داخل زقاق ضيق بالقرب من مسجد الخواجة في المنامة القديمة قررت أن أبحث عن حكايتي ضمن سلسلة حكايات سوق المنامة القديم. وهناك سمعت من بعض النسوة وهن يهممن بالدخول إلى باب خشبي قديم في أن هذه هي أكبر حسينية للنساء في المنامة القديمة وعمرها أكثر من 150 عاماً وتُعرف باسم «مأتم سيد ناصر» وهو الاسم الذي كتب على لافتة مبنى الحسينية (المأتم)، أي المكان الذي يجتمع فيه أهالي عدد من أحياء المنامة لاقامة مراسم وشعائر دينية مختلفة على مدار العام بما فيها المواليد وشعائر إحياء العشرة أيام من شهر محرم من كل عام.
الملاية نعيمة
ألقيت التحية على "الملاية" بالطريقة الدارجة وأنا أهمُّ بالدخول إلى الحسينية بعد نزعت حذائي. جلست بالقرب من الملاية التي تدير الحسينية منذ زمن طويل وهي نعيمة سيد ناصر ومساعدتها جليلة سيد ناصر. وردّت عليّ التحية ثم أجلستني على إحدى كراسي المأتم التي وضعتها بصورة مرتبة تتناسب مع حجم وشكل هذا المأتم النسائي الكبير الذي بدا من الخارج بيتاً بحرينياً قديماً بنوافذ تقليدية من الخشب والحديد.
"الملاية نعيمة" تدير وتعتني بهذا المكان منذ فترة طويلة لأنها كما قالت: «أعشق تراثي وأعشق المنامة لأن كلاً منهما يكمل هويتي النابعة من حياة بسيطة كنا نعيشها بحب ووئام بين بعضنا البعض. أما الآن فكل شيء تغير».
حكاية جدي ناصر
وضعت الملاية نعيمة على طاولة صغيرة قنينية ماء وأسكبت بعضاً من الشاي الداكن اللون في «استكانة الشاي»، شربنا الشاي، ثم بدأت بالحديث عن تاريخ هذا المكان وهي ترتدي عباءتها السوداء التقليدية (الدفة) مُعلِّقة: «كان مأتماً للرجال وجدي (والد جدتي) سيد ناصر المقابي تزوج عدة مرات من أجل أن ينجب له ولد يخلفه قبل أن يموت والله لم يعطِه أي أولاد بل أعطاه فقط ثلاث بنات، وكانت جدتي تكتب كتب القصائد الحسينية فاطمة بنت الشيخ حسين، بينما حمل اسم المأتم اسم جدي». وأضافت وهي تشير إلى موقع داخل المأتم "هنا كان يتوسط المأتم بئراً غزيراً، كنا نتزود منها بالماء بصورة يومية لكن ذلك اختفى للأسف مع التغييرات التي طرأت على الحياة البحرينية وبئيتها".
راية وموروث
أمسكت الملاية نعيمة راية معدنية الصنع بيدها وقالت «هذه راية صنعت في عام 1387 هجرية (1967م) وهي ضمن المقتنيات القديمة التي يحتفظ بها هذا المأتم في إطار الموروث الحسيني».
وتابعت كلامها قائلة: «دعيني أكمل حكاية هذا المكان الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياتي. لقد استلم البنات الثلاث المأتم (بنات سيد ناصر) وكنّ جمعيهن قارئات وهن: خاتون، نجيبة، هاشمية، وكانت الثلاث معروفات بقراءتهن في أوساط المنامة القديمة وكن عندما يحضرن يمتلئ هذا المكان بأعداد كبيرة من نساء المنامة ومنهن من يحضرن من مناطق أخرى مثل النعيم والمحرق وغيرها».
تنظر الملاية نعيمة من حولها وهي ممسكة بطرف من عباءتها «خالتي «خاتون» هي أشهر قارئة ومؤلفة قصائد لهذا المأتم. تصدقين إذا أخبرتك بأننا مازالنا محافظين على أسلوبنا وتقاليد هذا المأتم النسائي، فقد كان لدينا أيام معينة وثابتة نقرأ فيها على الدوام مثل أيام الأحد والثلاثاء والجمعة».
