أوصى الخبراء المشاركون في المنتدى الخامس من سلسلة منتديات كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي والذي عقد مؤخراً في مركز الاميرة الجوهرة الابراهيم في المنامة بعنوان ( تحديات علوم الفضاء ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في دول مجلس التعاون) بإدارة صباح الجنيد، بوضع استراتيجية حكومية موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي تهدف إلى الاستفادة من امكانيات علوم الفضاء والاستشعار عن بعد في تحقيق اهدافها الاستراتيجية والانمائية. وتعزيز البرامج الاكاديمية في الجيومعلوماتية لتمد سوق العمل في الدول بالخريجين الوطنيين من ذوي المهارات العالية.
وأكد كذلك على أهمية إشراك القطاع الخاص في تطوير هذه البرامج وفقاً لحاجة السوق.
وفي بداية الحوار قدم رئيس قسم الجيومعلوماتية بجامعة الخليج العربي عبدالرزاق البناري لمحة تاريخية حول تطور علوم الفضاء وجميع ما يتصل به من معلومات وعلوم، مبيناً ان الصور الجوية كانت أداة من أدوات علم الخرائط بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وضعت خلال هذه الفترة اسس علوم الفضاء.
مشيراً الى ان اول استخدام مدني للأقمار الصناعية تم في العام 1972، وكان علم الفضاء وقتها محتكراً بين طرفي الحرب الباردة واخذ ينتشر بعد ذلك تدريجياً إلى ان انتشر على مستوى العالم.
لافتاً الى ان استعمالات الاقمار الصناعية انطلقت في التسعينيات في الدول العربية، عبر اطلاق مجموعة من الاقمار الصناعية، توالت في مصر والمغرب العربي والخليج وغيرها من الدول.
وقال ان العلم الحديث اصبح يوفر احداثيات جغرافية ترصد اماكن مختلفة وبسرعة متناهية، عبر البصمات الطيفية التي طورت في هذا المجال لتعطي صورة في غاية الدقة للأرض عبر القمر الصناعي.
وعرف استاذ الجيولوجيا والاستشعار عن بعد بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في مصر ممدوح عابدين، الاستشعار عن بعد في عملية الحصول على معلومات عن اي جسم دون التلامس الطبيعي معه.
وقال ان اغلب الدول العربية تشتري صور الاقمار الصناعية للاستفادة منها في تطبيقات مختلفة، لكن بعض الدول كالمغرب ومصر والامارات لديها اقمار صناعية، بامكانها استثمار ها بشكل كبير.
واشار الى ان مصر انتهجت نهج يطمح لان تكون تكنلوجيا صناعة الاقمار الصناعية مصرية بالكامل. وقال في العام 2007 اطلقتنا القمر الصناعي بالتعاون مع اوكرانيا، وتمت مرحلة تصنيعه بحضور مهندسين مصريين لاكسابهم الخبرة، فنحن نسعى لان يكون المكون المصري في القمر القادم مصرياً بنسبة 50%.
وتناول مدير المركز الوطني للاستشعار عن بعد التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان غالب فاعور ابرز المحطات التي شهدت تطور مجال الاقمار الصناعية، حيث قال ان المحطة الاولى تتمثل في سماح ادارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون للشركات التجارية في اطلاق الاقمار الصناعية في التسعينات، اما المحطة الثانية فكانت بسماح شركة الفضاء الدولية ناسا اواخر التسعينات للولوج الحر لمعلومات الاقمار الصناعية للمستخدمين، و في المحطة الثالثة سمح الاتحاد الاوربي قبل عامين بتوفير معطيات حرة لمعلومات لصور الاقمار الصناعية ضمن فضاء الوكالة الاوربية للفضاء، مما يفور معلومات غزيرة علينا كبلدان عربية التعامل معها بشكل مفيد.
وركز الرئيس التنفيذي لشركة الحلول التقنية المكانية في البحرين عبدالجليل زينل، على تجربة البحرين في مجال نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، حيث كانت النقاشات في منتصف التسعينات تدور حول مستقبل الجيومعلوماتية في المنتديات التخصصية، وتم الاتفاق على أن مستقبل هذا القطاع مرهون بتطور تكنولوجيا تقنية المعلومات، وهو ما تحقق اليوم بعد 20 عاماً بشكل هائل، حيث تتوفر معطيات الاقمار الصناعية بشكل عالي الدقة والوضوح على اجهزة الهاتف النقال.
وشدد بناري على ان تطور هذا المجال لا يعاني من نقص الكوادر البشرية العربية المؤهلة، حيث يعمل في وكالة ناسا للفضاء عدد لا يستهان به من الباحثين من الدول العربية، مما يؤكد على وجود الموارد البشرية لتطوير هذه التكنولوجيا، ولكنها تحتاج إلى قرارات سياسية لتوفير البيانات في المنطقة العربية للاستفادة منها في البحوث التخصصية.
وحول رضى سوق العمل عن مخرجات البرامج الاكاديمية في الجيومعلوماتية تطرق أبو فاعور لنتائج الدراسات الميدانية التي تُعد في لبنان حول رضى جهات العمل عن اداء خريجي الجيومعلوماتية وتُظهر نتائج سلبية مبررة ذلك بطغيان الجانب النظري على تعليم الطلبة وعدم اشراك سوق العمل في تطوير البرامج الخاصة بالجيومعلوماتية لتصبح ملبية لاحتياجات سوق العمل، مما يستدعي أن تقوم الجهات التعليمية بالنظر إلى متطلبات السوق .
وعن استخدامات صور الاقمار الصناعية أكد المشاركون على ان الاقمار الصناعية تساهم بشكل مباشر في دعم مشاريع التنمية من خلال توفير معلومات دقيقة تفيد في استخدامات البنية التحتية، والزراعة، والثروات المعدنية، وتساهم في رسم المستقبل وفقاً لمعطيات علمية دقيقة.
وطالبوا بربط نتائج المراكز البحثية والاكاديمية في مجال الجيومعلوماتية، بسوق العمل، وصناع القرار السياسي، من اجل تحقيق الاهداف الاستراتجية والتنموية لمجتمع الخليج العربي.