عندما يكون الأمل يكون العمل، هكذا هي بتول السيد، وعلى رغم ما تعرضت له بعد إنجابها لابنها البكر صادق من مرض أوقفها عن إتمام آخر سنة لها في الجامعة، فإنها وجدت نفسها بين قطع الشوكولاتة، تفانت وأبدعت لتصنع ما من شأنه أن يرسم البسمة على شفاه متذوقي تلك القطع، بتول السيد هي اليوم من تدير مشروعها الوليد «BTchocolate».

لماذا اخترت صنع الشوكولا بالذات؟

- كنت أود الالتحاق بدورة لتعلم صنع الكيك وفي كل مرة يفوتني الالتحاق بهذه الدورات لأن موازنتي لم تكن تسمح لي أو لأن الوقت لم يكن مناسباً. وقامت مقدمة الدورات في أحد الأيام بإرسال إعلان عن دورة لتعلم صناعة الشوكولاتة وكانت هذه الدورة مناسبة لي فالتحقت بها والمفاجئ في الأمر أن هذه الدورة في غاية السهولة، وخصوصاً أني لم أكن أستطيع استخدام إحدى يدي بسبب المرض الذي أصابني ولا أحتاج لأحد للمساعدة في إعداد قطع الشوكولا.

هذه الدورة وعلى رغم تركيزي فيها وكوني كثيرة الأسئلة لم أتعلم منها سوى الأساسيات والباقي تعلمته عن طريق البحث في الإنترنت وبجهود شخصية في البحث عن طريق «اليوتيوب» والتدريب اليومي والتجربة لكون الرغبة والحب للتعلم هو الدافع خلف استمراري في البحث ومازالت الرغبة في التعلم حاضرة في نفسي لأتطور في هذا المجال، فعالم صنع الشوكولا عالم واسع ومليء بالأفكار.

متى كانت البداية الحقيقية لمشروع «BTchocolate» وما الذي شجعك على افتتاح المشروع؟

- كنت بدأت من يناير/ كانون الثاني 2015، وكان الدافع الشخصي هو المحرك لي باتجاه افتتاح المشروع حتى أن زوجي كان رافضاً وقلقاً من ناحية عدم نجاحي في هذه الخطوة ولكون الموازنة غير كافية ولا تسمح بافتتاح مشروع لأن المواد غالية الثمن وتحتاج البداية في هذا النوع من المشاريع رأس مال كافياً، ولكن بعد مشاهدته لما أنتجته تشجع هو الآخر لافتتاح مشروعه مشرع «كوفي شوب» لتكون صناعة الشوكولا جزءاً منه.

ماذا أصبحت تعني لك الشوكولاتة؟

- أنا كنت من محبي الشوكولا ولكن بعد هذا المشروع أصبحت علاقتي بالشوكولا كمتذوقة فقط أتناوله لأتذوق الطعم ومدى جودته ليس لأستمتع بالطعم، حيث إنني ولكثرة ما أقوم بإنتاج قطع الشوكولا تولد شعور التشبع والاكتفاء منه.

هل صناعة الشوكولاتة هواية أم مهنة؟

- صناعة قطع الشوكولاتة هي مهنة تطورت لتصبح في ما بعد هواية لي أحبها وأحب التميز والإبداع فيها، ففي البداية كانت هوايتي صناعة الحلويات بمختلف أنواعها ولكن بعد انخراطي في إنتاج قطع الشوكولا أحببت هذه الصناعة، أصبحت أستمتع بإعدادي لها، أنتظر الصباح بشغف لأقوم بالعمل على صناعتها، وعندما أضع الشوكولا في القالب أرتقب النتيجة لأرى كيف يكون شكلها النهائي وخصوصاً عندما أقوم بإعداد الشوكولا ذات التدرجات اللونية.

ما الذي تقومين بإعداده إلى جانب قطع الشوكولاتة؟

- أقوم بإعداد حلا الرمان والبسبوسة والنوتلا و «جوكلت كيك» إضافة إلى «مونتانا جوكلت كيك»، وما يهمني هو أن يكون العمل مميزاً وذا طعم مختلف ولذيذ وليس شكلاً فقط، ويهمني أن يكون الشكل جميلاً وجذاباً ولكن الطعم أيضاً يجب أن يكون مميزاً، فالشكل والطعم مكملان لبعضهما.

كيف تعدين النكهات؟

- النكهات والحشوات المستخدمة تكون جاهزة في العادة، ولكن لإضفاء طعم مميز وفريد أقوم بخلق نكهات جديدة عن طريق المزج بين نكهات عدة.

كيف أثرت صناعة قطع الشوكولاتة على حياتك؟

- صناعة الشوكولا غيرت حياتي بالكامل، وجدت نفسي وذاتي فيها، فبسبب ما مررت به من مرض تأثرت حياتي النفسية والاجتماعية كثيراً ولكن بعد عملي هذا تغيرت نفسيتي وحياتي وأصبحت صناعة قطع الشوكولا بمثابة متنفس وعمل أستمتع به ويحقق لي ذاتي وأكون شخصية منتجة في هذا المجتمع وفي هذه الحياة وحتى الضغوط الحياتية تجاوزتها وأصبحت أكثر طموحاً وأكثر سعادة.

ما هي طموحاتك في عالم الشوكولاتة؟

- فخورة بما حققته إلى الآن وبما أنجزته في هذا المجال وسعيدة جداً على رغم كوني حديثة العهد بهذه الصنعة، إلا أنني أطمح لأن أكون صاحبة بصمة في عالم الشوكولا، وأطمح لافتتاح محل خاص لي لإنتاج قطع الشوكولا وأتطور في هذه الصنعة لافتتاح أفرع في دول الخليج.