عقولٌ مُترفة بالراحة، طاقاتٌ مُهدرة في ما لا يستحق، هِمَمٌ نائمة على بطونها وأحلامٌ مُعلّقة على الوسائد وقد حُكِم عليها ألّا تتحقق.
ذلك هم شباب اليوم، يعيشون مُحمّلين بالرخاوة والفتور، ينامون بعد أن وضّبوا حاجاتهم على كاهل الغير ليقضيها بدلاً عنهم، و يستيقظون صباحاً ليتأكدّوا أنّ كلّ شيءٍ قد تمّ على الوجه الأكمل، بينما كانت سواعدهم تتدلى عن الأسِرّة.
الحياة صعبة، أنا ما زِلتُ صغيراً، لن أُثقل نفسي بالعناء منذ الآن، مازلتُ في مطلع عمري ... وتطول ديباجة الترهات التي يرددونها تبريراً لما يمارسونه من قِلّة بل -وإن صحّ التعبير- "انعدام مسئولية" !
يُلملم نفسه ليخوض مضمار الحياة ... يتعثّر... يسقط ... تنكسر ذراع حلمه ... فـيكتفي بالنهوض وفضّ غبار الفشل عنه، يترك أحلامه جانباً... و يردد "إنّ الله على كل شيء قدير"، تلك العبارة هي أمله... و عمله!
عزيزي؛ أتظن أنّ هذا توكّلٌ على الله! إذاً لا تتذمر إن طال انتظارك ... فالله قديرٌ مع من يأخذ بالأسباب ويتوكّل عليه... و ليس مع من يضرب بكل شيء عرض الحائط ويتواكل!
من المؤسف أنّ كثيراً من الشباب يُقدّمون طاقاتهم للظروف... فتُكبّلها... و تّغلّ طموحاتهم... و تنفتح أبواب الفراغ بأوسع ما لديها، هذا يتشتت... ذاك يهيم على وجهه في المجهول... و الآخر يشقّ طريقه إلى اللا شيء!
نِعَمْ الله كثيرة من حولنا... فكيف لنا أن نعطي ظهورنا لما خلقنا من أجله... و نُهدِر حياتنا فيما يهددها بالفشل!؟
قال تعالى: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه و إليه النشور" (سورة الملك آية 15).
و أنت أيها الشاب لم تجعل الأرض إلا محطّة للجلوس الطويل البائس! تنتظر من السماء أن تُنزِل مأدباتها عليك وقد قوقعت نفسك في دوامة من الفراغ الذي يقتل صدى أحلامك قبل أن يطأ أرض الواقع. فـكم من طموحاتٍ ذبُلت وكم من آمالٍ تاهت في غيهب التخاذل!؟
في مناورة شيّقه بين القول و الفعل، اتضح أنّ للأفكار دوراً كبيراً في ربط هذين العاملين لتحقيق الهدف... فلا فائدة من هدف بلا قصد... ولا فائدة من قصد بلا هدف!
أيّ أنّ؛ الوسيلة الفعّالة لتفادي محطّة الاحباط التي تقبع بين القول والفعل... ليست إلا كبسولة صغيرة جداً، قوية المفعول وهي موجودةٌ لدى الجميع! الأمل... ومن ثم العمل! ففي الأمل كثيرٌ من التوكل على الله، وفي العمل كثيرٌ من التوكل على النفس
فما هو أفضل من ذلك؟ بل و أيّ تواكلٍ ذاك الذي يعادل هذا الرقيّ !؟
لكن ما حيلة من يعتلي منصّة شقاء غيره... و يتحدث بصوتٍ قد بحّ من كثرة النوم؟
والدي غني.. يملك ما يكفيني لأن أعيش بقيّة عمري في كنف الثراء الفاحش... لا داعي لأن أعمل... لا حاجة إلى أن أسعى... و لا ضرورة للجد والاجتهاد.
تصفيق حار لهذه العقليات المُضحكة المُبكية! .. عزيزي كيف لك أن تتحدث باسم عرق والدك وأنت تغوص على أريكة الفرو التي لن تنفعك بشيءٍ حين يبتلعك الغد في بلعوم الصعوبات... كيف لك أن تجزم بما قد ينتهي في أي لحظة ولن تكون لك يدٌ لتسترجعه!؟
لو أمعنّا النظر في تلك البكتيريا التي غزت واقعنا بشكل مريب، سنرى أنّها ليست إلا سلسلة من الأفكار العقيمة، المليئة بكثيرٍ من القول وقليلٍ من الفعل... و لم يهيء لها البيئة المناسبة للتفاقم إلا الدلال الزائد من قِبل الأهل والصورة اللينة الطرية التي يتفننون في تجميلها في عيون أبنائهم ليقنعوهم أخيراً بأن هذه هي الحياة... راحة... طلباتٌ مُجابة... و أحلامٌ مُحققة حتماً... إن لم يكن اليوم... ففي الغد بكل تأكيد!
