ضربت هزّات ارتدادية عنيفة أمس الأحد (26 أبريل/ نيسان 2015) النيبال غداة زلزال مدمر أسفر عن 2200 قتيل، فيما تسرع المجموعة الدولية مساعدتها لهذا البلد.
وبلغت قوة أكبر هزّة ارتدادية 6.7 درجات في منطقة تقع شمال غرب كاتماندو قرب الحدود الصينية، بحسب ما ذكر المرصد الجيوفيزيائي الأميركي، وشعر بها الناس حتى جبل إيفرست حيث تسببت في انهيارات ثلجية جديدة، كما ذكر متسلقون.
وقالت الشرطة النيبالية إن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات أسفر عن 2152 قتيلاً و5629 جريحاً في النيبال نفسها، وهو الأقوى منذ 80 عاماً. وقد ترتفع هذه الحصيلة فيما لاتزال وكالات المساعدة الإنسانية تواجه صعوبة في تقييم حجم الدمار والحاجات.
محلياً أبدى عدد من أبناء الجالية النيبالية المقيمة في البحرين لـ «الوسط» بالغ قلقهم إزاء تداعيات الزلزال العنيف الذي ضرب النيبال، وخلف مئات القتلى والجرحى، متمنين أن يزول الخطر عن بلادهم ويعم الأمن والأمان.
ومن جهتها قامت «الوسط» باستطلاع آراء بعض من أفراد الجالية النيبالية المقيمة في البحرين، وعن ذلك الأمر قال العامل النيبالي لال: «الزلزال خلف مئات القتلى والجرحى والخبر شكل صدمة كبيرة لي، وذلك لأن مدينتي تعرضت لدمار كبير».
كاتماندو - أ ف ب
ضربت هزات ارتدادية عنيفة أمس الأحد (26 أبريل/ نيسان 2015) النيبال وعاصمتها كاتماندو غداة زلزال مدمر أسفر عن 2200 قتيل، فيما تسرع المجموعة الدولية مساعدتها لهذا البلد.
وبلغت قوة أكبر هزة 6.7 درجات في منطقة تقع شمال غرب كاتماندو قرب الحدود الصينية، كما ذكر المرصد الجيوفيزيائي الأميركي.
وقد شعر بها الناس حتى جبل إيفرست حيث تسببت في انهيارات ثلجية جديدة، كما ذكر متسلقون.
وقال المتسلق جيم ديفدسون في تغريدة «شعرنا للتو بأقوى هزة ارتدادية حتى الآن في مخيم بسفح إيفرست» مشيراً إلى حصول انهيارات ثلجية.
وقالت الشرطة النيبالية إن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات أسفر عن 2152 قتيلاً و5629 جريحاً في النيبال نفسها، وهو الأقوى منذ 80 عاماً.
وفي الهند، تحدثت السلطات عن 57 قتيلاً معظمهم من دولة بيهار الشرقية. ولقي سبعة عشر شخصاً مصرعهم في التيبت، كما ذكرت الصحافة الرسمية الصينية. وشعر السكان في بنغلاديش أيضاً بالهزة الأرضية.
وقد ترتفع هذه الحصيلة فيما لاتزال وكالات المساعدة الإنسانية تواجه صعوبة في تقييم حجم الدمار والحاجات.
وأكد المتحدث باسم الشرطة الوطنية، كمال سينغ بام «لقد وضعنا كل إمكاناتنا في عمليات البحث والإغاثة. وأضاف «أرسلنا مروحيات إلى المناطق النائية ونبحث بين أنقاض المباني المنهارة عن ناجين».
وفي كاتماندو، أمضى عدد كبير من الناس ليلتهم في خارج منازلهم في الشارع أو في خيم على رغم البرد.
وقال نينا سريشتا الموظف في أحد مصارف كاتماندو «لم ننم خلال الليل. وكيف كان يمكننا أن ننام؟ تواصل اهتزاز الأرض. سنصلي حتى يتوقف ذلك ونتمكن من العودة إلى منازلنا».
وغصت مستشفيات المدينة بالمصابين الذين يعانون من كسور في أطرافهم ومن الصدمة.
وانقطع التيار الكهربائي. وأدى الزلزال إلى قطع الطرق السريعة في العاصمة وأضرار في مطار كاتماندو الدولي الذي أغلق «لأسباب أمنية».
وأعرب الصليب الأحمر عن قلقه على مصير سكان القرى في المناطق الريفية المعزولة القريبة من مركز الزلزال.
وقال مدير منطقة آسيا المحيط الهادئ للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان شاباغان «نتوقع خسائر في الأرواح ودماراً كبيراً». وأضاف أن «الطرق تضررت أو سدت بسبب سيول وحلية ما يمنعنا من الاتصال مع الفروع المحلية للصليب الأحمر للحصول على معلومات دقيقة».
وروت المنسقة في منظمة «كاريتاس أستراليا» اليانور ترينشيرا «رأينا مشاهد دمار مروعة من مستشفيات أخليت وبات المرضى يعالجون في الخارج على الأرض وبيوت وأبنية هدمت وطرق أصابتها شقوق عميقة».
