بعد فيرجسون وكليفلاند، تتجدّد الاضطرابات العنيفة هذه المرة في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأميركية، احتجاجاً على مقتل شاب أسود آخر، على يد أحد رجال الشرطة البيض.
تجدّد الاحتجاجات هي الحلقة الأحدث في هذه الأزمة العرقية التي تعيشها الولايات المتحدة، وتأتي في العام السابع من ولاية باراك أوباما، الذي جاء حاملاً وعداً بالسلام في العالم، وسحب الجيوش الأميركية الجرّارة من مناطق الحروب التي خاضتها طوال عقد كامل، فكوفيء على وعوده بجائزة نوبل قبل أن يلتحق بمكتبه.
كُتب الكثير عن وصول أوباما إلى الرئاسة، ولاقى فوزه ترحاباً واسعاً من كل أنحاء العالم. وأهم ما قيل عن هذه الفرصة التاريخية إنها كانت مصالحة أميركية كبرى مع الذات، وتجاوزاً لماضٍ بغيضٍ من الظلم والقهر والعنصرية، امتدت أربعة قرون من استعباد الزنوج واسترقاقهم واستغلالهم جسدياً وجنسياً وكقوة عمل.
كانوا يأتون بمئات الأحرار من سواحل أفريقيا، بعد حرق قراهم واصطيادهم كالطرائد، وشحنهم في قعر تلك السفن الكبيرة كما يفعل بالأغنام، في رحلةٍ يهلك فيها ثلثهم، بسبب الأمراض الجلدية والإسهال، ويلقى بجثثهم لتبتلعهم مياه المحيط. ومن ينجو منهم تنتظره المصاطب المنصوبة في أسواق النخاسة حيث يُعرضون عبيداً، عراةً، للبيع، بعدها تبدأ رحلة العذاب الجديدة، حيث يتحوّل الواحد منهم إلى عاملٍ في مزرعة أحد الملاك البيض.
كان ما يجري لعبة استهانةٍ كبرى بالبشر، وسحقٌ لإنسانيته، وقد أثبت التاريخ أن العنصرية لا تُمحى آثارها سريعاً من النفوس، وإنما تبقى وتترسب مثل طبقات الأرض، وتنتظر أية لحظة لتنفجر كالبركان، بهذه القوة أو تلك. شاهدنا ذلك في تاريخ الشرق والغرب على سواء، وآخرها هذه السلسلة من الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، تخبو في ولاية وتنفجر في ولاية أخرى.
العنصرية والتمييز لوثةٌ إنسانيةٌ كبرى، سواءً كانت بسبب الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين أو المذهب. وهي تورث للأجيال الأحقاد والضغائن، ضمن ما تتوارثه الأجيال من ثقافةٍ ومواقف نفسية ورؤى في الحياة.
التمييز العنصري، كسواه من أنواع التمييز، الجنسي أو القبلي أو الطائفي، أمر غير معقول، وغير منطقي، ويدخل في باب الانحراف الأخلاقي. ولذلك تأتي ردود الفعل ضده غير معقولة وجامحة، وعنيفة أيضاً. فليس هناك بشرٌ يقبل أن يُمارَس الظلمُ أو التمييزُ ضده، اللهم إلا أن يكون شاذاً «فاسد المزاج وليس له علاج»، إذا استعرنا مقولة أبي حامد الغزالي. فالإنسان السوي، الحر، الشريف، يرفض بالفطرة والسجية، أن يُمارِس أو يُمارَسَ عليه الظلم والتمييز والاستعلاء. وتستوي في رفض الظلم والعنصرية شعوب آسيا وأفريقيا، وأوروبا واستراليا وأميركا الشمالية واللاتينية. وفي الأثر: «إنّما يحتاج إلى الظلمِ الضعيفُ».
في الحالة الأميركية التي ثبت أنها ماتزال تعاني من العنصرية المترسبة، كان يؤمل أن تنطوي مع مجيء أوباما إلى الرئاسة، لكن وصوله كما يبدو أجّج المشاعر الدفينة المكبوتة لدى العنصريين البيض. وجود رئيس أسود على قمة هرم الرئاسة، كان يحرّك مشاعر الكراهية ويؤجج الحقد ويحرّك مياه العنصرية الآسنة، وهو ما يفسر ظاهرة زيادة حوادث قتل المواطنين السود على يد رجال شرطة بيض.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4618 - الأربعاء 29 أبريل 2015م الموافق 10 رجب 1436هـ
انه اسباب
انه اسباب الظلم فى العالم كله ياتى من امريكا عدوة الشعووب والعرب ما يقدروون يرفضوون اوامر امريكا يرفضون فقط اوامر الله الي خلقهم وامرهم ان يعبدوه واطيعونه لاكن ما قوول الى المشتكى لله وقاتل الله الجهل
ويش راي جماعة الله لا يغير علينا في هالكلام؟
فالإنسان السوي، الحر، الشريف، يرفض بالفطرة والسجية، أن يُمارِس أو يُمارَسَ عليه الظلم والتمييز والاستعلاء. وتستوي في رفض الظلم والعنصرية شعوب آسيا وأفريقيا، وأوروبا وأميركا . وفي الأثر: «إنّما يحتاج إلى الظلمِ الضعيفُ».
أمريكا وبريطانيا و حقوق البطيخ
نعم حقوق البطيخ : ربما للبطيخ حقوق وللزرع حقوق وللحيوان حقوق وللجماد حقوق ولكن لبني الانسان لا توجد حقوق.
لقد تلاعب الغرب وعلى رأسهم امريكا وبريطانيا بهذا المصطلح وبهذه الكلمة ايما تلاعب واستغلّوها اسوأ استغلال حتى انكشفت عورتهم وبدت سوأتهم في عقر دارهم
كل شيء جعلوا منه سلاحا حتى حقوق بني البشر
نعم حقوق الانسان اصبحت سلاحا لدى امريكا وبريطانيا ومن لفّ لفّهم.
يتلاعبون ببني البشر وكأن الله خوّلهم بسلب حقّ هذا واعطاء هذا.
في بلد يشعلون حربا والحجّة حقوق الانسان
وفي بلد كبلدنا يغضون الطرف لأن الاطماع اهم من حقوق الانسان
وفي داخل بلدانهم يعاملون السود كالعبيد ودساتيرهم تتبجح بحقوق الانسان
وما هي الا الاعيب
حقيقة
العنصرية موجودة في كل مكان واسواها العنصرية الطائفية
التمييز
وليس فقط التمييز المذهبي موجود في امريكا بل للاسف في الدول العربية والاسلامية حيث ترى ان الوظائف والوزارات تذهب فقط لطائفة معينة من الناس ولكن الطائفة الاخرى هي مجرد قمامة
شفتون؟
الحين بيطلع لك واحد من الجهابذة يقول لك شفتون حتى أمريكا فيها تمييز موب بس احنه
حتى أمريكا شرطتها واقفة ضد الشغب موب بس احنه
عاد لاحد يتكلم له عن الديمغراطية اللي عندهم وعندنا ترانه أحسن هههه
سؤال؟
اذا هذا يحصل في دولة تتعدي الديموقراطية. تذهب الي أقصي الأماكن تقتل و تدمر لاجل معاييرها. تضع نفسها المسؤول عن نشر الثقافة و العدالة في العالم؛ اذا كان هذا عندها، فأين الخطأ؟