نظمت الإدارة العامة للإحصاء بالجهاز المركزي للمعلومات مؤخراً دورة تدريبية لعدد من ممثلي المنشآت الفندقية للتدريب على استخدام النظام الإلكتروني (الصفحة الإلكترونية) المُعد لمسح المنشآت السياحية، والذي يُعْنى بتحصيل البيانات الإحصائية من جميع المنشآت الفندقية بهدف قياس جودة الخدمات الفندقية، كما يهتم بدراسة العمالة الفندقية، وحجم الإيرادات ونسبة الإشغال الفندقي.
ويمتاز النظام الالكتروني بسهولة استخدامه من قبل القطاع الفندقي كما يعمل على توفير بيانات تمتاز بجودة عالية، وسعيا من الجهاز على تطوير ما تم إنشائه فإن النظام يمتاز بوجود نظام التغذية الراجعة لدراسة جميع المقترحات والمعوقات من قبل مستخدمي النظام والعمل على تطويره بما يرضي المستخدم ويعزز الشراكة بين الجهة المزودة بالبيانات والجهة المستخدمة للبيانات.
وتأتي إقامة هذه الدورة تفعيلاً للشراكة والتعاون في مجال السياحة بين الهيئة والوزارات المعنية والقطاعات الفندقية بالمملكة، وتأكيداً لحرص الإدارة العامة للإحصاء وجهودها الرامية إلى بناء قاعدة إحصائية وطنية شاملة قادرة على استنباط مؤشرات سياحية مهمة تمكن متخذي القرار وصناع السياسات من وضع الخطط التنموية على كافة الأصعدة، واستيفاءً للمتطلبات الوطنية والإقليمية والدولية في هذا الجانب.
وتضمنت الدورة والتي شارك فيها ممثلون عن خمس منشآت فندقية عدد من المحاور، واستعرضت مسئولة الإحصاءات السياحية بالجهاز المركزي للمعلومات نورة السعدون الدور الذي تضطلع به الإدارة العامة للإحصاء في المجال الإحصائي ومساهمتها مع الجهات ذات العلاقة بالارتقاء بهذا القطاع، بعدها انتقلت السعدون للتعريف بالأهداف المرجو تحقيقها من مسح المنشآت السياحية والمتمثلة في قياس حجم العمالة المشتغلة في القطاع الفندقي ومستوى الإدارة الفندقية في المنشئة، فيما تطرقت في محور آخر إلى عرض الصفحة الالكترونية للمسح والتي أنشئها الجهاز المركزي للمعلومات وأطلعتهم على آلية العمل المتبعة وكيفية إدخال البيانات المتعلقة بالسائح والمنشئة بشكل سليم ، ليتسنى تحصيل البيانات الإحصائية من القطاعات الفندقية المشاركة في تطبيق المرحلة التجريبية للنظام بدقة وشمولية، وأشارت السعدون على أن البيانات الإحصائية المستخرجة من النظام تتم بشكل آلي ومبرمج وعلى ضوئها يمكن استخراج عدد من المؤشرات و التي تتمثل بمعدل الإقامة لليالي السياحية، و معدل إشغال السرير إضافة إلى التعرف على معدل الأجر للعامل في المنشئة، كما سنتمكن من قياس معدل سعر الغرفة الى جانب تقدير دخل العمالة في المنشئة السياحية ما من شانه أن يعطي صورة حقيقة عن الاحتياجات الفعالية لشغل المهام الوظيفة في المنشئة الفندقية من خلال الاستغلال الأمثل للموارد البشرية وتوظيفها بشكل صحيح في المنشئة.
وأكدت نورة السعدون ان نتائج مخرجات المسح السياحي من شانها إن تسهم في توفير بيانات ومؤشرات إحصائية سياحية دقيقة وواقعية للدراسة والتحليل لبناء وتأسيس الخطط والمشاريع السياحية الهادفة لإنعاش الاقتصاد الوطني، وفيما يتعلق بالآلية المتبعة في تنفيذ المسح أوضحت السعدون أن الخطة التي تلي تجميع البيانات من خلال إدخالها عبر الصفحة الالكترونية تتمثل في الحرص بالالتزام على إصدار تلك البيانات بطريقة شهرية.
وعن مراحل تنفيذ المسح أوضحت السعدون بأن المسح يمر بعدة مراحل، المرحلة الأولى والتي نحن يصددها والمتمثلة بالمرحلة التجريبية والتي تنطلق مع بداية شهر مايو/ أيار ومن المتوقع أن يستمر تنفيذها ستة أشهر ويتم في هذه المرحلة اختبار النظام ومراجعة الخطوات وآلية التنفيذ، وبعد استكمال هذه المرحلة تنطلق المرحلة الثانية والمتمثلة في قياس دقة البيانات المحصلة وجودتها وقياس مدى تجاوب المنشئة في تنفيذ هذا المسح وفقاً للآليات الصحيحة، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تأتي عملية تقييم المرحلة والتي ستتم خلال شهريّ سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2015، وعلى ضوء نتائج التقييم ستنطلق المرحلة التنفيذية والمتمثلة بنزول الباحث الميداني لتنفيذ عملية المسح .
وبينت السعدون بأننا نأمل في المستقبل ببناء قاعدة بيانات متكاملة تشمل كافة القطاعات الفندقية بما فيها القطاع السياحي ووكلاء النقل السياحي والمنشآت الفندقية وكافة عناصر ومكونات هذه القطاع لإعطاء صورة متكاملة لمساهمة القطاع السياحي في الناتج القومي عبر تدفق سلس للمعلومات من جميع مصادر البيانات و منتجي البيانات لإعداد حساب السياحة الفرعي (TSA) ضمن متطلبات ومؤشرات حساب السياحة الفرعي الذي يأتي مع برامج دقيقة وفعالة للقطاع السياحة .