غداً يحتفل العالم بعيد العمال العالمي، لذا قررت أن أسبق الجميع وأن أوجه لجميع العاملين في المؤسسات العامة والخاصة ألف تحية واحترام، مع تمنياتنا لهم بعيد عمال سعيد... لكن هناك سؤال يشغل بالي، هل يقتصر الاحتفال بعيد العمال، على جميع من يحمل مسمى وظيفياً في هويته الشخصية؟!
جدتي هي من أثار هذا التساؤل حقيقة في ذهني، ففي إجازة عيد العمال في السنة الماضية، وكعادتنا في العائلة، فإن كل فرد يقوم بإعداد طبق معين لوجبة الغداء والتجمع يكون في منزل العائلة، حيث يسكن جدي وجدتي أطال الله في عمرهما... بعد انتهاء وجبة الغداء أخذ الجميع يتبادل أطراف الحديث، فهناك من يتحدث عن عمله، وآخر يتحدث عن أولاده، وهذا يحدث كيف سيقضي إجازته غداً... الخ، إلا أن مداخلة جدتي في هذه الأحاديث كانت أهم موضوع يتم مناقشته، حيث قالت: كل العالم لها إجازة، إلا أنا ترى متى ستكون إجازتي؟!
سؤال جدتي هذا أثار ضحكاتنا نحن الأبناء والأحفاد، فأخذ الجميع يطيب خاطرها بكلمات تنبع من قلوب محبة صادقة... ضحكتها كانت تملأ الدنيا، وابتسامتها كانت تنشر الفرح وسط هذا الجوء العائلي الدافئ. حتى اختتمت مناقشتها قائلة، كنت أمزح فإن فرحتي بوجودكم جميعاً حولي، يضيق صدري عندما لا أراكم، لذا أتمنى أن أعمل لأجلكم لأجل أبنائكم كل يوم حتى أراكم بشكل متصل.
ربما تتساءلون ما العمل الذي تقوم به جدتي، حتى يستدعي أخذها لإجازة، هي عصب أساسي في العائلة أطال الله في عمرها، فهي الحاضنة لجميع أفراد العائلة الصغار قبل مرحلة الروضة، فهي من يقوم على راحتنا طوال فترة غياب أمهاتنا وآبائنا في مهنهم، ربما يكون يوم إجازتها هو يوم إجازة أبنائها، لكن مع هذا فإننا نزورها بشكل يومي للاطمئنان على صحتها.
إذاً جدتي تستحق بأن نحتفل بها في عيد العمال، وهذا العام قررنا أن نحتفي بها وأن نكرمها، بمنحها إجازة تمتد لأسبوع تقضيها برفقة جدي في بيت الله الحرام، لتستمتع بالأجواء الروحانية والإيمانية، وخصوصاً ونحن في شهر رجب... فهنيئاً لك جدتي بهذه الإجازة، مع تمنياتي لك برحلة موفقة وإجازة سعيدة.
مناهل
العدد 4618 - الأربعاء 29 أبريل 2015م الموافق 10 رجب 1436هـ