طالب وزير شئون مجلسي الشورى والنواب غانم البوعينين بلدان القارتين الآسيوية والإفريقية ببذل المزيد من الجهود والتعاون؛ من أجل مواجهة التحديات الراهنة لا سيما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ووضع رؤية واستراتيجية مشتركة تزيد من التعاون الجماعي لمواجهة التحديات الكبيرة.
جاء ذلك في كلمة البحرين التي ألقاها البوعينين لدى مشاركته نيابة عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس الخميس (23 أبريل/ نيسان 2015)، في مؤتمر القمة الآسيوية الإفريقية بمناسبة مرور ستين عاماً على اجتماع باندونونغ، والمنعقد في العاصمة الإندونيسية (جاكرتا)، بمشاركة 21 من قادة دول العالم ووفود أكثر من 106 دول آسيوية وإفريقية.
وأكد البوعينين في كلمة البحرين أن تاريخ الثامن عشر من شهر أبريل من العام 1955 شهد انعقاد «مؤتمر باندونغ» بجمهورية إندونيسيا، وكان النواةَ الأولى واللبنة الأساسية لنشأة حركة عدم الانحياز وأحد أهم الجذور الراسخة للشراكة الاستراتيجية بين القارتين الآسيوية والإفريقية.
وأشار إلى أن الدول الآسيوية والإفريقية وفي الذكرى الستين لمؤتمر القمة الآسيوي - الإفريقي لعام 1955، تعيش تحديات لا تقل خطورة وتهديدات أكثر صعوبة تفرض إحياء روح ومبادئ مؤتمر باندونغ 1955 ووضع أطر وآليات إبداعية تتوافق مع طبيعة المخاطر وتكون قادرة على الانتقال بدول القارتين إلى مرحلة أشد تطوراً وازدهاراً واستقراراً في ظل عالم شديد التغير والتبدل وتكتنفه صراعات كثيرة ومشاكل جمّة ولا يمكن التعايش معها والتغلب عليها إلا بالتعاون الجاد والتنسيق التام والمضي قدماً في وضع استراتيجيات ضامنة لتحقيق الأهداف المرجوة وقادرة على ترسيخ دعائم الأمن والسلم الدوليين.
وقال: «إن اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم ورغم كل التحديات، إلا أنها تبشر بالخير الكثير، وخاصة بعد أن حققت البلدان الآسيوية والإفريقية على السواء تقدماً مهماً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ مؤتمر باندونغ عام 1955، وأضحت اليوم فاعلاً دولياً وصانعاً مهماً للقرار الدولي بعد ما نجحت في التخلص من آثار فترة الاستعمار وأنجزت خطوات تاريخية لافتة في جميع ميادين الحياة ما أعطاها ثقلاً كبيراً ووزناً في المجتمع الدولي».
وفي الختام، أعرب غانم البوعينين عن ثقته في خروج المؤتمر بنتائج مهمة من أجل تعزيز التضامن السياسي والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتحديد أطر عملية ودائمة للتعاون بين دول القارتين، وتجديد روح ومبادئ باندونغ التي أصبحت مثالاً ناجحاً في مجال بناء العلاقات الدولية الجديدة.
هذا وتُنظم إندونيسيا في الفترة من 19 إلى 24 أبريل من هذا العام سلسلة من الفعاليات بمناسبة مرور 60 عاماً على انعقاد مؤتمر باندونغ، ومرور 10 سنوات على إطلاق مبادرة الشراكة الاستراتيجية الجديدة الإفريقية الآسيوية، تحت عنوان: «تعزيز تعاون الجنوب - الجنوب لتعزيز السلام والازدهار العالمي».
ومن المتوقع أن تؤكد القمة على مبادئ التعايش التي أطلقتها القمة الآسيوية الإفريقية قبل 60 عاماً ومن أهمها: الاحترام المتبادل للسيادة، ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي.
العدد 4612 - الخميس 23 أبريل 2015م الموافق 04 رجب 1436هـ