العدد 4612 - الخميس 23 أبريل 2015م الموافق 04 رجب 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الوقت وما أدراك ما الوقت

استطاع الإنسان أن يتفق على شيء اسمه «الوقت» وحدده بالثواني، والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والأشهر والسنوات الخ، وكما هو معروف فإن حياة الإنسان تقاس بالوقت الذي يقضيه بين ولادته ومماته، أي بمعنى آخر المادة المصنوعة منها الحياة هي الوقت، نعم هناك اتفاق بشري على تحديد سرعة الوقت العادي، فالساعة عند الجميع مدتها واحدة، والوقت اليوم يحدد تحركاتنا، وحتى أوقات عباداتنا، إذن الوقت ثمين، ومن أدرك هذه الحقيقة واستغل الوقت أحسن استغلال ينجح، ومن اعتبر الوقت غير مهم واتخذ من المثل المصرى المعروف «كل تأخيرة وفيها خيرة» او « الغائب حجته معاه «عذرا يمر عليه الوقت مرور الكرام، فان نجاحه مثقل بالأوزان التى تقف حجر عثرة في طريقه.

والإحساس بسرعة الوقت يختلف عند انسان من انسان آخر حسب وضعه، فمثلا الوقت عند المستأجر سريع السير، وأما عند المؤجر فبطيء السير، وكذلك المدين من الدائن، وكذلك الجالس فى غرفة انتظار خدمة ما، ولهذا هناك مثل يقول «الانتظار اوجع من ألم الضرس».

نعم الحياة ممر يمر به المولود، واذا افترضنا انه عاش سبعين عاما، فإنه قضى اكثر من 600 الف ساعة يتنفس، فيا ترى اين قضى هذه الساعات؟

هل قضاها في دول متخلفة، أم دول في طور النمو أم دول متقدمة؟

هذه المواقع تلعب دورا كبيرا في كيفية قضاء ساعاته، لأن مجتمعات هذه المواقع تلقنه دروسا في كيفية استغلال أوقاته، فهناك مجتمعات تقول «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك «وتلتزم به، وفي هذه المجتمعات يفتخر العامل بإنجازاته، ويكافأ عليها، وهناك مجتمعات تعتبر الوقت عبئا ثقيلا يجب التخلص منه بالنوم او اللهو غير المنتج، وفي هذه المجتمعات يفتخر العامل بأنه استطاع أن يتهرب من وقت العمل، أو استغل وقت العمل لإنجاز مشاغل شخصيه. قطار الحضارة الإنسانيه متكون من ثلاث درجات، أولى وثانية وثالثة، ومن الواضح أن العالم العربي والاسلامي لايزال في الدرجة الثالثة، فمتى يا ترى يحصل على تذكرة درجة أولى بعد ان يستغل الوقت المار به، وليس فقط للسلام عليه والسؤال عن صحته؟

والوقت يجيب أنا في طريقى إلى الدول المتقدمة التي تستغلني أحسن استغلال، وتشغل ساعاتي، أما عندكم فإني أحس بالكسل، لأن ساعاتي تمر بالملل وبلا عمل.

عبدالعزيزعلي حسين


نزعة إنسانية

تدهور حال الشركة. حار بأمرها المالك. استدعى مستشاره كايزن. حثه على نقل الموظفين من التكاليف إلى الأصول.

تفريغ أرقام

فقيراً حين كان رضيعا وطفلا ومراهقا وبالغا. عرفته الدولة بشهادة ميلاده. تذكره الشركات مستهلكا مستغفلا. عادت وأثبتته الدولة في سجلاتها مواطنا حين مات بائسا... نكرة.

حرمان

- كيف تصنع خبزك؟

- وَزَّاب.

- ألا تتقن أي مهنة أخرى؟

- انها موهبتي الوحيدة من صغري. وواقع الحال طورها.

رحلة صيد

أخبرنا نقلا عن جده: أن الرجل الأبيض كان يصطاد سكان إفريقيا. يضعهم في المحبس فيموت الكثير منهم من الاكتظاظ وسوء الوضع الصحي. قبل ترحيلهم في السفن كان يجلد كل واحد منهم، الذي لا يبكي كان يواصل رحلة العبودية إلى العالم الحر. والمحظوظ يبكي ودون أن يدري يضع حدا لحياته في وطنه.

تضخم

نظر الطاغوت في المرآة فلم ير نفسه. صرخ وردد: «مؤامرة». لم يسمع صوته.

قصة حب

سرق من الشحاذ المال. اشترى احمر الشفاه لزوجته.

بروتوكول سياسي

اجتمع زعماء شعوب الضاد في بيت العزاء. في ليلة محاق. اندلقت الشفاه المسروقة بدعاء أن يكثر الله لقاءات وحدتهم لتلبس رعاياهم أحذية جديدة.

