بات فريق المحرق بالتأكيد أقرب من أي وقت مضى من استعادة بطولته (المُحببة)، لقب دوري الدرجة الأولى إثر الفوز على الرفاع أمس بهدف وحيد في قمة الجولة السادسة عشرة، وبالتالي بات بحاجة على أقل تقدير للفوز على المنامة في اللقاء القادم والتعادل مع الرفاع الشرقي في آخر مباراة، وعلى الطرف الآخر فإن الرفاع بات بحاجة لمعجزة كروية لتحقيق اللقب، إن لم يكن قد خسره فعلاً لأن هنالك أربع فرق غيره تُنافس على اللقب.
كنا نتمنى مشاهدة أداءً أفضل من الجانبين في مباراة أمس، لكن على ما يبدو أن أهمية المباراة أثرت عليهما ولذلك لم يظهرا كما يجب، مع الاعتراف بأن الإثارة كانت حاضرة بعض الوقت في الشوط الثاني تحديداً والذي استغل فيه المحرق خطأً وحيداً سجل من خِلاله هدفاً، واعتمد على طريقة الكؤوس بإغلاق المناطق الخلفية مبكراً للحفاظ عليه ونجح في ذلك، والجماهير المحرقاوية بكل تأكيد سعيدة بأن فريقها حقق الأهم بعيداً عن المستوى، فهو اقترب أكثر من لقب الدوري وأزاح فريقاً قوياً عن صراع المنافسة، وهي اشتاقت بكل تأكيد لرفع درع الدوري من جديد بعد غياب 3 مواسم، وهذا الأمر يُعد غريباً على نادٍ حقق اللقب في 32 مناسبة ماضية.
في المقابل توقعت أنا شخصياً عدم ظهور الرفاع بالمستوى المأمول وأن يتأثر بالشد العصبي وهو ما حصل، لأن هنالك بعض الأمور المُسبقة قد حصلت كان لها تأثير على أداء اللاعبين، وهي مطالبة إدارة النادي بحكم أجنبي لإدارة هذه المباراة وهذا من حقها، لكن لا أعتقد أن الأمور كانت بحاجة لذلك، فالفريق لم يتضرر تحكيمياً بقرارات مهمة ومؤثرة في المباريات الأخيرة، وحتى مباراة القسم الأول بين الفريقين كان هنالك عدم رضا على التحكيم من الجانبين، وطبعاً كما نعرف فإن الاتحاد البحريني رفض الطلب الرفاعي، وكل ذلك أثر بعض الشيء على اللاعبين، ولذلك شاهدناهم عاجزين عن العودة للمباراة، فالمحرق تركهم يستحوذون على الكرة بلا فائدة، فالشد العصبي كان واضحاً، والتمريرات المقطوعة كثيرة، والانفعال لدى بعض اللاعبين شاهدناه بسبب ومن غير سبب.
الأمور باتت واضحة للمحرقاويين الآن في صراع حسم اللقب، ولكن الملاحقة ستكون مستمرة حتى آخر لحظة، فهنالك أكثر من طرف مُنافس على اللقب ومن بينهم الحد والرفاع الشرقي، وهذا الأخير إذا فاز في كل مبارياته الثلاث المتبقية أمام الشباب والحالة والمحرق ستتوجه بطلاً للدوري، وهذا كله يعني أننا على موعد من الإثارة والمتعة فيما تبقى من الجولة الحالية وبآخر جولتين، وسننتظر من سيكون الأجدر باللقب، وشخصياً أتمنى الحسم في آخر لحظة بغض النظر عمن سيكون سعيداً في النهاية.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4613 - الجمعة 24 أبريل 2015م الموافق 05 رجب 1436هـ