العدد 4613 - الجمعة 24 أبريل 2015م الموافق 05 رجب 1436هـ

القطان: الإسلام ساوى بين ذوي الاحتياجات الخاصة وسائر شرائح المجتمع في الحقوق

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

أكد خطيب جامع أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان بن عبدالله القطان، في خطبته أمس الجمعة (24 أبريل/ نيسان 2015)، أن «الإسلام ساوى بين ذوي الاحتياجات الخاصة وبين سائر شرائح المجتمع في سائر الحقوق».

وفي خطبته بعنوان «حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة»، قال القطان: «لقد اهتمت الشريعة الإسلامية بأفرادها، ووضعت لهم حقوقاً، ولم تميز بينهم، بل أمرت بالعدل، ووجهت إلى إعطاء كل ذي حق حقه، فالمجتمع المسلم كل فرد فيه جزء لا يتجزأ منه، يتمتع بكامل حقوقه التي وضعها له الإسلام. وذوو الاحتياجات الخاصة هم شريحة من شرائح المجتمع، وفئة عزيزة من فئاته على قلوبنا، لهم سائر الحقوق التي للفرد الصحيح، ولهم حقوق أخرى انفردوا بها مراعاة لأحوالهم وحاجاتهم».

وأضاف «ينطلق حق ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع أول ما ينطلق من أسرهم التي ولدوا فيها، ونشأوا في ظلالها، وتربوا بين أفرادها، فإن الواجب على الأسرةِ قبل تكوينها من مؤسسيها الزوج والزوجة حسن الاختيار عند الرغبة في الزواج؛ لأن الوراثة من مسببات الإعاقة غالباً، فلا يكون من أسرةٍ عرفت بكثرة الإعاقة في أفرادها، فإن الطفل قد يرث الإعاقة من وراثاته القريبة أو البعيدة عن والديه، ومن حقوق الابن على والديه مراعاة الصلاح والاستقامة والسلامة من العيوب، ثم تأتي أهمية العناية بالمولود منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه، وتجنيبه أسباب الإعاقة، وحمايته منها بإذن الله تعالى، ويتمثل ذلك في أن الإسلام أباح للحامل أن تفطر حين تكون صائمة وتخاف على جنينها من الضرر، وهذا ما يؤكد عناية الشريعة الإسلامية بالفرد قبل قدومه إلى هذه الحياة الدنيا، ومن هنا فإن على الأم أن تحافظ على جنينها، وتبعد كلّ خطر عنه، وتبتعد عن كل ما يؤثر في نموه وتكوينه، فتعاطيها التدخين والخمور والمخدرات من أكثر المخاطر التي قد تعرضه للإعاقة، كما أن تناولها بعض الأدوية وهي حامل دون استشارة الطبيب وذوي الاختصاص قد يسبب للجنين أضراراً ومؤثرات تؤدي إلى ولادته معاقاً أو مشوهاً، فينبغي للوالدين وخاصة الأم الالتزام بتعاليم الدين، والحرص على حماية الجنين من أي مؤثر قد يكون سبباً في ولادة مولود غير سوي، ومن هنا تأتي أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج».

وفي سياق خطبته، ذكر القطان «إذا رُزق الوالدان الولد وكتب الله تعالى أن يكون معاقاً فإن الإسلام حثّ الوالدين على العناية به، وتربيته تربية صالحة، والاهتمام بكافة شئونه، ومن ذلك الحرص على تعليمه وبذل كل ما يحتاجه في سبيل ذلك، وعلى المجتمع أن يعنى بشئونه، وييسر السبل ويذلل الصعاب للمعاقِ؛ كي يتعلم ويكون عضواً فاعلاً فيه».

