قالت مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية إيناس سيد مكاوي بأن الشبكة العربية للتمكين الاقتصادي للنساء ستعقد أعمالها الشهر المقبل مع الشركاء وستضع وثيقة قد تكون ميثاقاً عربياً لمناهضة العنف ضد المرأة وأخرى لحماية النساء من العنف الجنسي خلال النزاعات المسلحة.
وأشارت خلال لقاء لـ «الوسط» بأنه من المزمع الإعلان عن تدشين إستراتيجية للطفولة في المنطقة العربية خلال القمة العربية المقبلة.
ما هي أبرز ملامح إستراتيجية الطفولة المزمع تدشينها لما بعد 2015؟
- أهم الأطر التي سيتم إدراجها في الإستراتيجية هي المتغيرات الجديدة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على أوضاع الطفولة بشكل عام وعلى حقوق الأطفال وآليات الحماية والوقاية لهم والنهوض بأوضاع الطفولة بشكل عام في الدول التي تتمتع بظروف الاستقرار كتوفير جودة التعليم وتطوير الآليات الصحية الخاصة بالأطفال وأيضاً تدريب وتأهيل الكوادر الخاصة برعاية الأطفال في المنطقة العربية.
وهي بذلك منقسمة إلى باب معني بالسياسات، والثاني بالأطر التشريعية والقانونية، والثالث معني بالوقاية والحماية وإعادة التأهيل.
لقد وجدنا وبشكل أساسي بأن أولويات التنمية المستدامة التي سيعمل العالم من أجلها خلال 15 عاماً المقبلة قد أغفلت بنداً للطفولة ووضعت بنداً للمرأة وتمكينها والمساواة ولكن لم تضع بنداً منفصلاً للطفولة، ولكن هناك 6 أولويات من أولويات التنمية المستدامة وضعت ضمن الغايات الخاصة بها استهداف الأطفال على سبيل المثال: التعليم، الصحة، الفقر، وفي المقابل هناك 10 أولويات أخرى في المحاور لم تدرج فيها الأطفال.
وضعنا ذلك كأولوية منفصلة ضمن أولوياتنا العربية التي سترفع للأمم المتحدة ولكن وجدنا ضرورة أن نضع أولويات خاصة بنا داخل هذه الأهداف لحاجة المنطقة لها، وعليه الإستراتيجية ستأخذ في الاعتبار أولويات التنمية المستدامة بشكل أساسي ثم أولويات المنطقة من خلال قضايا إنفاذ الحقوق الفضلى للطفولة.
متى يتوقع إعلان تدشين الإستراتيجية؟
- الإستراتيجية مشروطة بوقت، وقد وافقت لجنة الطفولة على إعدادها ونحن الآن نضع الإطار العام من خلال عدد من الخبراء المعنيين ثم ستعرض على لجنة الطفولة في دورتها المقبلة للموافقة على الإطار العام وتوزع على الدول الأعضاء لوضع مرئياتهم عليها وستتطلب وقتاً ولكن كحد أقصى سيتم الاتفاق عليها خلال العام المقبل على أن تطلق في القمة العربية المقبلة.
ما هي أبرز المشاكل التي يعاني منها الطفل العربي وفقاً لرصد جامعة الدول العربية؟
- الطفل العربي يعاني من ظروف الحروب والنزعات وعدم الاستقرار، والافتقار إلى المأوى والمسكن والأسرة والتعليم والصحة بسب تلك الظروف، فعندما يزول غطاء الدولة والمجتمع والأسرة يبقى الطفل بلا حماية، وكيف لنا أن نحميهم وألا يكون ذلك كلاماً وإنما برامج توفر لهم أماكن لاستكمال تعليمهم في ظل أوضاع صعبة.
كم عدد اللاجئين من الأطفال بسبب المتغيرات السياسية التي تمر بها المنطقة العربية؟
- هناك كل نصف ساعة 35 لاجئاً جديداً في المنطقة العربية وفقاً لما أشارت له المفوضية السامية لشئون اللاجئين، وما يزيد على 5 ملايين لاجئ عربي موجودين في هذه اللحظة، وهذا رقم نقوله اليوم ولا نعلم ماذا ستؤول له الأرقام، وعليه فإن مسألة وضع برامج حمائية أمر ملح وأمر مهم في هذه المرحلة.
في الدول العربية الإطار القانوني يحفظ حقوق الطفل؟
- هناك عدد من الأطر القانونية، فهناك إطار قانوني تحفظه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وكل الدول موقعة عليه وإلى شهر مضى كانت الصومال غير موقعة ثم وقعت ليرتفع بذلك عدد الدول الموقعة على الاتفاقية إلى 22 دولة.
