اكد وزير الصحة صادق عبد الكريم الشهابي أن دعم الحكومة اللامحدود للقطاع الصحي في البحرين من خلال العمل على توفير أرقى الخدمات وبجودة وكفاءة عالية تصل إلى مستوى احتياجات المواطنين والمقيمين وتطلعاتهم ، و يجسد مدى الاهتمام الكبير بهذا القطاع التنموي والحيوي الهام والمساعي المبذولة تجاه تحقيق أعلى المستويات النوعية في الأداء الخدماتي للتخصصات الطبية والصحية كافة ،
موضحا أن صحة الطفل هي امتداد لصحة الأسرة والعائلة ككل ، وهي ألأساس الذي تبني به سواعد المستقبل لمواصلة مسيرة البناء بوطننا الغالي وتقدمه وازدهاره ، مثمنا الدور المهم لجمعية الأطباء البحرينية ومستشفى الكندي في إقامة " مؤتمر الكندي الدولي الأول لطب الأطفال في البحرين " وبمشاركة العديد من المؤسسات التعليمية الطبية الحكومية والأهلية المعنية بدعم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في مملكة البحرين ، مشددا على أهمية هذا المؤتمر في إلقاء و تسليط الضوء على واحد من أهم وأبرز التخصصات الطبية إلا وهو تخصص طب الأطفال ، وطرح العديد من الرؤى والمستجدات التي تواكب التطورات المتسارعة والمتلاحقة في هذا التخصص ، ومناقشة التحديات التي تواجهنا والتي تتطلب منا توحيد جهودنا المشتركة لتجاوزها بأنسب الطرق والأساليب العلمية ألأكثر حداثة وفق معايير طبية عالمية .
جاء ذلك خلال كلمة راعي المؤتمر وزير الصحة في المؤتمر الدولي ألأول لطب الأطفال الذي يعقد بالبحرين وتنظمه جمعية الأطباء البحرينية ومستشفى الكندي ، بحضور رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح ، ورئيس الجامعة الايرلندية للجراحين في البحرين وعدد من كبار الشخصيات والسفراء ، وأكثر من 300 مشارك ومختص من وزارة الصحة ومجمع السلمانية ومستشفى المك حمد الجامعي ، وطلاب جامعتي الخليج العربي والجامعة الايرلندية ، وأطباء الأطفال بالبحرين ، ونخبة من الخبراء والمختصين في طب وجراحة الأطفال المشاركين في فعاليات المؤتمر وجلساته من المملكة العربية السعودية ودول الخليج ، والدول العربية ودول العالم .
وأكد راعي الحفل أن المملكة قد خطت خطوات رائدة وحققت انجازات مثمرة في مجال الرعاية الصحية المقدمة للأطفال بشهادة التقارير الصادرة عن المنظمان والمؤسسات الصحية والتي من أهمها تعزيز أنشطة وبرامج الترصد والتمنيع الموسع والتي ساهمت في استمرارية استئصال أخطر الإمراض والأوبئة مثل شلل الأطفال وغيرها من الأمراض والأوبئة القاتلة ألتي تفتك بالأطفال على مستوى العالم ، ولتؤكد جاهزية النظام الصحي البحريني وتتبعه للمستجدات والتطورات الإقليمية كافة ، وحرصه على تحديث التطعيمات الروتينية وإدخال اللقاحات الجديدة بهدف تأمين الحماية الوقائية اللازمة لأطفال البحرين .
وأشار الوزير الشهابي إلى أنه وعلى الرغم من الانجازات التي تحققت في مجال تطوير خدمات الرعاية الصحية وطب الأطفال ، فأننا في مقابل ذلك نقف اليوم إمام تحديات أخرى كبيرة وبالغة التعقيد تتعلق بأنماط الحياة غير الصحية والتي تتسبب في ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري ، حيث رصدت آخر الإحصائيات المسجلة لدى قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع ألأول في البحرين كغيرها في دول العالم تشهد زيادة مستمرة ، وهو ما يعد تهديدا حقيقا للطفل ولذويه ، إذ سجلت إحصائيات عيادات السكري المتخصصة بالأطفال بمستشفى السلمانية خلال العشر سنوات الأخيرة زيادة المعدل السنوي للحالات الجديدة بنحو من 60 إلى 70 حالة سنويا ، مؤكدا أن الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة ساهمت بشكل مباشر في زيادة نسبة السمنة لدى الأطفال والتي يترتب عليها العديد من الأمراض والمخاطر الصحية وهو ما يستوجب منا جميعا ضرورة تكثيف الجهود والبرامج المختصة بترويج ثقافة الغذاء الصحي وسبل المحافظة على الوزن المثالي منذ الصغر وزيادة الأنشطة الحركية والبرامج الصحية الرياضية بجهود وشراكة مجتمعية في سبيل الحفاظ على صحة أجيال المستقبل ، معربا عن شكره وتقديره لكل القائمين والعاملين واللجنة المنظمة للمؤتمر واهتمامهم بإقامة مثل هذا الملتقى العلمي المهم .
