حكايتي... من التشاؤم إلى التفاؤل
التفاؤل عبارة عن النظرة إلى الجانب المشرق وليس المظلم من الحياة، وتوقع النتائج الأفضل ونعمل لأجلها. لنشطب كلمة التشاؤم ونتفاءل... هكذا أغلب الأمور تسير بكل بساطة ونحو طريق أفضل.
يعتقد بعض المتشائمين أن لا شيء جيداً سيحدث في حياتهم ولذلك يصيبهم الإحباط وعدم المبالاة بسبب إقناع أنفسهم بأن لا شيء سيتغير، فالمتشائم يقول لنفسه: «لن أنجح! لن أتفوق!»، يا عالم تفاءلوا بالخير تجدوه، فالتفاؤل يمكن أن يكون مصدر دعم وتحفيز للآخرين.
ومن مسببات قتل التفاؤل قضاء الوقت مع أشخاص لا مبالين ولا طموح لديهم، وربما كانوا مستسلمين تحت وطأة المشاكل الشخصية. ولا أدعو إلى أن نتخلى عن الأشخاص الذين يرفعون الراية البيضاء تحت هذا الضغط، ولكن لا تكن سلبياً مثلهم.
تؤدي السلبية الروحية إلى حياة سلبية، فواجه ذلك عن طريق الاختلاط بالآخرين، أطلق العنان لنفسك، ورافق الأشخاص الذين يدعمونك ويرفعون معنوياتك ويساعدونك، وإذا وجدت من يضحي من أجل ابتسامتك فبح له - في حدود المعقول - بمشاكلك وأخطائك وكن مستعداً لأن تخفف آلامهم، وعندما يحبونك وتحبهم فحينها تكسب الجانب الإيجابي من الموضوع.
مقترح آخر ليكون يومك سعيداً وهو طبيعة حالتك عندما تستيقظ، فبرأيي هنا تتحدد الطريقة التي تستمر بها بقية يومك، لذلك ابدأ يومك بالتفاؤل، ركز فقط على الإيجابيات التي ستحصل خلال العمل أو المدرسة أو الجامعة، فاستيقظ بهمة، انظر إلى نفسك، قل: أنا سأقضي يوماً رائعاً... في كل يوم جديد ستلتقي بأشخاص جدد، فكن ذا تأثير قوي عليهم واصنع يومك بحب وتفاؤل... إن أكبر نجاح يمكن أن تحققه هو أن تعيش طوال العمر متفائلاً.
وعندي لكم في النهاية اعتراف!
أنا من الأشخاص الذين كانوا يفتقدون ميزة التفاؤل، كنت أحبط نفسي وأجعل تفكيري سلبياً بلا سبب، آخر مرة حصل هذا حين تجهزت لدخول امتحان في مدرستي العزيزة الوفاء الثانوية، أقنعت نفسي أنني لن أنجح في الامتحان، ولكن كانت المفاجأة السعيدة التي أيقظتني من غيبوبة التشاؤم، أنني نجحت ولله الحمد.
قررت أن ألزم التفاؤل وأنبذ التشاؤم، إن الثقة المطلقة بالله هي طريق التفاؤل في الحياة، والحياة وردة لا يسعد فيها إلا المتفائلون.
