تحدَّثنا في مقال سابق عن السلوكيّات القياديَّة غير المستساغة، ونتحدَّث في هذه المقال عن السلوكيَّات القياديَّة الجيّدة التي يتمكَّن من خلالها القادة التنفيذيُّون مساعدة مؤسَّساتهم والعاملين فيها على النمو والازدهار.
القيادة الجيّدة تكّون زخماً لتحقيق الموقع التنافسي للمؤسَّسة، وتحافظ على مستوى الأداء في السوق، وتتفوَّق على المنافسين. وهذا يتطلَّب وجود رؤية للمستقبل، وفي الوقت ذاته يجب الالتفات إلى متطلبات الوقت الحاضر.
غير أَنَّ الانشغالات المتكرّرة في حياتنا اليوميَّة، قد تجعل من الصعب على القادة القيام بهذه المسئوليات بصورة فعَّالة. ولذا، فإن سلوكيَّات القيادة الجيدة ليست هديَّة مجانيَّة تأتي مع الولادة، كموهبة الموسيقى أو الرسم على اللوحة الفنيَّة. فلو كان الأمر هكذا لتعطلت أو انهارت الحضارة المعاصرة، إذ انَّ من يولد ومعه مواهب فريدة هم الأقليَّة، والحضارة المعاصرة لا تقوم على الأقليَّة الموهوبة التي قد لا تنجح في المهمَّة على أيّ حال. إنَّ حضارة اليوم تقوم على المؤسسات التي تحتاج إلى عدد كبير من الناس الكفوئين والقادرين على ممارسة السلوكيَّات الجيّدة والفعَّالة للقيادة.
يمكن التعرُّف على عدد من السلوكيات الجيدة للقادة التنفيذيين من خلال ملاحظة الناجحين في إدارة أعمال مؤسَّساتهم وتحقيق الأهداف والمنجزات، وهم عادة يتميزون بما يأتي:
- إنَّهم أشخاص يعرفون كيف يستهلكون وقتهم، ويعملون بشكل منهجي في إدارة وقتهم للسيطرة على وضعهم ووضع مؤسساتهم.
- إنَّهم يركزون على تقديم مساهمات ملموسة، ويبدأون بأسئلة، مثل: ما هي النتائج المتوقعة مني؟
- أنهم يتحملون المسئولية، ولا يتهربون من تبعاتها.
- إنَّهم يركزون على نقاط قوَّتهم من أجل زيادة الإنتاجيَّة، ويعلمون نقاط القوة الخاصَّة بالزملاء والمرؤوسين، ويعلمون نقاط القوَّة في مؤسساتهم، وما يمكنهم القيام به.
- إنَّهم يدمجون أهداف المؤسسة باحتياجاته الفرديَّة، ويربطون الإنجاز الفردي بتحقيق الفرص للمؤسسة.
- إنَّهم يباشرون الأعمال أولاً بأول، ويمارسون تطويراً دائماً لقدراتهم ويركّزون على المجالات الرئيسيّة القليلة لتحقيق أداء متفوق ونتائج باهرة.
0 إنَّهم يجبرون أنفسهم على تحديد الأولويَّات والبقاء مع القرارات ذات الأولويَّة، وهم يعرفون أن ليس لديهم أي خيار سوى فعل الأشياء بحسب ترتيب الأولويَّات.
- إنَّهم ينفّذون القرارات بصورة فعالة، ويتَّخذون الخطوات الصحيحة من خلال تسلسل معقول.
- إنَّهم يعرفون أنَّ أي قرار فعَّال سيتطلب تحديد الرأي، وأنَّ الآراء قد تتطلب اتخاذ موقف من دون اكتمال كل المعلومات والصورة.
- إنَّهم يعرفون أنَّ العديد من القرارات قد تكون خاطئة، لكنهم يركزون على الاستراتيجيَّة الصحيحة لتوجيه التكتيكات التي تتطلب اتخاذ قرارات لتسيير الأمور.
- إنَّهم يجعلون الآخرين يشعرون بقوَّتهم، ويساعدون الآخرين على التعرُّف على قدراتهم وتمكينهم من التأثير على مستقبلهم وبيئتهم.
- إنَّهم يثقون بمن معهم، ويبنون ثقة الآخرين في قيادتهم وفي النهج المتَّبع.
- إنَّهم يشجعون العلاقات التعاونيّة بدلاً من العلاقات التنافسيّة السلبيّة بين العاملين.
- إنَّهم يحلون الخلافات والصراعات عن طريق المواجهة المشتركة للقضايا، وليس عن طريق تجنُّبها، أو فرض حل على الآخرين بصورة فوقيَّة.
- إنَّهم يحفزون الآخرين، ويشجّعون العاملين على التفكير نحو هدف معين، وانتهاج سلوكيَّات ملتزمة بقيم ثابتة.
- إنَّهم يتواصلون مع الآخرين بمهارة ويؤطّرون القضايا في صور بسيطة وبلغة سهلة، وهم بارعون في استخلاص زبدة المعلومات.
- إنَّهم لا يخافون من ارتكاب الأخطاء أو تحمُّل المخاطر.
- إنَّهم واضحون بالنسبة إلى المبادئ التي يلتزمون بها، وأفعالهم تتَّسق مع القيم التي يتحدَّثون عنها.
- إنَّهم يظهرون الرعاية والعناية ليس فقط بالأعمال التي يضطلعون بها، وإنما تمتد رعايتهم وعنايتهم إلى العاملين (و إلى عائلات أولئك العاملين) الذين يرتبطون معهم في بيئة العمل، وذلك من خلال الأقوال والأفعال.
- إنَّهم لا يرمون الأعمال الصعبة أو المعقدة على غيرهم... فمثلاً، الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان (بين 1945 و1953) كان يضع على طاولته عبارة تقول The Buck Stops Here، ويقصد بها أنَّ أيَّة مشكلة تصل إلى طاولته لا تخرج منها إلا بحلّ أو خطة لحلها؛ لأنَّه هو المسئول الأول والأخير عن إدارة بلاده.
في المحصّلة، فإنَّ القادة الجيدين هم الذين يتصرفون بوعي واخلاص واقتدار، ويكونوا أُنموذجاً يحتذى به من قبل الآخرين، سواء كان ذلك في الفهم أو العطاء أو الحماس. القادة الجيدون هم الذين يخلقون قيادات معهم، بعكس القادة غير الجيدين الذين يخلقون أتباعاً يصفقون لهم أو يخافون منهم. القادة الجيّدون هم الذين يحترمون الآخرين ويقدّسون كرامتهم، ويؤمنون بقدرة كلّ إنسان على التعلم والتطور المستمر.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ
المشكلة الكبرى التي يعاني منها عالمنا العربي والإسلامي اختيار القيادات الكفءة0855
هذا لا يتم في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وحتى الأحزاب السياسية العنصرية قبل الكفاءة أما القبلية أو الجنس أو الديانة أو المذهب حتى تبقى هذه الدائرة أو المؤسسة لا تحيد عن تخطيط من رشح القادة
انبياء
كانك تتكلم عن انبياء او معصومين من تتكلم عنهم ايضا قلة بل نادرا ما يتواجدون . يجب ان يكون هناك عمل مؤسساتي يحاسب الجميع اذا اخطا سواء مسؤل او مرؤس