أين هم من التطبيق الفعلي لتك الأطر القانونية؟
- إن لم تكن هناك آلية دولية تراجع وتحاسب مدى تطبيق الدول لهذه الاتفاقية وفق تقارير سنوية أو كل عامين في أقل تقدير وتحاسب بعض الدول على بعض الممارسات ومنها استخدام الأطفال في التجنيد من قبل بعض الحكومات سيترك الأمر له من الأريحية أن تطبق بعض الدول ما تراه وتترك الآخر، وهناك مناشدة لأن تكون هناك آلية دولية للمحاسبة ملزمة تجاه حقوق الأطفال ومصلحتهم الفضلى وهم أمر ضروري بسبب التغير السلبي الحادث في المنطقة العربية والتراجع الشديد فيما يخص حقوق الأطفال
لقد عملنا مراجعة بمناسبة مرور 25 عاماً على اتفاقية حقوق الطفل ونرى بأن هناك تراجعاً كبيراً في تطبيقها، فقد كنا ننادي بتعليم جيد بتنا ننادي بتعليم، كنا نطالب برعاية صحية عالية المستوى أصبحنا نطالب بأخذ التطعيمات الأساسية وظهرت أمراض قد اختفت منذ عقود في المنطقة العربية ومنها شلل الأطفال على سبيل المثال والذي جاء نتيجة الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية والتي أسفرت عن عدم تمتع الأطفال بالبرامج الصحية التي كانت تتكفل بها الدول فإذا كان هناك تراجع لابد من المجتمع الدولي أن يتحمله أيضاً.
ليس هناك معزل بين الحقوق والأوضاع السياسية ولابد أن تكون مصلحة الأطفال هي ضمن أول الأولويات.
ما هو رأيك في وضع المرأة والطفل في البحرين؟
- البحرين تخطو خطوات متقدمة من خلال التشريع والسياسات على الأرض وكفالات الدولة للأسر والأطفال والإدماج والانفتاح الثقافي على العالم وما تحمله للطفولة من مشاريع، ونشكر الجهود الملكية في ذلك فهناك إرادة سياسية واضحة لتحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بالمرأة تلقى رعاية كبيرة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة فهناك مشروع الرائد ومشروع ريادة والذي نأخذه كنموذج لتمكين النساء والأسرة، ولا يخفى تبوؤ المرأة البحرينية مواقع صنع القرار في البحرين وخارجها.
شهدت عدد من الدول العربية أزمات سياسية، شهدت خروج مسيرات شارك فيها الأطفال، ما رأيكم؟
- أود أن أشير إلى أن استغلال الأطفال في الشارع السياسي بشكل عام هو انتهاك واضح لحقوق الأطفال وعلى الدولة اتخاذ إجراءات حازمة بهذا الشأن وعلى الأطفال التعبير عن آرائهم بوسائل أخرى كالكتابة والتلوين والشعر وألا يكونوا في موقع الخطر لتوقع تعرضهم للخطر فضلاً عن تأثر الجانب النفسي لديهم.
وقد رأينا كيف أن عدداً من الدول العربية يتم فيها تجييش الأطفال من قبل الجهات الرسمية وغيرها وهذا ما دعا الجامعة العربية للدخول في الحملة العربية الدولية مع الأمم المتحدة «أطفال لا جنود».
هل هناك لدى جامعة الدول العربية قرارات جديدة للنهوض بالمرأة والطفل؟
- فيما يتعلق بالمرأة قامت الجامعة العربية خلال العام 2014 اعتماد إعلان القاهرة لأجندة التنمية لما بعد 2015 والتي رأى العالم العربي كله بأنه إعلان يحقق للمرأة الكثير، وقد اعتمد كوثيقة رئيسية في الأمم المتحدة، وقد وضعنا خطة العمل الخاصة بالإعلان وقمنا بعدد من الأنشطة منها المراجعة الشاملة للتشريعات الخاصة بالمرأة في المنطقة العربية وصدر في هذا تقرير شامل ونقوم حالياً على العمل على برامج تدريبية للنساء والسياسة خلال الانتخابات وسنعقد أول هذه الورش في تونس ولدينا شبكة عربية للتمكين الاقتصادي للنساء ستعقد أعمالها الشهر المقبل مع الشركاء وسنضع وثيقة قد تكون ميثاقاً عربياً لمناهضة العنف ضد المرأة وأخرى لحماية النساء من العنف الجنسي خلال النزاعات المسلحة، وبالنسبة للأطفال لدينا إستراتيجية عربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء ولدينا الإستراتيجية الطفولة التي نعمل عليها، ووضعنا المبادئ التوجيهية لحماية الطفولة في ظل الكوارث والطوارئ ونعمل على وضع الخطة لذلك، فنحن نضع الخطط والبرامج وعلى الدول تبنيها وعلينا مراجعتها.
ما هي التحديات التي تواجه الجامعة العربية؟
- الجامعة أخذت دفعاً جديداً بعد قمة شرم الشيخ؛ فالعمل العربي المشترك سيأخذ شكلاً جديداً ناهضاً، فالقمة أعطتها دفعة حقيقية ولعل أحد هذه المؤشرات هي «عاصفة الحزم»، نحن نتكلم اليوم عن جيش عربي واحد وتكتل عربي إزاء قضايا غير مسبوقة في العالم العربي لذا كان ضرورياً إعادة أو تعديل أو تغير البيت العربي بما يتناسب مع التغيرات الجديدة، لدينا تحديات كبرى وإرادة أكبر لمواجهتها.
العدد 4616 - الإثنين 27 أبريل 2015م الموافق 08 رجب 1436هـ
المناهضة ضد الرجل فقط لو حتى الحكومة؟
مناهضة العنف ضد المرأة من قبل الرجل فقط لو حتى من قبل الحكومات التي تعتدي وتعتقل ظلمًا وتُهين وتفعل ما تفعل من أمور يندى لها الجبين..؟!