وعرقيان ولبناني واحد وشاعرة عمانية واحدة، حيث شاركت في مهرجان هذا العام 5 شاعرات، كما كرمت اللجنة المنظمة الرعاة والداعمين ومنهم الوجيه جواد الحواج والوجيه أحمد جعفر ورئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري.
وعبر ممثل مكتب الشيخ الجمري السيدهادي الموسوي عن اعتزازه بجهود اللجنة المنظمة التي حققت استمرارية المهرجان بنجاح متواصل، منوهاً إلى أن خطوة إصدار ديوان يضم جميع القصائد المشاركة في نسخ المهرجان مهمة لإثراء المكتبة العربية وحفظ القصائد من الضياع.
على هامش المهرجان
ولم يقتصر مهرجان هذا العام على فقرات إلقاء النصوص الشعرية، بل تجاوز ذلك ليشمل لقاءً مع الناقد على فرحان، الذي تحدث عن مهرجان أبي تراب باعتبار أنه كان أحد أعضاء لجنة التحكيم في نسخ المهرجان السابقة، كما تحدث فرحان في اللقاء الذي أقيم في الليلة الأولى للمهرجان، عن عمل لجان التحكيم، وضرورة أن يتفهم الشعراء نقد لجنة التحكيم، وفي الليلة الثانية للمهرجان، تم تنظيم منتدى أدبي ضم ممثلين عن 4 مسابقات شعرية، وهي مسابقة أدب الطف، مسابقة شاعر الحسين، مسابقة النبأ العظيم في السعودية، ومسابقة أبي تراب الشعرية تحدث فيها ممثلو المسابقات عن تجاربهم وعن الصعوبات والتحديات التي تواجه إقامة المهرجانات والمسابقات الشعرية.
ووفقاً لسجل المهرجان، فإن الشاعر كريم رضي فاز بجائزة المهرجان الأول العام 2006، والشاعر جعفر الجمري للعام 2007، والشاعر مجتبى التتان للعامين 2008 و2009، الشاعرة إيمان دعبل للعام 2010 وكذلك للعام 2014، ثم الشاعر هادي رسول للعام 2013.
الأول: مجتبى التتان – للحب...
حين يعيد ترتيب الحياة
ما بين أحلام المدائن والقرى...
مازلت تشتعل في ظلام الليل فانون الحياة...
تبث من وحي السعادة جنة مندورة للكادحين...
المنهكين...
تضخ في الصحراء رائحة الزنابق...
توقظ الأنهار في جسد التراب...
الثاني: ياسر آل غريب – النجف
اللحظة المشتهاة
شمالاً على صهوة الريح أرنو...
إلى ما وراء الجهات... هنالك لي موعد في بياض المواقيت...
لي لحظة الياسمين... وميلاد فجر وقصة ذات...
إذا ما التقيت مع (الغيب) وجهاً لوجه...
كأن في الأنا مرايا الأنا... تنسج الضوء حلماً...
وتستمطر الذكريات...
الثالث: أحمد العلوي – لكي لا تموت الشموع
رشقت السحاب العقيم بإقليم ورد...
فصار المطر... هنالك حيث العرائش تسدل وجه نبي...
وتشتجر الأفق بالأنبياء...
بزغت لكي تستعير القناديل منك الضياء...
وتشرب منك الفراشات لوناً جديداً...
الرابع: أحمد الستراوي - صبي النص
صبي من النص يخرج...
يفرك عينيه... والمفردات تحاول لملمة الحلم فيه...
يقول: هناك أصابع بصارة في تخوم المدينة ترسم شكلاً...
وسيارة لم تعِ أن خمس دقائق أخرى ستفتح البئر...
يوسف يمسك بالنص...
الخامس: حسين الجامع – هدير على الرمل
قد جثت لهفتي على أعتابك *** وتلاشى ظماي في أكوابك
وتهامت عليك أشهى المعاني *** ثم قرت تضيء في محرابك واستثار الهوى الحروف فتاهت *** رغبةً في رضاك أو إعجابك
العدد 4620 - الجمعة 01 مايو 2015م الموافق 12 رجب 1436هـ
رحمه الله.
هذه الثقافه اللي نريدها المشتركه
لجميع أهل البحرين والخليج العربي.
بارك الله جهودكم
حقا اللمسات التي وضعتها اللجنة المنظمة كانت جميلة جدا وكان مستوى القصائد ايضا رائع. ..بارك الله جهودكم
وين الشعر ؟؟
ما في الا الخامس شعر ..