اسع... اكدح... اعمل... ابن نفسك بنفسك لتكون أول من يمد يده وينتشل نفسك حين تقع! فلن ينفعك سوى نفسك... و لن يكون هناك من هو أحرص عليك أكثر من نفسك... و لن يهتم لأن تبقى على قيد الحياة بعيشٍ كريماً مُتعالياً عن السؤال سوى نفسك إن روضتها على العز والتعفف.
إلى كل شاب ينام صباحاً وينتظر من المستقبل أن يوقظه... انهض وانتشل نفسك من وحل الاتكالية المائع الذي يُذيب وهج شبابك... امضِ و لا تنظر لما يُلقي بنفسه عند قدميك لكي تتعثر... لا بأس بقليلٍ من الاستعانة... لكن كُلّ العيبِ في التكتف والاستناد على الغير!
فاطمة صادق الخضر
اي بلاده !
تتحجون عن شباب البحرين واعليه اغلبيتهم مكافحين حتى اليهال تجوفهم يبيعون اشياء بسيطه يكدرن على عمرهم
واقع .. مؤلم
بين البطالة والطاقة الشبابية مسافة بسيطة جداً , قد لا نستطيع أن نلوم الشباب نظراً لإستضامهم بواقع مؤلم يثني من عزائمهم ويحبط من معنوياتهم ويكسر في طاقاتهم , ولكن يبقى لنا أن ندفع بتلك الطاقات لأن تستثمر ما بدواخلها من إبداع لتحارب هذا الواقع لتصنع شيء في هذا الحياة برغم كل الضغوطات ، وهنا استذكر حكاية أحدهم عندما زار أحد الحكماء وطلب منه دراساً فوضع الحكيم رأس الفتى في الماء فحاول الفتى إخراجه بقوة متفاوته إلى أن نفذ نفسه وأستطاع أن يخرج رأسه بعد أستخدام كل طاقته وقته , فهنا نتعلم درس الدوافع ..
من ~ ح ن و ن
لامستي الواقع المرير، ، اتكالية الشباب خصوصا اللي يتزوج صغير تلاقين زوجته تعاني من اتكاليته ع أهله...
ركزت ع جانب من المعاناة، ، و نترك المجال للآخرين
وفقت جدا في الطرح
وإلى الأمام
بوركتِ
سلمت الأنامل .. موضوع اجتماعي مهم ، كفيتي ووفيتي
كلام رائع
كلام رائع جدا و أسلوب أروع ..يحكي حال الكثير من شباب اليوم..سلمت يداك أختي الكاتبة و جعلك سببا لايقاظ شبابنا من الغفلة و التكاسل
جامعيون عاطلون عن العمل
كلام جيد ولكن ، هل لك ان تعطف على الشباب و لو برقة ، نعم هنالك شباب يضيع جل وقته في الهرج و المرج ، ولكن هنالك شباب ضاع وقته في قائمة الانتظار و يسعى بين الحين والاخر لكي يسد الفراغ التي جعلته الحكومة فيما هو عليه من عطل في الحياة ، شاب جامعي مؤهل لكي يمسك عملا ، يتفاجئ بان دخيلٌ عليه من الدول العربية يأخذ منصه ، صاعقة
عليك يا صحيفة الوسط ان تركزي على العاطلين الجامعيين في كل يوم يُكتب مقال عنهم ، كل يوم
ليش الانتظار
ليش تنتظر احد يحقق لك أحلامك ، ما فيه احد يقدر يرفعك اذا ما رفعت روحك، بعض الناس تجيهم الوظائف جاهزة، وانت من النوع الثاني اللي لازم يتعب عشان يحصل اللي يبيه ، يعني انت يجب ان تكون من اصحاب الإنجازات وهذا إيجابي اذا تقبلت انك راح توصل للي تبيه ولكن بالتدريج مع الصبر
واقعٌ حقيقي..
