أكد وزير العمل جميل محمد علي حميدان ان العمال كانوا وسيبقون ركيزة أساسية في عملية التطور والبناء.
وفيما يلي نص كلمة وزير العمل جميل محمد علي حميدان في حفل يوم العمال العالمي الذي يقيمه الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يشرفني أن أنوب عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله وسدد خطاه، رائد نهضتنا وقائد مسيرتنا نحو الخير والازدهار، راعي هذا الحفل، والداعم الأساسي لمختلف المشاريع والمبادرات العمالية الساعية نحو تطوير بيئة العمل وتحقيق المستوى المعيشي اللائق للعمال ، مؤكدا لكم تقدير جلالته واعتزازه حفظه الله بالأيدي العاملة المعطاءة التي قدمت ولا تزال تقدم الكثير لبناء ورفعة وطننا العزيز.
ويسعدني بهذه المناسبة أن أبارك لعمالنا المخلصين حلول يوم العمال العالمي، الذي نحتفل فيه بمساهماتهم المتميزة في خدمة قضايا العمل والانتاج، وبناء الوطن، ولنؤكد لهم من جديد أنهم كانوا وسيبقون ركيزة أساسية في عملية التطور والبناء.
لقد أرسى جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه مبادئ الحريات النقابية في مملكة البحرين ضمن مسيرته الاصلاحية الشاملة، وجاءت الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وبمؤازرة ودعم شخصي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، لكي توفر المناخ والتشريعات المتقدمة التي تكفل دعم وزيادة مشاركة العمال بفكرهم وسواعدهم وعزائمهم في بناء الوطن، وبما يتطلبه ذلك من تكاتف وتعاون وانتهاج الأسلوب الأمثل لتحقيق الأهداف والغايات المطلوبة بكل توازن واعتدال وحكمة.
إننا على ثقة بأن القائمين على العمل النقابي في الاتحادين العماليين والنقابات العمالية المتعددة سوف يعملون على إنجاح هذه التجربة الرائدة والثرية، وهم على مستوى عال من المسؤولية الوطنية والوعي بأهمية تعزيز أهدافها الخيرة لخدمة العمل والعمال، مع التأكيد على أن جهودنا المشتركة سوف تبقى قاصرة ما لم يتوجه الجميع لنبذ الفرقة والانقسام، وتهيئة مناخات التوافق والمحبة والانسجام، خاصة وأن أهداف النقابات العمالية هي أهداف نبيلة وسامية وهي واحدة غير قابلة للتجزئة، وتصب كلها في ضمان مصالح العمال وحمايتهم، وتنمية الحوار الاجتماعي الإيجابي بين أطراف الانتاج لتحقيق مزيد من المنجزات والمكاسب والخير للجميع.
لقد دأبت وزارة العمل، وبدعم ومشاركة من ممثلي العمال وأصحاب العمل والفعاليات الاقتصادية خلال السنوات الماضية على تدشين واستكمال العديد من المشاريع والمبادرات الحيوية التي تهدف إلى دعم توظيف الأيدي العاملة الوطنية، وتزويدها بالمهارات اللازمة لتحقيق التطور الوظيفي الذي يضمن لها مستوى معيشي مناسب ومستقبل ناجح في سوق العمل المحلي. وعليه، فقد انقسمت الاستراتيجيات التي اتبعتها وزارة العمل في تخطيط وتنفيذ مشاريعها ومبادراتها إلى نوعين، خطط وبرامج عمل قصيرة المدى ذات تأثير مباشر، وتعنى بعملية تأهيل وتوظيف الباحثين عن عمل، وتوفير الحماية الاجتماعية للعاطلين والمتعطلين عن طريق نظام التأمين ضد التعطل، ودعم أجور العاملين من ذوي الأجور المنخفضة، إضافة إلى الاهتمام بالعلاقات والشكاوى العمالية والمحافظة على بيئة عمل جاذبة وصحية بصورة مستمرة.
وفي المقابل، تتبنى وزارة العمل استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى، وتستهدف من خلالها تطوير البنية التحتية لسوق العمل، وتضييق الفجوة بشكل حاسم ومؤثر بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق من خلال استحداث معايير علمية واضحة للمهن، ونظام المؤهلات، واختبارات المهارة لمختلف المهن، وتأسيس المرصد الوطني المتقدم لسوق العمل الذي يرسم طريق المستقبل ويحدد الاحتياجات المستقبلية من فرص التدريب والتوظيف في مملكة البحرين، وغيرها من المشاريع التي يتم بحثها ودراستها بدقة لضمان مستقبل مشرق وواعد لسوق العمل البحريني والعاملين فيه.
إن جميع الخطط والمشاريع التي يتم تنفيذها في مملكة البحرين، سواء كانت تنفذ عن طريق وزارة العمل، أو أي جهة أخرى حكومية كانت أو خاصة، تستمد مقومات وفرص نجاحها من دعم وتعاون وثقة الشركاء الاجتماعيين والعمال المخلصين المحبين للعمل والانضباط والتميز. ونحن من هذا المنطلق، نتوجه لعمال البحرين بالشكر الجزيل على حرصهم وتفانيهم في العمل، ونقول لهم بأن بلدهم وقيادتهم تحمل لهم الكثير من التقدير والامتنان، وأنها تعوّل عليهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً، ومجتمع أكثر تماسكاً ورقياً.
وبهذه المناسبة يسعدني أن أرفع، باسمكم جميعاً، بالغ الشكر والتقدير إلى صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر، حفظهم الله ورعاهم، وإلى كل عمالنا المخلصين وأصحاب العمل الذين يساهمون، بروح وطنية عالية، في تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقا.
سائلاً المولى، عز وجل، أن يوفقكم وإيانا لما فيه الخير والصلاح للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،