وحاولت طبيبة القلب الأميركية، ألينت غالانت أن تساعد المصابين. لكنها لم تتمكن من إنقاذ دليل سياحي.
وأكد مسئول سياحي نيبالي مصرع ثمانية عشر شخصاً في إيفرست بعد الانهيار الثلجي الأول الذي تلا زلزال السبت.
ومن بين القتلى الثمانية عشر «متسلقون أجانب»، كما قال مسئول في المكتب السياحي النيبالي غيانندرا كومار.
وقتل مهندس أميركي يعمل لشركة «غوغل» في الولايات المتحدة لدى حصول الانهيار، كما ذكرت عائلته. وقالت شقيقة دان فريدنبورغ إنه قتل على الأرجح لاصابته بضربة في المخ.
وتمكنت مروحيات من الهبوط على قمة إيفرست بعد تحسن الظروف المناخية لإغاثة ضحايا الانهيار، كما ذكرت مراسلة وكالة «فرانس برس» في المكان.
وذكرت مديرة مكتب فرانس برس في النيبال، أمو كانامبيلي في رسالة قصيرة أن «الناس ممددون على حمالات فيما تهبط المروحيات».
وأضافت «الرؤية واضحة والثلوج قليلة».
وأعلنت الولايات المتحدة إرسال فرق للإنقاذ وتخصيص مليون دولار للمساعدات. وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري «نعبر عن تعاطفنا مع شعوب النيبال والمناطق المتضررة بهذه المأساة».
وأرسلت الهند حيث قتل 53 شخصاً في الزلزال نفسه، طائرتي نقل عسكريتين.
وفي كل المنطقة عرضت السلطات - السريلانكية والباكستانية واليابانية - وكذلك نيوزيلندا وأستراليا تقديم المساعدة.
وأرسلت الصين إلى النيبال فريقاً من 62 متخصصاً في عمليات البحث والإنقاذ مزودين بست كلاب بوليسية ومعدات طبية وإغاثية، كما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. وقالت الوكالة إن 17 شخصاً قتلوا في الزلزال في التيبت.
وأعلنت حكومة سنغافورة عن إرسال فريق من 55 من رجال الإنقاذ.
أما أستراليا، فقد خصصت خمسة ملايين دولار أسترالي (3,5 مليون يورو) للمساعدات، بينما قدمت نيوزيلندا مليون دولار نيوزيلندي (700 ألف يورو).
وقدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين «تعازيه» لنظيره النيبالي رام باران ياداف وكذلك فعل الرئيس الصيني شي جينبيغ الذي وعد أيضاً بـ «تقديم مساعدة».
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن خبراءه في طريقهم إلى المناطق المتضررة. وقال في بيان إن «عدد الضحايا وحجم الأضرار مازال مجهولين لكن يتوقع أن تكون كبيرة على صعيد الأضرار البشرية والتراث الثقافي على حد سواء».
وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون إنه «نبأ محزن» وأعلن أن بريطانيا أرسلت فريقاً من خبراء العمل الإنساني «سيفعل ما بوسعه لمساعدة العالقين».
من جهتها، قالت وزيرة الدولة البريطانية لشئون النقل جاستين غريننغ إن «الأولوية القصوى يجب أن تكون للعثور على الأشخاص العالقين تحت الأنقاض والجرحى، وتوفير مأوى وحماية لأولئك الذين خسروا منازلهم».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده مستعدة «للاستجابة لطلبات الإغاثة والمساعدة» التي قد تصلها من النيبال، بينما أكدت منظمة «العمل ضد الجوع» الفرنسية غير الحكومية أنها أرسلت طواقم إغاثة إلى المناطق المنكوبة «لتقييم حجم الأضرار والاحتياجات».
وقدمت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل «تعازيها» إلى رئيس الوزراء النيبالي سوشيل كوارالا، مؤكدة استعداد حكومتها لمساعدة البلد المنكوب.
ووعدت النرويج بالمساهمة بمبلغ 30 مليون كورونا (3,5 مليون يورو) في جهود الإغاثة الإنسانية وقالت إنها يمكن أن تزيد المساعدة عندما يتوفر المزيد من المعلومات عن الوضع.
وأعلن صندوق النقد الدولي في بيان أن «فريقاً من صندوق النقد الدولي مستعد للتوجه في أقرب الآجال إلى النيبال لمساعدة الحكومة على تقييم الوضع الاقتصادي الكلي وتحديد الاحتياجات المالية».
وتوجه عدد كبير من الفرق المؤلفة من جراحين وأطباء وخبراء معلوماتية ومنسقين أو يستعدون للانطلاق من الهند وبروكسل واليابان وباريس، كما ذكر لوران سوري المسئول عن البرامج الطارئة في «أطباء بلا حدود».
وتنوي هذه المنظمة أيضاً «إرسال مستشفى نقال للاهتمام بالمصابين» خارج كاتماندو، وهو يضم 60 إلى 80 سريراً.
العدد 4615 - الأحد 26 أبريل 2015م الموافق 07 رجب 1436هـ