اشترطت دول مجلس التعاون الخليجي أمس الخميس (30 أبريل/ نيسان 2015) أن تنظم أي مفاوضات محتملة لتسوية النزاع في اليمن في الرياض وتحت إشراف مجلس التعاون الخليجي، رافضة عملياً دعوات طهران لتنظيم مباحثات دولية خارج السعودية.
وجاء التعبير عن هذا الموقف في تصريح صدر في ختام اجتماع استمر ثلاث ساعات في العاصمة السعودية لوزراء خارجية دول المجلس الست تمحور حول الوضع في اليمن حيث استمرت الغارات والمعارك بلا هوادة خصوصاً في الجنوب.
والخميس أعلن قائد البحرية الإيرانية، حبيب الله سياري أن مدمرتين إيرانيتين أرسلتا إلى خليج عدن لحماية السفن التجارية وهما متمركزتان حالياً عند مدخل مضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي الذي يعبر منه يومياً نحو أربعة ملايين برميل من النفط باتجاه قناة السويس شمالاً أو خط أنابيب سوميد للنفط.
وأضاف سياري «نحن في خليج عدن بموجب القوانين الدولية من أجل حماية السفن التجارية لبلادنا من تهديد القراصنة».
ولم تغلق دول مجلس التعاون الخليجي الباب أمام المفاوضات لكنها وضعت شروطاً.
وجاء في تصريح أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني أن الوزراء «أكدوا دعمهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية لعقد مؤتمر تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض تحضره جميع الأطراف والمكونات اليمنية المساندة للشرعية وأمن اليمن واستقراره».
وثمن الوزراء صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 «تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، ودعوا إلى تنفيذه بشكل كامل وشامل يسهم في عودة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة».
وفي الجانب الإيراني يختلف الموقف تماماً حيث تعتبر طهران أن المباحثات المحتملة يجب أن تجرى في مكان غير منخرط في النزاع، كما أكد مجدداً الأربعاء وزير الخارجية الإيراني، محمد ظريف الذي استبعد أيضاً إمكانية تنظيم مفاوضات في الإمارات حليفة السعودية.
كما اعتبر ظريف أن مثل هذه المفاوضات يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة.
وفي آخر مؤشر على زيادة التوترات بين إيران والسعودية، استدعت طهران القائم بالأعمال السعودي لديها للاحتجاج على تدخل الطائرات الحربية السعودية الثلثاء لمنع طائرة إيرانية محملة بالمساعدات من الوصول إلى مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وهذه المرة الرابعة خلال شهر واحد التي تستدعي خلالها طهران القائم بالأعمال السعودي لديها للاحتجاج على قضايا متنوعة.
ويأتي الاجتماع الوزاري الخليجي تمهيداً لقمة تشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والإمارات وقطر) ستعقد الثلثاء في الرياض، ومن المقرر أن يحضرها أيضاً الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مشاركة استثنائية لرئيس دولة أجنبية.
من جانبه، قال مسئول أميركي يوم (الأربعاء) إن الولايات المتحدة طلبت مساعدة إيران في جعل الأطراف المتحاربة في اليمن تشارك في محادثات بشأن تسوية سياسية وذلك حينما اجتمع وزيرا الخارجية الإيراني والأميركي يوم الإثنين.
ورداً على سؤال عما إذا كان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري طلب من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أثناء محادثات في نيويورك يوم الإثنين أن تستخدم بلاده نفوذها في جعل الأطراف تشارك في المحادثات قال مسئول بوزارة الخارجية الأميركية للصحافيين «نعم».
وأضاف المسئول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته أن ذلك معناه طلب المساعدة الإيرانية في جعل الحوثيين يتفاوضون.
والخميس، أغارت طائرات التحالف بشدة على مواقع للمتمردين في عدن وتعز ولحج وأبين في الجنوب، حيث تدور معارك بين المتمردين وموالين لهادي، وفق مصادر متطابقة. وقال مسئول لوكالة «فرانس برس» إن ثمانية قتلى سقطوا في عدن بينهم ثلاثة مدنيين.
ووقعت الخميس مواجهات أيضاً في كرش حيث قصف الحوثيون أحياءً سكنية رداً على إسقاط التحالف العربي أسلحة للقوات الحكومية، بحسب مسئولين محليين.
العدد 4619 - الخميس 30 أبريل 2015م الموافق 11 رجب 1436هـ