وبين أن «الإسلام ساوى بين ذوي الاحتياجات الخاصة وبين سائر شرائح المجتمع في سائر الحقوق، ولم يميز بينهم وبين غيرهم من الناس الطبيعيين، إلا بحسب ما تقتضيه تقوى الله عز وجل، بل لقد جعل الشارع الحكيم لهذه الفئة العزيزة حقوقاً إضافية أخرى تميزهم عن غيرهم مراعاة لهم، كما نهى الإسلام المؤمنين عن السخرية والاستهزاء بأي فرد كائناً من كان، بسبب ما ألم به من نقص أو عاهة، ولهذا فإننا نقول بكل فخر واعتزاز بأن الإسلام والمجتمع المسلم، هو أول من اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، وقدم لهم خدمات إيجابية حقيقية، ورفع عن كاهلهم الحرج والمشقة، فيما لا طاقة لهم به، وسعى إلى تغيير الصورة الذهنية القاتمة للمجتمع تجاههم، وساوى بينهم، وبين الأشخاص الطبيعيين في الحقوق والواجبات، إلا ما دعت الحاجة إليه، وبيّن أن الإعاقة التي ألمت بهم إنما هي ابتلاء من الله تبارك وتعالى، لا نستطيع لها دفعاً، ولا نملك أمامها إلا الصبر والتسليم بقضاء الله وقدره، فهو سبحانه العليم اللطيف الخبير، الرؤوف الرحيم الحكيم، وهو أرأف بعباده من الوالدة بولدها».

وأشار القطان إلى أن «الإسلام ينظر لذوي الاحتياجات الخاصة نظرة مختلفة تماماً عن نظرة الأمم الأخرى، فهؤلاء من العاجزين وأصحاب العاهات، من الفقراء والمحتاجين، يجب أن يلقوا من الدولة وأبناء المجتمع وذوي اليسار والغِنى كل رعاية وعطف ورحمة، ولقد احتلَّ المعاق في الحياة الإسلامية مكانته اللائقة به، ولعب الكثير منهم دوراً كبيراً في تاريخ الإسلام، فنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلف الصحابي الجليل الذي يعاني فقدان البصر، عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه، يستخلفه وينيبه عنه عليه الصلاة والسلام على المدينة المنورة 14 مرة في غزواته وفي حجة الوداع، فيصلي بالناس ويرعى شئونهم، وكان مؤذن رسول الله هو وبلال بن رباح، كان بلال يؤذن للصلاة مرة، وهو يقيم لها والعكس. وقال رسول الله إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم. كما كان من أول المهاجرين إلى المدينة المنورة بعد مصعب بن عمير رضوان الله عليهم الذين شاركوا معه في تعليم أهلها القرآن، وهو الرجل الأعمى، فلم تنقص إعاقته من مكانته وأهميته في الإسلام شيئاً... وهذا الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنه، حَبْر الأمة وترجمان القرآن الذي استطاع أن يجمع العلم في زمانه حتى أصبح مرجع الأمة في العلم الشرعي على مر الزمان، بل أصبح المبصرون يسألونه ويستفتونه في مسائلهم الخاصة، على الرغم من فَقْده حاسة البصر».

وتحدث القطان عن أن «الشريعة الإسلامية قامت على التيسير ورفع الحرج والمشقة عن الناس، ومن ذلك عنايتها بذوي الاحتياجات الخاصة من المرضى والمعاقين فأولتهم عناية خاصة، وخففت عنهم في الأحكام الشرعية، بما يسمى بتخفيف الإبدال، فأبدلت العاجز منهم عن الطهارة بالماء بالتيمم، وأبدلت العاجز عن القيام بالصلاة بالقعود فيها، وكذلك الشيخ الكبير في السن يصلي على حاله ويمسح بخرقة إذا تخلى، ويوضئه غيره إن أمكن، ويجمع بين الصلاتين بلا قصر، وصاحب القدم الصناعي واليد الصناعية لا يلزمه المسح عليها، أما إذا بقي من الكعب أو اليد شيء وجب غسله، وإن لبس عليه خفاً مسحه، ومن عجز عن القيام في الصلاة وقعد لعجزه، فإن الله يعطيه أجر القائم.

العدد 4613 - الجمعة 24 أبريل 2015م الموافق 05 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:17 ص

      سوالف الدواويين

      يقول الإسلام ساوى بين ذوي الاحتياجات الخاصة وسائر شرائح المجتمع في الحقوق يقول المثل { عمك اصمخ } والمثل الثاني { أتئذن في خرابه } اي مساواة وحقوق لو كان كلامك يطبق شوف الاية{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} الحين صار القوي يظلم الضعيف كل ديره تشوف فيها مشاكل واحتجاجات وفقر وعنوسه و عاطلين عن العمل وطلاق وحروب واعتداءات كما نشوفه في اليمن شنو ذنبهم كما قال الامام البصري { يقرأون القرآن ولا يعملون به } بمعناه مادخل الايمان قلوبهم بس بلسانهم

اقرأ ايضاً