حذرت الفيليبين اليوم الأحد (26 أبريل / نيسان 2015) من ان بكين تستعد لفرض "سيطرة بحكم الامر الواقع" على بحر الصين الجنوبي داعية نظرائها في جنوب شرق آسيا الى "الوقوف بوجه" الجار العملاق.
وتطالب كل من فيتنام وماليزيا وبروناي باجزاء من بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي غير ان بكين تطالب بكامله تقريبا وتثير خطواتها التصعيدية المتزايدة قلقا في المنطقة وخارجها.
وقال وزير خارجية الفيليبين البرت دل روزاريو لنظرائه في اجتماع لرابطة جنوب شرق آسيا (اسيان) في كوالالمبور ان الصين "تستعد للسيطرة بحكم الامر الواقع على بحر الصين الجنوبي"، وذلك بحسب نص خطابه.
وتحدث دل روزاريو عن حملة صينية لردم شعاب مرجانية متنازع عليها، تثير مخاوف من توسع القواعد الصينية الدائمة وصولا الى المحيط.
وقال ان "التهديدات التي تمثلها عمليات الردم الكبيرة تلك حقيقية ولا يمكن تجاهلها او انكارها"، محذرا من التداعيات الجيوسياسية "العاجلة والبعيدة".
ويلتقي وزراء الخارجية قبل يوم على قمة لقادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) من المتوقع ان يكون النزاع البحري من مواضيعها الرئيسية.
وتترأس ماليزيا هذا العام قمة آسيان وتستضيفها ايضا.
واظهرت صور بالاقمار الاصطناعية في وقت سابق هذا الشهر اعمال حفر كميات هائلة من الرمل والقائها على شعاب مرجانية هشة تطالب بها الفيليبين.
ويقول محللون في مجال الدفاع ان تلك الاعمال تخلق مساحات كبيرة من الاراضي يمكن ان تتسع لمدارج ومنشآت اخرى كبيرة.
والممر البحري الاستراتيجي غني باحتياطيات الطاقة وموارد الاسماك ومعبر حيوي لمعظم التجارة العالمية، والتوتر المتصاعد بشأن حصة كل طرف اثار المخاوف من نزاع مسلح محتمل.
وتساءل دل روزاريو "الم يحن الوقت لاسيان لتقول لجارتنا الشمالية ان ما تقوم به خطأ وانه يجب وقف اعمال الردم الكبيرة فورا".
واضاف "ألم يحن الوقت لاسيان ان تدافع عما هو حق".
وشهدت كل من الفيليبين وفيتنام مواجهات عنيفة متكررة مع الصين في البحر، وكانت اكثر الدول المنتقدة لتحركات الصين.
وتسعى مانيلا الى حث ماليزيا مضيفة القمة على الخروج ببيان شديد اللهجة يوبخ الصين، وهو ما تجنبت الرابطة تاريخيا فعله نظرا لقوة بكين التجارية والدبلوماسية.
ودعت مسودة بيان قبل الاجتماع الى "ضبط النفس" وتجنب التهديد او استخدام القوة، والى الحل السلمي للخلافات البحرية لكنها تجنبت الانتقاد المباشر للصين، بحسب مصدر دبلوماسي.
ويمكن للبيان ان يتغير تبعا للمباحثات في ماليزيا.
وحثت اسيان الصين لاكثر من عقد من الزمن على الموافقة على مدونة سلوك في البحر يمكن ان تضع قواعد تمنع دولا منافسة تطالب باجزاء من البحر، من اتخاذ خطوات تشعل الوضع.
وقال دل روزاريو انه من المرجح ان تنهي الصين مشاريع الردم قبل الموافقة على مدونة سلوك قد تصبح "غير مجدية".
وحذر رئيس الفيليبين بنينيو اكينو في مقابلة مع وكالة فرانس برس مؤخرا من ان تحركات الصين "ستولد الخوف لدى باقي دول العالم" وقد تهدد حرية الملاحة.
كما اتهمت مانيلا ايضا خفر السواحل الصينيين بالتحريض على المواجهات الاخيرة مع سفن الصيد الفيليبينية.
وقدم دل روزاريو لنظرائه بيانات تظهر ان عملية الردم الصينية تدمر شعابا مرجانيا لا يمكن تعويضها وضرورية للتنوع البحري.
واظهرت صور الاقمار الاصطناعية التي نشرها هذا الشهر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قافلة من السفن الصينية تقوم بحفر رمال ونقلها الى شعاب مرجانية في جزر سبراتلي.
وتظهر صورا اخرى مدرجا ومرفأ يتشكلان على فيري كروس في جزر سبراتلي ايضا، والتي تجاوزت حجم شعاب عندما بدأ العمل عليها اواخر العام الماضي.
وتجري اعمال مماثلة على عدد من المواقع الاخرى.
وترفض الصين بغضب الانتقادات وتقول انها حرة التصرف في مياه خاضعة لسيادتها "بشكل لا يقبل الجدل".