صدقتِ قولاً فهذا الواقع يعيشه الكثير من الشباب في زمن تزاحمت فيه الصعوبات بشتى أنواعها،فهناك أسباب عديدة مضافة على ما ذكرتيها،أسباب البطالة والاتكال على الغير لا تنحصر فقط على من هم ميسورين الحال او الأثرياء بل حتى على اطبقة الفقيرة ظهور هذه الأسباب ترجع الى الأوضاع السياسية وغيرها ولا تنحصرفي بلدٍ واخر إنما هي واقع يحتاج الى تغيير جذري يساعد هؤلاء الشباب لتخطي عقبة الاتكال،ولكن بنفس الوقت ذاته ليس من المبرر ان يكون الشباب دون عمل وآمل،فالبسيط يصنع الكثير ولابأس بالبسيط حتى يأتي فرجاً من اللّه
مقال اكثر من رائع
مقال اكثر من رائع،سلمت يداك، من اليوم سأبدأ حياة جديدة بإذن الله، كلامك أثر فيني بشكل كبير، دعواتكم لي ولشبابنا بالتوفيق في اهم مراحل حياتنا
بالتوفيق
اسع يا عبد والله بيسعى معاك، كلما استغليت الفرص اللي قدامك، الله بيفتح لك من رزقه من أوسع أبوابه
الكثير منا اصبح عاله على المجتمع
السبب ببساطة الحكومة و القوانين بعض الامثلة للتوضيح:
عامل يغسل السيارة بالشهر 6 دينار لماذا انا اغسل السيارة.
تاجر يربح 600 دينار من تأجير السجل لماذا يفتح محل و يتعب نفسة.
ميكانيكي خبير بالسيارات بعد سنوات من العمل ينقل الخبرة للأجنبي و هو يتسكع و لا يعمل.
بحار و معه رخصة للصيد بعد تدريبه لمجموعة للأجانب نسى البحر و اصبح عاله على الاجنبي.
لن اتكلم عن فري فيزا الذين يملؤون الشوارع ليتسلم اربابهم اتوات شهرية.
اين باقي ابناء البلد لنشكو من البطالة
نريد قوانين تحمي البلد و ثقافته.
على الجرح .
صادقة هالشباب ما فيهم نخوة لروحهم رقاد الصبح وسهر الليل وكلما اشتغل فنشوه على سوء افعاله، اليوم ياخد من ابوه دينار باجر من امه دينارين عقبه من اخته العاطلة وعندها خمسة اطفال وهلم جرا ، والبلوة اللي يتزوج وهو مو قد الزواج يبلش روحه ويبلش بنت الناس معاه ، روحوا كدوا واسعوا الهنود والاجانب احسن منكم في ويش، كل واحد عنده في ديرته ارض وش كبرها وعمارة !
جامعيون عاطلون عن العمل
والجامعي العاطل مثلي أنا ويش يسوي ، من أروح لشغله قالوا هالشغل أصغر منك ما تنفع لك ، عمري28 سنة و لازلت عاطل ، والسبب الحكومة اللي ما ليها الا .... الغريب ،
على صحيفة الوسط تسليط الضوء على العاطلين عن العمل و المفروض كل يوم يكتبون عنهم ، و تكتب نسبة العاطلين الجامعيين اللي الحكومة تقول ما في عاطلين عن العمل خلها و لو بشكل يومي تسلط الضوء على العاطلين ربما تصغر حجم العطل
لا اقرأ المقال وإنما مقتطفات
هل تملكين شركة أو مؤسسة لتوظيف جميع العاطلين عن العمل ؟
اذا كانت الدولة المسؤلة عن المواطنين تستورد العمال والموظفين من الخارج وتفضلها على إبن البلد ماذا تريدين ابن الوطن ان يعمل الأجانب كارثة على الوطن في المدى البعيد لانة ما يحصلون علية من مال يتم تحويله الى ديارهم بتم انعاش اقتصادهم بمال ديرتنا وبذلك يضعف اقتصادنا إبن الديرة محارب من جميع الجهات وحتى في تجميع العلب الفارغة من المشروبات الغازية
صح لسانش
ما أقول الا الله يعطيش العافية على المقال اللي كلمة رائع جدًا قليلة في حقه، فعلاً أغلبية الشباب هذا حالهم و المشكلة صار فيه سوء توزيع للمهام و الأدوار فناس صار عندهم جبال من المهام و ناس بيموتون من الراحة، و هذا طبعًا في كل مكان في البيت و العمل و غيرهم و السبب بعدهم صغار
مقالش جا على الجرح بالضبط
موفقة