خلال محاضرة "المحتوى العربي الإلكتروني في الانترنت" التي نظمها مركز عيسى الثقافي، أكدت منال كمال القيسي أن التحديات التي يواجهها النشر العربي الالكتروني ترتكز على أبعاد ثقافية ثم فنية تقنية، مستعرضة بذلك أبرز جوانب القصور التي يعاني منها المحتوى الإلكتروني العربي وسبل علاجها.
وقالت القيسي بأنه فضلاً عن تدني معدل القراءة المفيدة عموما لدى الفرد العربي بحوالي 6 دقائق سنوياً مقارنة بالقارئ الأوروبي الذي يعادل 200 ساعة سنوياً، بحسب تقرير التنمية الثقافية لمؤسسة الفكر العربي، فإن العيوب التي يعاني منها المحتوى الالكتروني العربي تكمن في انتشار الأخطاء اللغوية والإملائية، وإشكالية الاقتباسات غير واضحة المصادر والتي غالبا ما تعاني من ضعف مرجعيتها، بالإضافة إلى رداءة الترجمات إلى العربية، وصعوبة الوصول إلى المعلومة بسبب الإجراءات والمتطلبات التسجيلية الطويلة، مؤكدة طغاء المضامين الترفيهية والترويحية والتجارية على المضامين العلمية والتثقيفية الأساسية.
كما ذكرت القيسي بأن المؤلف العربي يفضل الطباعة الورقية على المحتوى الالكتروني والرقمي، لعدم ثقته في سلامة الانترنت من الاختراقات والتي تعود فعليا إلى ضعف برامج الحماية التقنية النابعة من ضعف سياسات وقوانين حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي.
وأشارت إلى إن أهم الحلول لتلك الإشكاليات هو بداية بنشر الوعي بأهمية الكتاب الإلكتروني والرقمي والذي يتطلب توفير نظام أمني شديد يمنع القرصنة بالتوازي مع فرض قوانين لحماية حقوق الملكية الفكرية. بالإضافة إلى العناية باللغة العربية ووضع سياسات وطنية تعنى بتشجيع النشر العربي الإلكتروني ودعمه من كل الجهات العامة والخاصة، وإنشاء هيئات متخصصة لذلك، مع أهمية إقامة الدورات وورش العمل التي توفر تطوير المهارات الفنية واللغوية المناسبة للنشر العربي الإلكتروني.