أمينة خالد المخضبي
في قهوتي الشعبية وأنا جالس أشاهد قناة المقهى الرياضية استرعى انتباهي خبر عن الضحك للمدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزي بريندان رودجرز وهو مشتاط غضباً حينما شاهد صوراً تتداول لمهاجم فريقه الإنجليزي ستيرلينغ البالغ من العمر 20 عاماً وهو يستنشق أكسيد النيتروز المعروف باسم غاز الضحك والمسبب للضحك بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية التي نشرت صوره قائلاً: «نريد أن يتسم اللاعبون هنا بالاحترافية الشديدة والتركيز على كرة القدم، والتركيز لا يكون داخل الملعب فحسب، ولكن خارجه أيضاً... حينها رحت أتساءل وهل في الضحك جريمة يعاقب عليها القانون والعالم يحتفي والأمم المتحدة تخصص من كل عام يوماً للضحك أسمته اليوم العالمي للضحك وهو يصادف أول يوم أحد من شهر مايو! وزاد من فضولي أن سألت زملائي من أين جاءت هذه الفكرة والعالم يشهد حروباً وجنائزَ ومقابرَ جماعية؟
فكرة الضحك هذه جاءت حينما اقترح أحد الأطباء الهنود في العام 1998 تخصيص يوم لتمارين الضحك على غرار تمارين «اليوغا» الضاحكة وتخصيص يوم لممارسة الضحك، وإن كانت الفكرة نابعة من الطبيب الهندي فهذا شيء جميل؛ ولكن لم تنبع من أحد الأطباء أو المفكرين في بلاد العرب؟
هل لأن الهند تعتبر بلد التسامح والسلام منذ أن أسسها غاندي الذي وحد الهنود على كبر مساحتها وعدد سكانها، واختلاف لغاتهم وطوائفهم ودياناتهم وتقاليدهم وكان الأحرى بالأمة العربية والإسلامية التي وحدها النبي الأعظم محمد (ص) أن تقتدي به تحت راية واحدة ودين واحد وقبلة واحدة ولغة واحدة وأن ينتهجوا من نهجه وأن تكون بلاد العرب هي قبلة للتسامح والسلام والحرية بدلاً من سقي شعوبها كؤوس الحزن والبكاء والفقر والبؤس! والدليل على ذلك أنه ما إن اختاره الله إليه حتى جاءت المصائب والويلات والحروب والنزاعات العربية العربية حتى يومنا هذا، على ماذا؟... فأية ضحكة يمكن أن تنفع أماً فقدت أربعة من أبنائها في انفجار غادر في، وأنى لأب أن يضحك وهو يزور أبناءه كل شهر وهو يرى أثار التعذيب بادية عليهم، إذا كان يراد من الأمة العربية أن تضحك فكيف ذلك، وإذا كان من فوائد الضحك أن يحرك 17 عضلة في الوجه و80 عضلة في الجسم فسؤالي الوحيد كم عضلة ستتحرك في وجه الشباب العربي وهو حزين يتلقى الصفعات تلو الأخرى؟
مهدي خليل
الكتابة في الصحف أو المجلات هي عبارة عن رسائل تتكلم عن قضايا حقيقية يعيشها الإنسان وتحتاج إلى من يقرؤها ويفهمها بل يتعمق في فهمها جيداً، فهي حقائق تحتاج إلى دراسة قبل أن تنشر من قبل الكاتب، أو الناشر الذي يحرص على إيصال كل كلمه أو جملة بمعناها الصحيح ليتفهمها القارئ إذا كان هناك من يهتم بالقراءة في هذا الزمن الذي أصبح مبتعداً كثيراً عن قراءة أي شيء ينشر في الصحف، بل يكتفي بمشاهدة الصور والإعلانات وانتظار الجديد من الأخبار والصور المعروضة يومياً ويتجاهل المواضيع المكتوبة في باقي الصحيفة.
في الماضي البعيد وتحديداً في الستينات، أتذكر مواقف عندما كنت طفلاً في العاشرة من عمري في منطقتنا «الحورة»، أذكر مواقف لا أستطيع أن أنساها أبداً، كانت كتابة المنشورات السياسية متداولة بالسر في ذلك الوقت والجميع يتسابق على قراءتها، ولكن يتعرض الكاتب السياسي إلى المشاكل التي تلاحقه متى كتب ذلك، وخصوصاً الاعتقالات المتواصلة التي كثرت في ذلك الزمن، وكانت الكتب التي تجلب من الخارج محببة ومفضلة لكثير من القُراء، فالقراءة كانت هي المتنفس الوحيد والمعبر عن مشاعرنا التي نعيشها.
الكاتب في ذلك الزمان له قيمته في المجتمع وله المعجبين لكتاباته الهادفة المعبرة التي من خلالها تطرح هموم الناس وإيجاد الحلول المناسبة لها، تلك السنين الجميلة عندما كانت كتابة المقالات لها من يتابعها ويشجعها.
أخي القارئ، إن مملكة البحرين فيها الكثير من الكتاب والمبدعين ومؤلفي كتب لهم ثقلهم وقيمهم التاريخية، لكن للأسف الشديد هناك من يقف في وجه الكُتاب والمؤلفين الذين يحتاجون إلى الدعم كي يكملوا مشوارهم في التأليف والكتابة لهذا الجيل الذي حُرم من المعلومات المفيدة التي تحتويها الكتب فضلاً عن التكنولوجيا الحديثة.
صالح بن علي
العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