يعبر العامل النيبالي «روفان» البالغ من العمر 28 عاماً ويعمل حارس أمن في إحدى المنشآت الصناعية عن أمنياته في أن يعود يوم العمال العالمي في العام المقبل في حال أفضل من هذا العام، وعلى رغم حزنه وبكائه لكارثة الزلزال التي راح ضحيتها الآلاف من مواطنيه السبت الماضي، لكنه تمنى لعمال نيبال ولكل العمال في العالم عاماً موفقاً.
«كوسي دين»... كاران وروفان
ويبدو أن الحديث عن يوم العمال العالمي (الأول من مايو/ أيار من كل عام) مع العمال الوافدين يحمل بعض الغرابة بالنسبة لهم، لكن تلك الغرابة سرعان ما تزول حين يتلقون عبارة «كل عام وأنت وكل العمال بخير»، ولعل هذه التهنئة كانت ذات أثر كبير في قلب «روفان» الذي ترك عاصمة بلاده «كتمندو» ليحطّ رحاله في البحرين باحثاً عن لقمة العيش، وهو يشعر أن السنوات الثلاث الماضية مرت سريعاً في بلد وشعب محب للخير والسلام، وليس لديه الكثير ليقوله، فعلى ما يبدو، تتجه أنظار العمال النيباليين بشكل دائم إلى هواتفهم النقالة وكأنهم يحاولون إزالة ما تضاعف من قلق وهم يستلمون الرسائل والمعلومات من ذويهم.
«كوسي دين»... مفردتان صغيرتان جاءتا على لسان عامل نيبالي آخر وهو «كاران» الذي يعمل بائعاً في أحد المخابز، والشعور ذاته يسيطر عليه كما هو حال مواطنه «روفان»، لكنه يوجه التهنئة لكل العمال لأن يعيشوا بسلام وأمان وأن ينعموا بلقمة عيش هانئة لهم ولعائلاتهم فيقول: «ما حدث في بلادي محزن... لكنها مشيئة الله... وعلى أي حال، نتمنى لكل عامل في البحرين وخارجها أن يكون سعيداً».
«مالي غايا آراوا»... أرباب
الـ «مانغاغاوا» تعني العامل في لغة أهل الفلبين، ولهذا، يتحدث «جوشوا» وهو فني حاسب آلي عما يعنيه يوم العمال العالمي الذي يعتبر من الأيام المهمة في بلاده، وبمناسبته يحصل العمال على إجازة عمل، وحين تلزم العمال العمل في الأول ما مايو، فعلى أرباب العمل أن يضاعفوا الأجر لهم.
وسيكمل «جوشوا» عامًا ونيف في البحرين، وسواء احتفل هذا العام أم لم يحتفل، فهو سعيد بأن يهنئ كل عامل وعاملة وكل من يسعى لكسب رزقه تاركاً ذويه ووطنه، ويرسل تهنئته باللغة الفلبينية: «مالي غايا آراو نمنا مانغاغاوا»، ومعها ابتسامة لـ «أربابه» ولأصدقائه يعبر فيها عن حبه لهم.
توريلالي دينو... عيد موباراك
أما مورلي، وهو مسئول موقع مقاولات هندي الجنسية، فإنه يكتفي بعبارة «كوشي كاديل»، وليس يعرف هو ذات نفسه بأي لغة أو لجهة من لهجات الهند التي تصل إلى ما يقارب من 1500 لغة ولهجة، فيما يدرك عامل آخر من كيرلا أن التهنئة بيوم العمال العالمي هي «توريلالي دينو» في لهجته، أما العامل البنغالي «زاهر أحمد» الذي يعمل في الحفريات، فإنه سعيد بالتقاط صورة له وهو يعمل، وسيكون سعيداً أكثر إذا حصل على إجازة أو مكافأة بمناسبة عيد العمال! و(مبتسماً) بخفة دم يقول: «عيد موباراك».
المزارع «دايفي»، وهو هندي الجنسية أيضاً، يقضي بعض النهار لتمشية الفرس وتنشيطها لأنها على موعد «ولادة»، وحتى تلد وتقوم بالسلامة ويفرح بذريتها، فإن «دايفي» يشعر بالسرور طالما أن «نفر واجد زين... لابور داي تمام»... مادام الناس بخير، فإن يوم العمال العالمي في قمة التمام، وليس لديه أكثر من قول... HAPPY LABOUR DAY... ولعل البشارة تأتيه في يوم الأول من مايو، وقد وضعت الفرس مولودها الجميل.
العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