رجلٌ شيّق، عُرف ببساطة حياته ودماثة أخلاقه، يرحب بالكبير والصغير، ويرد التحية مصحوبة بالاحترام وبالغ المحبة والترحيب... أحبه الناس لذلك، وحرصوا على التقاط الصور معه كتذكار على رغم أنه لا يملك إلا قليلاً من الخيوط، وسألوا عن اسمه لافتخارهم بما يصنعه، واعتبروه جزءاً لا يُنسى من تاريخ بلدهم العريق، شخصيته ومهنته تجمع للناظر إليه ابتسامة الفخر والسعادة ببقاء ما يقوم به، وكذلك ابتسامة حسرة على ماضٍ مشرف لم يعد له وجود إلا ما ندر... إنه الحاج عبدالحسين نجم، الرجل الذي أحبه الناس فأهداهم قطعاً منسوجة من تاريخ قريته الأم بني جمرة، إنه الرجل الذي مازال متشبثاً بمهنة «النسيج».

قضى الحاج أبوعصام 28 عاماً وهو ينسج بيديه الخيوط الملونة، ومازال على ذلك، مفتخراً مولعاً بما يقوم به، حتى وإن كان المردود بالكاد لا يُذكر أمام الجهد والوقت الذي يقضيه لإعداد تحفة من التحف الكثيرة التي كانت تصنع في البحرين، مصرّاً على الاستمرار في هذه المهنة التي تعلّمها من الحاج إبراهيم بن حسين النجار في العام 1986، لأنه عشقها، وأصبحت تسري في عروقه كما الدم، فهو لا يكل ولا يمل.

وشارك نجم ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض «الوسط» للكتب المستخدمة في نسخته الثالثة، التي اختتمت فعالياته الممتدة لثلاثة أيام أمس السبت (25 أبريل/ نيسان 2015) بمجمع الكاونتري مول بشارع البديع، وكان جزءاً لا يُستهان به من المعرض، حتى أصبح بفرض وجوده واجهة للمعرض لقاء ما حظي به من اهتمام ورعاية من الجمهور.

أبوعصام... شخصيته الشيقة والمحبوبة مع الناس، وكذلك دماثة أخلاقه وبساطته، وحيويته المطلقة طوال الوقت، جعلته شخصية محبوبة للزوار والجمهور في معرض «الوسط»، وعلى رغم أنه كان يبيع بعض منتوجاته من النسيج، فإن المحبة التي تبادلها مع بعض الزوار على رغم عدم معرفته بهم إلا للمرة الأولى دفعته لإهدائهم قطعاً من ما كان قد نسجه في وقت سابق.

وحرص أبوعصام على تعليم كل من يرغب في الاطلاع على مهنته، وعبر عن حلم بأن يرى هذه المهنة مستمرة قبل أن تستصعب يداه الاستمرار في ما يقوم به بعد عمر طويل، ولطالما كرر للزوار وجمهوره أن «الخيوط التي في يده كانت ولاتزال تشكل تاريخاً لبلده البحرين على رغم أنها مجرد خيوط».