ومن جانبه أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الأطباء محمد عبدا لله رفيع أهمية هذا المؤتمر كأول بوادر التعاون بين جمعية الأطباء ومستشفى الكندي، وأعرب عن أمله في أن يؤتي هذا التعاون الثمار المأمولة منه، وأن يخرج هذا المؤتمر بنتائج وتوصيات ذات قيمة عليا تشكل إضافة حقيقية لموضوع طب الأطفال خاصة وللأطباء وكل المهتمين عامة.
وأكد رفيع حرص جمعية الأطباء على الدخول في شراكات استراتيجية مثمرة مع جميع الكيانات الطبية والصحية لتنظيم فعاليات مشتركة، تسهم بمحصلتها في تطوير الواقع الصحي في مملكة البحرين، وتنهض بالطبيب البحريني من الناحيتين العلمية والمهنية، وهذا هدف أساسي لجمعية الأطباء البحرينية.
وأشار رفيع أن الإنسان البحريني هو أهم ثروات هذا الوطن وعماد التنمية والارتقاء ، وهو ثمرة مراحل النشأة الأولى ابتدأ من صحة الجنين وإلام الحامل والطفولة المبكرة والمراهقة وهو ما اكدته الدراسات من إن صحة البالغين إنما هي امتداد لصحتهم في المراحل المبكرة ، موضحا إن هذا المؤتمر يعني بصحة الأطفال الشاملة من الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية من أجل بناء جيل المستقبل على أتم وجه .
وأوضح رفيع إن خفض وفيات الأطفال من خلال توفير الرعاية الصحية الجيدة والتعليم وتحسين المستوى الاجتماعي هو الهدف ألإنمائي الرابع الذي أجمعت على تحقيقه 189 دولة من دول العالم بحلول عام 2015 ، وضمن أهداف الإنمائية الألفية التي وضعتها الأمم المتحدة قبل 15 عام ، مؤكدا على نجاح مملكة البحرين في خفض وفيات الأطفال الرضع ، والارتقاء بالخدمات المقدمة الصحية المقدمة للأطفال والأمهات والحوامل وتوفير الفحوصات الدورية والتطعيمات وتوفير خدمات رعاية الطفولة والأمومة مجانية في كافة المراكز الصحية ، بفضل الجهود الحكومية الكبيرة المبذولة بهدف الارتقاء بالقطاع الصحي في مملكة البحرين، بجانبيه الحكومي والخاص، وحرص القيادة الرشيدة على تأمين مستلزمات هذا القطاع من بنية تحتية متطورة وكوادر مؤهلة ونظم إدارية حديثة، بغية توفير الخدمات الصحية والطبية للمواطنين والمقيمين وفق أرقى المعايير العالمية.
وأكد رئيس جمعية الأطباء إن الجمعية تولي اهتماما خاصا بجميع البرامج الصحية المعنية بالطفولة ، والتي انعكست نتائجها بالإيجاب على صحة المجتمع بكل نواحيه من تقليل الإعاقات النفسية والجسدية عن طريق توفير برامج موسعة للتطعيم لجميع الأطفال والذي كان نتيجته إعلان خلو البحرين عام 1984 من الكزاز الوليدي والخناق ، والإعلان عام 1994 عن خلو البحرين من مرض شلل الأطفال ، وحرص البحرين على العمل بقانون الطفل عمل على الحد من التميز واكتشاف الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة ومتابعة الأطفال المعنفين والتأكد من حصولهم على رعاية صحية واجتماعية ونفسية متكاملة لتنشئتهم نشأه صحيحة من كافة الجوانب .