تجلب الملاية نعيمة مجموعة من الكتب القديمة التي كتبت فيها الرواية الحسينية والأشعار وهي تتصفح الواحدة تلو الأخرى بيديها التي عبرت عنها أسارير الزمن مع خاتمها التقليدي الأصيل من الذهب البحريني، وقالت: «لدينا قراءة حسينية معينة، فلدينا أسلوبنا وتراثنا الذي نتميز به عن غيرنا من الحسينيات في المنامة. وقد توراثنا ذلك، وهناك ما هو موجود غير موجود عند غيرنا. أضف إلى ذلك فإننا نقيم التمثيليات الحسينية خاصة في سابع وثامن وتاسع من مراسم عاشوراء السنوية التي يحرص الجميع على حضورها».
ثم راحت تسرد وتقرأ بعضاً من القصائد التي تقرأ في هذا المأتم في مناسبات مختلفة بعضها فرح وبعضها حزن، ثم تعلق: «نحن يا ابنتي تقليديين جداً، نعشق تراثنا ونخاف عليه فذلك جزء من هويتنا كبحرينيين من أهل البلد ومن أصالة المنامة. فعندما نحيي فعالياتنا فنحن نقيمها ونحييها بـ «حسٍّ منامي»، وهو أسلوب كلاسيكي خاص بنا لكنّ بعضاً من قصائدنا تقرأ في مأتم الخواجة ومأتم سالمين للنساء خاصة في عشرة أيام شهر محرم».
بابنا مفتوح للجميع
شربت الملاية نعيمة شايها الأحمر ثم نظرت إلى حولها: «هنا أقرأ وهنا أستقبل وهنا أطبخ وهنا ذكريات الواحدة تلو الأخرى. لا يمكن أن أفعل ذلك كله لولا الذاكرة التي أحفظها في عقلي وقلبي معاً. أفتح باب مأتمي للجميع، والأجانب يشاركوننا أفراحنا وأحزاننا من كل الأديان والمذاهب دون فرق، ونستقبل النذور من الجميع دون استنثناء، وبابتسامة لا تفارق وجوهنا".
هكذا ودّعنا الملاية نعيمة وهي تبتسم مستقبلة جموعاً من النساء وهكذا خرجت من باب الحسينية في طريقي للبحث عن حكاية أخرى وفي زقاق آخر من حكايات سوق المنامة القديم.
العدد 4615 - الأحد 26 أبريل 2015م الموافق 07 رجب 1436هـ
كل يوم حكاية يا ريم البحرين
اتابع ما تكتبه هذه الكاتبة الوطنية .وفقك الله
لبيك يا حسين
اللهم اقضي حاجة كل من قال لبيك يا حسين
الله تسلمين أستاذتنا
رجعتينه لأجمل الأيام الماتم اللي كانت تصحبني إليه جدتي العلوية رحمة الله عليهه , وفقكم الله لخدمة هذا المجتمع ومكوناته الأصيلة ودامت راية الحسين عالية خفاقة - أم علي من أرض الضباب
مآتمنا العجيب
من يوم كنا صغار الى الثانوية العامة وما تركنا هالماتم ..ذكريات جميلة لا تنسى في موآتم المنامة العجيبة ..ان شاءالله مآتم سيد ناصر يدوم ويدوم وترتفع رآية الحسين عليه السلام ..لبيك يا حسين
احب هالماتم
من صغري للحين واني اروح لماتم سيد ناصر وهو قريب لينه اخلاق وذوق الله يحفظ الجميع
بيوت يذكر فيها الله .
سلام الله عليك يا بو علي يا حسين . اللهم صل على محمد وآل محمد.
المضايف
انتشار ظاهرة المضايف أخذت مكانة المأتم وقدسيته فهي مضيعه و تبذير للمال
زائر 8 و زائر 47
جتني الغبطة علي احساسكم الرائع هذا ما زرعه الاجداد من الطائفتين الكريمتين يسيبقي مهما تغيرت الظروف والاحداث ...