يوسف فضل


جوهر الروح لا يحلم

عندما تدرك حقاً بأن ذاتك انبثقت عن جوهر الحقيقة فلن تحب كل ما هو زائل لأنه الظل لا دوام له، فالمظاهر الوهمية دائمة التقلب، بينما الحقيقة فهي راسخة لا تخضع للتغيير ولا يطالها التبديل. فأنت في الحقيقة ليس الفكرة أو مادة الفكر، ليس الرغبات أو الذكريات، فجوهرك نقي لا يُمس أبداً لأنه نقطة من النور، إن الحياة كلها مسرحية ينبغي تمثيل أدوارها دون تعلق أو غفلة، وإن مادة الحياة الدنيا هي أحلام بأحلام، بينما جوهر الروح لا يحلم لكونه دائم الاستفاقة واليقظة، فالإنسانية نهر من النور يسير من أودية الأزل إلى بحر الأبد. اكتسب تلك المعرفة، وتحرر من قيودك التي تصدك عن مواصلة السير وتشدك إلى الأرض فحين تتناغم مع ذاتك ستحس بالحب يغمر قلبك ويسري في عروقك ويفتح بصيرتك، وعندها ستعلم أنك قريب من مصدر النور، وأن لا انفصال ما دام الوصال موجوداً والوجود متواصلاً.

آن الأوان لكي تهجر الأحلام وتبصر شمس اليقظة ساطعة قوية في كيانك. عليك أن تدرك أن شعاعاً واحداً من تلك الشمس كفيل بتبديد ظلمة الدهر بمثل لمح البصر، ومع ذلك السطوع القوي يأتيك الإحساس بشفاء القلب من كل الهموم والمخاوف والآلام.

علي العرادي


المدير بين الكفاءة والصدفة في إدارة المؤسسة

في بعض الأحيان يكون بعض المسئولين في وظائف لا علاقة لها بالمؤهلات التي يحملونها. وليس لديهم الكفاءة التي تؤهلهم لهذه الوظائف. ولكن الصدفة هي التي أوجدتهم. لذلك تجد أن مستوى الأداء في هذه المؤسسات التي يعملون فيها منخفض كثيراً. والغريب أن كثيراً من الشكاوى يسمعها الكل ولكن يبقى الحال على ما هو عليه. حفاظاً على ماء الوجه. لذلك لجأ مثل هؤلاء إلى أسلوب التسلط كسلاح لتغطية الغباء وقلة الخبرة. وفي بعض الأحيان تجد مسئولاً لا حول ولا قوة له في إدارة المؤسسة، ومن يديرها غيره، ويكون هو واجهة فقط. لذلك فمن يدير المؤسسة فعلياً يتصرف وكأن هذه المؤسسة ملك خاص. يتدخل حتى في أتفه الأسباب. هكذا تعلم الإدارة من مؤسسته التي جاء منها.

ولكن الصدف والمكافآت والعلاقات الخاصة وليس الكفاءة هي التي أوجدتهم في هذا المكان أو ذاك. لذلك تجد الأداء في مثل هذه المؤسسات ضعيفاً جداً ومؤثراً على تقديم الخدمات للناس.

إن الولاء بدون كفاءة لا يبني بلد ولكن يحتاج البناء إلى كفاءة وخبرة لكي نستطيع أن نؤدي الواجب بكل إتقان لمن نواليه، وبذلك نرفع الأداء في مؤسساتنا. ونخدم شعوبنا وأوطاننا.

لذلك... فإن نجاح أي مؤسسة يتوقف إلى حد كبير على نوعية المسئول فيها.ويجب أن يوضع في الاعتبار عند اختيار أي مسئول هو الاختلاف بين ما كان يديره سابقاً وبين ما سيديره مستقبلاً.

لذلك يوجد بعض المسئولين، يجد قدراً من الإشباع في ممارسته للسطوة والنفوذ الشخصي. وخاصة عندما يشعر أنه وصل إلى مكانة لم يحلم بها وأنها جاءته كما قلنا بالصدفة أو مكافأة لعمل ما. وهو متأكد بأنه لا يستحق هذه الوظيفة.

ومثل هؤلاء لم يكن في بالهم أو حلمهم أن يصلوا لهذه المرتبة في السلم الوظيفي لأنهم يعرفون مستواهم الفعلي. لذلك تراهم يحاولون بالانبطاح والنفاق وظلم الآخرين بأن يحافظوا على هذه الوظائف التي حصلوا عليها وهناك من هو أحق منهم.

خليل النزر

العدد 4612 - الخميس 23 أبريل 2015م الموافق 04 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً