كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، كان هناك أرنب مغرور يدعى “برور” يعيش في قرية صغيرة جميع أرانبها متعاونون، عدا هذا الأرنب، فكان مغروراً وغير نشط، كما أنه لم يكن يساعد الأرانب الأخرى في زراعة الجزر والذي هو محصول غذائي مهم لجميع أهل القرية.
وفي يوم من الأيام تجمع أرانب القرية العاملون في زراعة الجزر وذهبوا إلى كبيرهم شاكين تكاسل “برور” وعدم مساعدته لهم في زراعة الجزر... فاستدعى الكبير “برور” وأخبره بأنه إن لم يعمل مثل بقية الأرانب فلن يحصل على نصيبه مثلهم من الجزر.
غضب “برور” وقرر أن لا يعمل معه، وأنه سيزرع الجزر بنفسه ولن يعطي منه أحداً. بدأ الأرنب المغرور يحرث أرضاً بجوار منزله وزرع فيها الجزر، بدا متحمساً في الزراعة، ولكن حماسه ذلك بدأ يخف شيئاً فشيئاً، ولم يعد يكترث بري محصول الجزر، حتى جاء يوم الحصاد.
في هذا اليوم المنتظر ذهب جميع أرانب القرية فرحين يتغنَّون بأحلى الألحان وهم يحصدون ما سعوا من أجله، وبالفعل كان محصولاً وفيراً. أما “برور” فعندما ذهب لقطف الجزر لم يجد هناك أي ثمر. فأخذ يبكي كثيراً فهو جائع.
وأخذ ينظر إلى بقية أرانب القرية وهم فرحون بما جنوه بعد هذا التعب، عندها تقدم له كبيرهم وقال له: هل رأيت يا “برور” كيف الغرور وعدم المساعدة، أضف أن الكسل، لن يفيدنا في الحياة، بل هل أدركت جيداً بأن من جد وجد ومن زرع حصد.
اعتذر برور من أصدقائه الأرانب، ووعدهم بأن يترك عنه الكسل والإهمال، وأن يساعدهم في محصول الشهر المقبل... فرحت جميع الأرانب بقرار “برور”، وشاركوه معهم في المحصول الوفير الذي كان نتيجة لتعاونهم واهتمامهم معاً بأرضهم.
روان علي محمد
12 عاماً
العدد 4618 - الأربعاء 29 أبريل 2015م الموافق 10 رجب 1436هـ
