كشفت تقارير صحفية في ألمانيا أن جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) كان قد أعلم دار المستشارية في عام 2008 بنوايا التجسس لدى وكالة الأمن القومي الأمريكي (إن إس ايه) على ألمانيا وأوروبا.
وقالت صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد (26 أبريل / نيسان 2015) إن جهاز بي إن دي أثناء إجرائه مراجعة تلقائية لمجالات بحث واردة من الأمريكيين تثبت من وجود محاولات للخداع وقد أخطر الجهاز الحكومة بهذا الأمر في عام 2008 في تقرير سري للغاية.
وتابعت الصحيفة أن التقرير الوارد إلى دار المستشارية جاء فيه أن وكالة الأمن القومي الأمريكية حاولت التحصل على معلومات عن شركتي التسليح المتعددة الجنسيات ايداس ويوروكوبتر "بما يتعارض مع المصالح الألمانية" وأضافت الصحيفة أن هذا هو السبب وراء رفض جهاز بي إن دي لهذه المطالب من قبل الأمريكيين.
من جانبه رفض وزير الداخلية توماس دي ميزير والذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس دار المستشارية الرد على أسئلة الصحيفة حول ما جاء في التقرير بدعوى انتظار التحقيقات التي تجرى في هذه الواقعة.
ووفقا للصحيفة فإن لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان ( البوندستاج ) في واقعة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية لديها وثيقة تعود لعام 2010 جرى التحضير فيها للقاء بين رونالد بوفاله (الذي خلف دي ميزير في رئاسة دار المستشارية) مع ممثلين عن الجانب الأمريكي وذكرت الصحيفة أن جهاز بي إن دي أشار في نفس هذه الوثيقة إلى المطالب المخالفة للدستور من قبل الأمريكيين.
وكان قد أعلن يوم الخميس الماضي أن جهاز بي إن دي تنصت على اتصالات شركات أوروبية وساسة أوروبيين لصالح وكالة الأمن القومي الأمريكية وأنه قد اتضح تدريجيا لجهاز بي إن دي أن مجالات البحث التي يطالب بها الأمريكيون تتعارض مع المصالح الألمانية والأوروبية.
وكان المعلن حتى الآن أن دار المستشارية بوصفها سلطة إشرافية على أعمال الاستخبارات لم يجر إخطارها بذلك إلا منذ وقت قصير.
ويطالب ساسة ألمان وعلى رأسهم زيجمار جابريل وزير الاقتصاد ونائب المستشارة انجيلا ميركل بالكشف الكامل عن ملابسات هذه القضية.
وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا "عندما نقرأ أن الولايات المتحدة وجهت جهاز بي إن دي للقيام بتجسس صناعي ، فإذا صح هذا الأمر فإن ذلك سيكون بمثابة نوعية جديدة تماما".