تحرك بكلتي يديها عجلات كرسيها المدولب، تتخطى كل الحواجز بإصرار مطلق، تزداد في خطواتها وتضاعفها لتبلغ النهاية ولكنها البداية، فتحقق الجدارة وتكون الأمل كما هي الأمل لنفسها وللآخرين، فتثبت أن لا محال عندما يكون إيمانك بنفسك أنك قادر على تحطيم كل حاجز يصنع لك أو تصنعه أنت فتكون أنت مصدر الإبداع.

أمل الفردان بطلة رياضية من «ذوي الاحتياجات الخاصة» في مجال ألعاب القوى، خطفت الذهب مرتين متتاليتين على المستوى الخليجي آخرها كان في مارس/ آذار 2015، وكحلت عينيها مرة بالبرونز وتوجت بالفضة 7 مرات محليا، وعلى الرغم من صغر سنها وحداثتها في هذا المجال إلا أنها حققت البطولات من دون أي تراجع أو كلل.

وفيما يلي نص اللقاء مع أمل الفردان...

من أي محطة بدأت أمل في مشوارها؟

- في الحقيقة لم يكن لدي ميول للرياضة أو لألعاب القوى بشكل خاص، ولكن من دعاني للدخول في هذا المجال هم أصدقائي في الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بعد إلحاح شديد، وبعدها بدأت مشواري في عالم ألعاب القوي من هذه المحطة.

ما الدافع الذي جعلك تنخرطين في مجال رياضة؟

- بعد دخولي في مجال رياضة ألعاب القوي كان الأمر مغايراً جداً، فلم أتوقع أن تكون اللعبة بهذا الكم من المتعة والجمال والفائدة، إذ إن التنافس بيني وبين زميلاتي جعلني أتوغل في هذه اللعبة أكثر وأكثر، وأعيش غمار التحدي والإصرار في تحقيق الصدارة وتخطي كل العقبات ليس في الرياضة فحسب وإنما في الحياة.

ما هو تصورك الذهني حول الرياضة قبل ممارستها؟

- في الواقع كنت أعتقد بأن الرياضة هي مجرد لعبة تتم ممارستها للاستمتاع، ولكن الأمر مختلف جدا، فبعد دخولي مجال الرياضة وجدتها تبث النشاط وتزودني بالحيوية، وقد ساعدت أيضا في توسع علاقاتي الاجتماعية وتطورها، فجعلتني أتعرف علي أشخاص من كل دول العالم.

كيف كانت أبعاد هذه الرياضة على حياتك؟

- كان للرياضة تأثير كبير وعميق علي حياتي جعلها تنتقل في المسار التغيير الإيجابي وخصوصا في المجتمع، إذ تعرفت علي أشخاص كثيرين من مختلف الجنسيات والأعمار والفئات خلال مشاركاتي في البطولات الخارجية.

ما هي الصعوبات التي واجهتك؟

- لم يكن لدي صعوبات كبيرة تذكر، فقد كان فريقي متساعداً جداً معي وعلى الرغم من كون اللعبة فردية إلا أني أجد دعمهم وتشجيعهم ومساعدتهم لي في التمارين.

ما هي السبل التي عززت في نفسك مواصلة هذا المسار؟

- التشجيع المستمر من أهلي وصديقاتي والاتحاد أيضا زرع في داخلي الأمل والبسمة، فعلى الرغم من دخولي هذه الرياضة منذ ما يقارب سنتين ونصف إلا أني لا أستطيع أن أستغني عن ممارستها.

ماذا تمثل الجماهير بالنسبة إليك؟

- تمثل الجماهير عجلة تقدمي وتطوري في أدائي، فهم الحافز الأساسي من خلال تواجدهم في الملعب والذي يعزز ثقتي بنفسي ويجعلني أمضي نحو المزيد لإحراز البطولات المحلية والخليجية.

ما هي البطولات التي حققتها أمل؟

- حققت في بطولة المرأة الخليجية المركز الثالث في رمي القرص، إذا كانت هي أول بطولة لي في العام 2012، وكذلك فزت بالمركز الثاني في جميع مشاركاتي في البطولات المحلية لألعاب القوى، أما بالنسبة لهذا العام فقد كان تطورا كبيرا بالنسبة لي، إذ حققت المركز الأول في لعبة رمي القرص والرمح والمركز الثاني في رمي الجلة، هذا الإنجاز أضاف لي الكثير من النجاح والاندفاع دون تراجع.

حدثينا عن أول ذهبية حصلت عليها أمل...

- كان شعوراً جميلاً ورائعاً، فقد حققت ما أطمح له وأحسست بقيمة التمارين التي كنت أقوم بها بشكل دائم، في ظل وجود الضغوط الدراسية الصعبة، فكنت أصنع التوازن بين الاثنين حتى أتمكن من اجتياز كل واحد بشكل يرضيني، والحمد لله حققت التميز في المجالين.

ما هي البطولة التي تمثل تحولا هاماً في حياتك؟

- مشاركتي في بطولة المرأة الخليجية لعامي 2012 و2015.

ما البطولة التي حققت لكِ متعة الإبداع؟

- آخر بطولة شاركت بها هي بطولة المرأة الخليجية في شهر مارس الماضي؛ وذلك بسبب المنافسة القوية بين المشاركات من دول الخليج.

من وراء سر نجاح أمل؟

- الأهل والأصدقاء هم في المقام الأول فهم كانوا معي في كل بطولة أشارك فيها، وكذلك مدربتي التي ساعدت في تحسن مستواي وأدائي الرياضي عن السابق، بالإضافة إلى وجود أشخاص كثيرين لايسعني أن أذكرهم.

ماذا تطمح إليه أمل بعد عدة سنوات؟

- أطمح بأن أشارك في بطولة لذوي الاحتياجات الخاصة في مجال ألعاب القوى علي مستوي العالم، لأحرز الميدالية الذهبية وأرفع اسم وطني عاليا بين جميع البلدان الخليجية والعربية والعالمية.