أكاد أجزم أن كثيراً من القراء حين قرأوا العنوان... (مديروووو!) سيتبادر إلى أذهانهم المسلسل الكوميدي الشهير درب الزلق، حين كان الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا يصارح مديره المتسلط بعيوبه عندما تأكد له أنه سيترك العمل بعد أن حصل على النقود.
وقد أجزم بالقدر نفسه - بالطبع نتيجة لعملي - كمدربة تحفيز كذلك، أن كثيراً من الأفراد يتمنون أن يأتي اليوم الذي يصارحون مديريهم المتسلطين والمستغلين لوظيفتهم بعيوبهم، ومناداتهم بـ (مديروووو !).
حقيقة احترت هل أكتب هنا عن سيكولوجية المديرين، أم أكتب عن طريقة التحفيز والأساليب الممكن اتباعها للتعامل مع هذا النوع من المديرين، وبعد تفكير وجدت أن من الأنسب أن أكتب عن طريقة التعامل وبعض النقاط التي قد يستفيد منها البعض للتخفيف من حدة الضغوط النفسية التي يسببها هذا النوع من المديرين في بيئة العمل وبالتالي تنعكس على جميع جوانب حياة العاملين مع هذا الـ (مديروووو). والسبب الآخر الذي يدفعني لهذا أن هذا النوع من المديرين يحتاج إلى كثير من التقييمات النفسية الخاصة بعلم النفس التنظيمي والصناعي والذي يجب أن تتم قبل أن يعين في الأساس بأي منصب كان.
وللتعامل مع الـ (مديرووو) المتسلط أنصح زبائني في الأغلب بما يلي، بأن يحافظ على هدوئه والتفاعل معه عندما تجده قريباً وعندما يتحول إلى شخصيته الباردة احرص على تفاديه وتقليل التواصل معه والأفضل أن يكون التواصل عبر البريد الإلكتروني فقط إلا في الحالات الضرورية وإن كان بالإمكان حاول أن تتعرف على السبب الذي يؤدي إلى تأرجح مزاجه (أي محاولة معرفة شخصيته)، ليس الأمر سوى أن العلاقة المهنية في محيط العمل بين كل الموظفين - رؤساء ومرؤوسين - هي علاقة إجبارية ومفروضة، وفي المقابل هنالك علاقة شخصية ما بين العاملين في مكان واحد، وهذا النوع من العلاقة هو علاقة اختيارية، وليست إجبارية. يجب أن تدرك أن هناك أشخاصاً يصعب التعامل معهم ولكنك مضطر لذلك. هنا يجب أن تواجه الواقع لأنك لن تستطيع تغييرهم.
كما أني أؤكد على زبائني في كثير من الأحيان عدم إلقاء اللوم على أنفسهم والدخول في دائرة الاكتئاب ما بين مدير متسلط وضغوط وأعباء حياتية لا تنتهي، حيث إن هذا النوع من المديرين لديهم قدرة ومهارة كبيرة لإلقاء اللوم على الآخرين، ولهذا كذلك على الشخص مواجهة اللوم بالحقائق والمستندات لتثبت أنك لست الملام. الحقائق والمستندات تتكلم بما لا يقبل مجالاً للشك وأبلغ من مجادلة لن توصلك لشيء مع مدير من هذا النوع.
كما من استراتيجيات مواجهة الـ (مديرووو) البقاء هادئاً، وعدم إلقاء كلمات غاضبة عليه قد تثيره أكثر.
كما يجب في كثير من الأوقات أن تعامل هذا المدير مثل الأطفال وانسَ أن تشترك معه فى حديث منطقي. لن يحدث ذلك، وخصوصاً معك. كن لبقاً أظهر له أنك تريد إضافة القليل للتجميل لإظهار براعة ما قدمه وليس التعديل أو الإلغاء.
فاطمة السيكولجست: (مديروووو)... العزيز... المجاملة ضرورية ولكن لا للنفاق.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ
جميل
نتمنى من مديروو يقرئه قبل ما احصل ورث مثل حسينو
بالمناسبه اخاف انسخ له المقال احصل كأقل تقدير انذار وتوقيف :(
كلامك بلسم
كتاباتك دائماً ممتازة وهادفة دوم متوفقه ان شاء الله
حق مقال يستحق التأمل
المقال جداً رائع وواقعي ويستحق التأمل ثم التطبيق
شكرًا للكاتبة
ومزيدا من مثل هذه المقالات