العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ

مهرجان التراث السنويّ يستعيد ذاكرة اللعب والطفولة

المنامة – هيئة البحرين للثقافة والآثار 

تحديث: 12 مايو 2017

يواصل مهرجان التراث السنوي الثالث والعشرون تحت شعار "تراثنا ثراؤنا" المقام في القرية التراثية بجانب قلعة عراد يومياً ما بين الساعة 4:00 و 9:00 مساءً، فعالياته ويستعيد ضمن أنشطته المتنوعة، الألعاب الشعبيّة، التي شكلت فيما مضى جزءًا من الحياة الاجتماعيّة البحرينية، وتشكّل جزءًا هامًا من ذاكرة الإنسان البحرينيّ وعلاقته بمحيطه الاجتماعي وجغرافيا المكان الذي مارس فيه هذا الألعاب، وتعد إلى الآن عامل جذب ومحط اهتمام العديد من الأطفال بدافع التجريب والاكتشاف.

ويستعرض مهرجان التراث السنوي، ضمن فضاءات العرض المخصصة مجموعة ألعاب شعبية من بينها لعبة السكينة، وهي لعبة للأولاد والبنات معاً، تحتاج للعبها علبة فارغة من علب )الباليس( أي منظف الأحذية - ويسمى في اللعبة القيس، ويتم قبل البدء رسم مستطيل كبير على الأرض يقسّم إلى ستة مستطيلات صغيرة تسمى البيوت، ويقوم المشاركون -كل واحد تلو الآخر- بالوقوف على رجلهم اليمنى وركل القيس بها من المستطيل الأول إلى التالي بطريقة منظمة، والحجل إلى المستطيل الذي تم ركل القيس إليه. إضافة إلى لعبة البروي وهي لعبة ذات هدف اجتماعي تلعب فيها الفتاة دور ربة البيت. تجلب المشاركات ما يستطعن جلبه من بيوتهن من علب فارغة وقواقع بحرية وأكياس الخيش وبقايا الطعام وغيرها من المواد البسيطة، ثم تقوم الفتيات بتشكيل مجموعات -ثلاث أو أربع في كل مجموعة- تمثل كل منها بيتاً واحداً لكل فتاة فيه دور معين، ومن ثم يقمن بعمل «منزل» من المواد التي أحضرنها وترتيبه وتعيين الحجرات والمطبخ.

ولعبة الخبصة أيضًا، وهي لعبة بسيطة تحتاج إلى مهارة، وكانت تلعب عادة في موسم رجوع الحجاج لأنهم كانوا يهدون الفتيات قلادات "مراري" مصنوعة من الخرز كهدايا حين عودتهم. وتقتضي اللعبة أن تجلس اللاعبات على شكل دائرة تتوسطها تلة من الرمل وما يملكنه الفتيات من خرز، ثم تقوم إحداهن بتحريك )خبص( الرمل لدفن الخرز بالكامل ثم تقسّمه إلى عدة أقسام بعدد المشاركات. بعد ذلك تختار كل فتاة القسم الذي تريده وتنبشه لمعرفة مقدار حظها من الخرزات. والفائزة هي من تحصل على عدد أكبر من الخرزات وتتولى هي الخبص في الجولة التالية، أما التي ينفد ما لديها من خرز فتخرج من اللعبة.

لعبة المدود‪ كذلك، واحدة من‪ الألعاب التي يستعرضها المهرجان ويخصص لها مساحة للعب،‪ والتي تدرب البنت على فهم ومسايرة ظروف الحياة اليومية بما يكتنفها من مسؤوليات عديدة، وتعتمد على التمثيل والقدرة على التخيل، وعدد المشاركين فيها مفتوح. وتقوم فيها كل فتاة بتشكيل بيت بسيط من الكرتون فيه أسرة كاملة مصنوعة من ما يتوفر من مواد أولية، ومن ثم يمثلن قصة من قصص الحياة اليومية مثل رحلة الغوص أو الخطبة ويقمن بالكلام نيابة عن الألعاب