وأوضح رفيع إن احتضان جمعية الأطباء لهذا المؤتمر بالشراكة مع الكندي يؤكد العمل المشترك والمتواصل للجمعية لرفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهذه الفئة العمرية التي تشكل 43% من سكان المملكة والنهوض بمستوى الطبيب البحريني في مجال طب الأطفال من الناحيتين العلمية والمهنية ، لتسهم الجمعية ومن خلال شراكاتها الاستراتيجية مع مختلف الكيانات الطبية والصحية الحكومية والخاصة بتطوير الواقع الصحي في البحرين لجعل البحرين واحة طبية للسياحة العلاجية لنستقطب الخبرات وتسهم في تقدم القطاع الصحي بجميع تخصصاته .
ومن جانبه أشار مدير المعهد الدولي للسلام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا نجيب فريجي على ضرورة الاهتمام بتوفير الرعاية الصحية للأطفال ، والذين يمرون بأوضاع صعبة حاليا بسبب الحروب والدمار الذي يشهده العالم كله ، مبينا أن أكثر من 200 طفل يموتون حول العالم بسبب الحروب والدمار والكوارث والقتل والجروح وعدم الحصول على الرعاية المطلوبة التي نؤمن حصولهم على التطعيمات اللازمة لتحصينهم من الإمراض القاتلة التي قد تصيبهم ، إذا لم يحصلوا عليها وقت الطفولة المبكرة وقبل بلوغهم عمر الخمس سنوات ، مؤكدا أن الجهود المشتركة من كافة الجهات والمؤسسات المعنية الرسمية والأهلية ، فإنها ستؤدي إلى تخفيض نسبة الوفيات إلى 100 طفل يوميا حول العالم .
وعلى جانب متصل أكدت الرئيس التنفيذي لمستشفى الكندي ، استشارية طب وجراحة اللثة ابتسام الدلال أن ابرز ما يتطلع إليه المؤتمر هو نتائج الكثير من آخر الدراسات والإحصائيات في طب الطفولة , مشيرة أن المؤتمر يتضمن العديد من الجلسات وأوراق العمل، والتي تطرح طيفا واسعا من الموضوعات ذات الصلة بطب الأطفال، وذلك بمشاركة أطباء من ذوي الاختصاصات المتنوعة في هذا المجال.
وأوضحت الدلال إلى انه سيشارك في المؤتمر 10 متحدثين من داخل وخارج البحرين , 3 منهم من مصر واثنان من السعودية بينما سيكون هناك 7 أوراق علمية و7 متحدثين من البحرين , وستقام خلال المؤتمر الذي يستمر حتى المساء ورشتين عمل حول موضوع طب وسلامه الأطفال , مؤكدة إن المؤتمر سيطرح وللمرة الأولى معاير جديدة بخصوص أطفال ومرضى التوحد , حيث ستكون هناك ورش عمل يشارك بها الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال توحد من خلال لقاءات مباشرة مع الطبيب استشاري لطب النفسي لأطفال التوحد حيث سيتم تشخيص التوحد من خلال هذه اللقاءات وتوضيح أهم أساليب التعامل النفسية مع أطفال التوحد في البحرين .
وأضافت الرئيس التنفيذي لمستشفى الكندي ، إن المؤتمر سيتضمن تسليط الضوء على أهم المشاكل الطبية التي يتعرض لها الأطفال في طفولتهم المبكرة و الأمراض الشاسعة كالإمراض الالتهابية والأمراض المنتشرة لدى فئة الأطفال ، والإمراض الوراثية والنادرة .
وأكدت الدلال إلى إن البحرين ومع النمو السكاني المتزايد فيها ستكون بحاجة مزيد من أطباء الأطفال ومزيد من العاملين في هذا التخصص الهام مؤكدة إلى إن مستشفى الكندي وضمن عمله المتخصص في هذا الجانب لديه برامج متخصصة في طب وجراحة الأطفال وحديثي الولادة من أطباء واستشاريين و مختصين يقومون وضمن أحدث الطرق العلمية والمتبعة في أحدث المرافق العالمية المتخصصة في هذا الجانب بمتابعة نمو وتطور الأطفال وتقديم الرعاية الطبية الشاملة لهم وإجراء الفحوصات الطبية لما قبل التسجيل في المدرسة ومتابعة تغذية الأطفال وتقديم الاستشارة وحل مشاكل الرضاعة والتغذية ومتابعة وإعطاء التطعيمات اللازمة وعلاج الحالات الحادة والطارئة وجراحة الإمراض السرطانية للأطفال .