عشنا معكم باجمل سنوات العمر
الاخت ريم مشكورة على المقال ، اول مرة تقدمين شيئاً جميلاً عن البحرين ، كل مرة تكتبين وتنشرين صور الهنود في كنائسهم ، ونسيتب هل المأتم الرائع ، زائر 8 ، تقول نتمنى تعود أيام لوّل الجميلة اللي كان فيها أحبتنا من السنة يزورون فيها المآتم لتكون ملتقيات للأخوة والوطنية ، اعذرني بالرد عليكم مازلنا نذهب الى المأتم ونأكل منها ، لا تتصور اللي صار أثر فينا ، ما زالت في دمائنا محبة للطائفة الشيعية الكريمة ، ولا يفرقنا في محبتكم إلا لقاء رب العالمين.
بالعكس ريم تكتب للجميع
اعذرني هي دايما تكتب عن البحرين وتختار مواضيعها بعناية. تكريم ريم باحلى هدية
تكتب للجميع
بسكم انحياز يا بحارنة احترموا الجميع
المنامة للمسلم ولليهودي
اشفيكم من الصبح الكاتبة ريم خليفة صحافية تنقل واقع وحقيقية عاصمتنا الجميلة المنامة.وهي للجميع الكل كان يحب بعضها الحين الكل صار عنصري. بسكم
جيران مآتم السيد ناصر- أحمد العليوات
ما شاء الله عليج يا استاذه ريم وعلى مجهودج في هذا اللقاء و المقال الي يشرح
الصدر ويرجعنا لذكرياتنا الجميلة و الطفوله الآجمل,كنا كله في الماتم و نطلع
سبايا ايام العشره و نساعدهم في الغسال و الطباخ والمآتم تقرب البعيد
وتخلينا مترابطين اكثر و اكثر,الله يرحمكم يا نجيبة و خاتون و هاشميه
و يحفظ بناتكم و ان شاء الله طول العمر مآتمكم عامر بالناس و بمحبيه
و الاستاذه نعيمه ماقصرت .. كفت ووفت في شرح بعض من ذكرياتنا الجميله
شكرا لكم جزيلاً
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين
سبحان الله
ما جاب اولاد بس سوى له صدقة جارية عند الحسين خلدت ذكره
تري المآتم مرتب ونظيف
كاتبتنا الفاضلة نزلي شوي وشوفي المواتم خاصة للناس في القرى مأساة. ما في اهتمام لأن ثقافة القرى تولي اهتمام لماتم الرجال.ماساة
عنصرية ضد المراة
يا أخي خليهم اول شي يخلون عندها حقوق ترى نسوانهم مساكين. يمشون وراء الريال والمقلد
زائر 44
يمشون ورى المقلد احسن ما يمشون وراء الطبالة
وحمي الطيران يا ولد
كيفنا
أنا مو محتاج ولا مضطر اشرح لك واصحح لك معلوماتك، لأنك ما تهمني
كل اللي أقدر اقوله ( نسواننا وثقافتنا وكيفنا)
من قال
مواتمنا من أرقى وأنظف الأماكن في كل مكان نبذل فيها لاغالي والرخيص سواء للرجال او للنساء واضح انك ولا تدري عن المآتم
مأتم هو نادي اجتماعي
ثقافة المآتم في البحرين ليست لمارسة شعائر دينية ولكن نادي يجمع الناس.