لعبة الدوامة التي خصص لها مساحة للعب في المهرجان تعد لعبة بسيطة، كان يلعبها الأولاد في مواسم معينة تتطلب سرعة وخفة يد، وقد سميت على اسم أداة اللعبة الرئيسية التي تعرف بـ"الدوامة"، وهي قطعة مصنوعة من الخشب مثبت على طرفها الضيق مسمار، وهي تختلف في شكلها الذي يشبه حبة الكمثرى عن"البلبول". يقوم اللاعب بلف خيط قطني سميك على الدوامة من المسمار إلى الطرف المستدير منها، ثم يقوم برميها بقوة مع سحب الخيط بحركة واحدة سريعة لتدور على الأرض حول نفسها بسرعة، ثم يقوم بلف الخيط حول المسمار و رفع الدوامة في الهواء والتقاطها على راحة يده بحركات خاطفة والدوامة تدور.

وتعد لعبة الدحروي التي تشكل واحدة من الألعاب المتاحة للأطفال ضمن فعاليات المهرجان، لعبة رياضية تخص الأولاد، ويحتاج اللاعب لكي يلعبها إلى إطار حديدى مستدير )كإطار دراجة هوائية قديمة( وعصا من الجريد أو سلك من الحديد منحني الرأس، حيث يمسك الفتى بالعصا ويستخدمها لدحرجة الإطار وهو يركض إلى نقطة معينة، والفائز هو من يصل إليها قبل الآخرين دون أن يقع إطاره على الأرض.

من بين الألعاب المفضلة لدى الأولاد والمتاحة في المهرجان لعبة التيلة، ولها عدة أنواع مثل النطاع أو الصف أو الكونة أوغيرها، كل له طريقة لعب خاص. في لعبة النطاع مثلاً، يصف كل لاعب تيلة واحدة في صف واحد مع تيلات اللاعبين الآخرين مع الاحتفاظ بتيلة ثانية، ثم يقومون واحد تلو الآخر برمي تيلاتهم باتجاه التيلات المصفوفة وما تتم اصابته منها يصبح ملكاً له، وهكذا دواليك.

ومن الألعاب التي لاتزال حاضرة إلى الآن لعبة الكيرم، وهي لعبة قديمة تمزج بين الشطرنج والبلياردو وتحتاج إلى تركيز ومهارة عالية، و هي عادة تلعب في المقاهي الشعبية. تلعب الكيرم على لوح خشبي له أربع ثقوب عند الزوايا وخطوط لتحديدالهدف وعدد معين من الحبوب (قطعة اسطوانية مسطحة( الملونة، ويتم فيها دفع الحبوب باتجاه الهدف باستخدام الأصبع الوسطى أو السبابة. وتحتسب النقاط بلون الحبوب ) 5 للسوداء، 10 للصفراء، و 50 للزهرية أوالحمراء(، وعند إدخال الحبة الزهرية أو الحمراء، يجب إدخالحبة سوداء وراءها مباشرة.

وبرفقة هذه العروض والفعاليات المصاحبة فإن المهرجان، الذي دفع الإقبال الجماهيري، المتجاوز حدود الثلاثين ألف زائر، إدارته إلى إطالة مدته لأيام إضافيّة، يوفر منطقة "الحوش"، والتي تعد مساحة هادئة للتجمّع حيث يقع بالقرب منها أكشاك المأكولات الشعبية، وتحيط بها أنواع مختلفة من أشجار الفواكه البحرينية الأصيلة، لتوفر لزوار القرية بذلك أجواء دافئة وعائلية أشبه ما تكون بدفء البيت. ومن الجدير ذكره أن أشجار الفاكهة الحاضرة في المهرجان ستكون حاضرة أيضاً في جناح البحرين المشارك في إكسبو ميلانو 2015 ،والذي تتمحور فكرته حول هذا التراث الغني.

مهرجان التراث السنوي الثالث والعشرون، فتح أبوابه يوم 22 أبريل الجاري، بحضور سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان الخيري، الذي افتتح المهرجان نيابة عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً