دخل العرب بشكل قوي في السوق الرياضية الأوروبية من خلال الاستثمار في أكبر الأندية هناك وتحديدا ناديي مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي اللذين تحولت ملكيتهما بالكامل تقريبا لمصلحة العرب.
مانشستر سيتي كان محصلة استثمار إماراتي في حين أن سان جيرمان هو محصلة استثمار قطري.
كما أن هناك الكثير من الأموال العربية المستثمرة في أندية أوروبية أخرى ولكن ليس بهذا الحجم من السيطرة أو ليس بهذا الحجم من الشهرة للأندية المستثمر فيها.
إذاً الواجهة الأبرز هما ناديا مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان واللذان مثلا في وقتهما ذروة الإنفاق على الصعيد الأوروبي وفي ظل أزمة اقتصادية عالمية عصفت بمعظم رؤوس الأموال حوال العالم.
الناديان بما يمتلكان من تاريخ وعراقة مثلا مدخلا مناسبا ومثاليا لهذه الأموال العربية الكبيرة التي كانت تنشد السوق الأوروبية.
وبعد سنوات الآن من هذا الاستثمار يحق لنا أن نسأل عن الجدوى العملية من استثمار هذه الأموال وهل هي وظفت في المجال الصحيح لها.
على صعيد فرنسا فإن باريس سان جيرمان بات المسيطر الكلي على المسابقات المحلية وقد يعود ذلك في جانب كبير منه لضعف إمكانيات المنافسين، في حين أن مانشستر سيتي تحول إلى فريق منافس في إنجلترا وليس مسيطر.
أوروبياً كان الإخفاق سيد الموقف في الجانبين على رغم كل الضخ المالي العربي لسبب بسيط أن عراقة البطولة الأوروبية وقوة الفرق المشاركة فيها لا يمكن تحويل مجرياتها بالأموال فقط وإنما باستراتيجية عمل متكاملة وباستثمار في المستقبل وليس فقط في الحاضر، لأن دوري الأبطال بالتحديد هو مسابقة الكبار والكبار فقط في أوروبا ومهما ضخ من أموال من دون خطة متكاملة فالإخفاق سيد الموقف.
مانشستر سيتي فقد الكثير من بريقه حتى في إنجلترا ومستقبلا باعتقادي سيكون حال باريس سان جيرمان نفسه في فرنسا، لأن استثماراتنا العربية وحسب ما هو ظاهر للعيان تصرف باستقطابات كبيرة دون وجود حاجة فنية في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى من دون قدرة على إيجاد التوليفة المناسبة داخل الملعب.
أسماء كثيرة تم التعاقد معها كانت براقة جدا قبل الوصول للناديين وتحولت إلى مشكلة بعد وصولها.
الأهم من كل ذلك أن هذه الاستثمارات الضخمة بالملايين لم تنعكس بأي شكل من الأشكال على اللاعبين العرب حتى اللاعبين من الدولتين صاحبتي الاستثمارات الإمارات وقطر على رغم مرور عدة سنوات على بداية هذه الاستثمارات.
اللاعبون الناشئون والمواهب الصغيرة في الدول العربية بحاجة إلى دعم ومساندة وإذا لم تقم أندية بها استثمارات عربية قياسية بمثل هذا الدعم ومثل هذا الدور على الصعيد الأوروبي فما الجدوى الرياضية العربية من مثل هذه الاستثمارات؟.
تتبقى مسألة أخيرة تتعلق بالمردود المالي، فكل استثمار يهدف بالدرجة الأولى إلى مردود مقابل وهو ما يمكن أن يوضحه بشكل جلي خبراء الاقتصاد، ولكن ليس من الواضح بعد إذا ما كان هذا الاستثمار رياضيا بالدرجة الأولى أم ماليا أو هو فقط واجهة دعائية لأصحاب الاستثمارات، حتى نتمكن من عكسه بصورة صحيحة على رياضتنا العربية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4616 - الإثنين 27 أبريل 2015م الموافق 08 رجب 1436هـ
بين الاستثمار والتطور الفني
ركزت على الجانب الفني واغفلت الجانب المالي, المستثمرون الجدد في عالم كرة القدم عندما يضخون الملايين غالبا لا يكون ذلك بغرض التطوير الفني بقدر ما يكون الهدف العوائد المالية, و هذا ما يفسر جلب لاعبين من دون حاجة فنية بهم وانما لاهداف دعائية واعلانية وغيرها, يستحسن في تصوري ان يتم تأطير العمل الاستثماري بحيث لا نرى فريقا انجليزيا او اسبانيا ليس في صفوفه لاعب مواطن واحد, وقوانين اللعب النظيف خطوة اولى جيدة ولكن يجب ان تتبعها خطوات اخرى في نفس الاتجاه.