المنامة تحتاج إلى اهتمام
طرح حكايات ريم من المنامة هو مجهود بادرة تشكر عليها الكاتبة الصحافية .ولكن نتمنى من الدولة أن تهتم بالمنامة وأيضا نتمنى أهل المنامة لا يبيعون منازلهم للأجانب
ابراهيم الدوسري
البحرين تضيق علي الحريات الدينيه من 150 عام كلام للمعارضه الشيعيه البائسه اليائسه
ما في تضييق
مأتم في كل بيت وقرنة. بدهم يحولون الديرة كلها إلى مواتم
السكان الأصليين
بلدنا و احنا أحرار
يقول الإمام علي عليه السلام
ما أعدل الحقد
يبدأ بصاحبة فيقتله
الله يوفقكم
عمررري ماتم سيد ناصر.. الله يرحمش يا جدتي ام عادل السويدي.. كلا هناك .. اااه على الزمن الجميل ,, و ان شاء الله تكثر الوسط من هالشغلات،، عقبال مآتم المنامة كلها
اللهم صل على محمد وآل محمد
ربي يجزيكم ويحفظكم ويوفقكم بحق محمد وآل محمد ملاية نعيمة هذا شرف لنا أحنا المنامين نفتخر بيكم وأهل البحيرين كلها تفتخر بكم والله يعطيكم الخير وأيدكم عند أبو فاضل ان شاء الله بالصلاة على النبي ويرزقنا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم بالآخرة.
زائر 100
شكله المأتم أكبر من مأتم الرجال
نشكر الوسط
نشكر جريدتنا الوسط على ما تقوم به من التعرف على التراث البحريني الأصيل .....كما نشكر الصحفية المتألقة ريم خليفة على جهدها المبذول لإيصاله للقراء
جهد مبارك
أخيراً , خطوة مباركة في إبراز تاريخ العاصمة الاصلية و معاني الاصالة البحرانية الموالية لأهل البيت ع
استمروا على هذا المنوال
ما شاء الله
خاطري اروح ان شاء الله الله يكتب اليه هذا اليوم وازوره
انشاءالله
ليش الجنة والكعبة
ماشالله
نادراً مانشوف مأتم نساء بهذا الحجم والوساعه
الله يوفقهم وشكراً لريم الخليفه على توثيق هذا التراث الماضي الجميل وأرجوا الأستمرار
هذه المرة كانت لحسينيات
موضوع جميل ونتمنى من الصحافية القديرة أن تكتب شيئا عن هولة البحرين وفريج العوضية
يزيد
هههههه اعجبتي 150 سنه كل من يعطي عدد من عنده
ونت شنو يخصك
تسمي نفسك يزيد ونت تعرف انه يزيد ماله مكان في الماتم
واحسيناه
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلو ارواحهم دون الحسين سلام مني ما بقيت وبقي الليل والنهار
ستراوية
الله يعطيهم الصحة والعافية وطول العمر في خدمة الامام الحسين وآل بيته
نتمنى
نتمنى تعود أيام لوّل الجميلة اللي كان فيها أحبتنا من السنة يزورون فيها المآتم لتكون ملتقيات للأخوة والوطنية
جزاكم الله ألف خير
هنيئاً لكم هذه الخدمة وجزاكم الله ألف خير وهذا في ميزان حسناتكم ان شاء الله . موفقين .
العباية
وهي ترتدي عباءتها السوداء التقليدية (الدفة) وهي ممسكة بطرف من عباءتها
احترام م لقدسية المكان
وصف جميل
الصحافية ريم دائما تأخذك إلى أدق التفاصيل. ...
الاهالي يحنون الى مناطقهم القديمه
الماتم في البحرين عريق جدا من حوالي 1000 سنه والان زادت المواتم بكثرة بعد ازدياد عدد السكان , لكن المستمعين لايحبون التسموع الى في مدينتهم او قريتهم الاصليه , اتذكر مأتم خالت امي قبل 65 سنه كان الدرايش مال المأتم في مستوى الارض يعني تمشي والي داخل المأتم يشوف الارجل ولايشوف الوجه
روضة
عنما تشاهد الحسينيات يرتابك شعور بأنها جنة أو روضة من رياض الجنة على أرض الله
السلام عليك يابن بنت رسول الله
سبحان الله
من شفت الماتم انشرح قلبي من الصبح
الحمدلله رب العالمين ابتدات يومي باحلى صورة
احيو امرنا رحم الله من احيا امرنا
جزاهم الله خير ووفقهم لخدمة الحسين عليه السلام فهذا شرف عظيم
الله يحفظ الحكومه ماقصرت
في بناء دور العباده لكل الاديان والمعتقدات
مشكله الطباله
يقولك الماتم موجود من اكثر من 150 عام
أي قبل ما تنولد الحكومة