كشفت دراسة أميركية جديدة أنّ الإفراط في تناول مكمّلات الفيتامينات قد يؤذي الإنسان أكثر من تغذيته لأنه يزيد خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، حسبما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط".
ودرس الباحثون 3 أنواع من حبوب الفيتامين والمكملات الأكثر استهلاكًا وهي حبوب الفيتامين E، البيتا كاروتين وحمض الفوليك، وحذّروا من خطر الإفراط في تناول الجرعة اليومية المسموح بها.
وقال الدكتور تيم بايرز في هذا الخصوص: «لسنا متأكدين من سبب ذلك لكن الدليل يُظهر أنّ الأشخاص الذين يستهلكون كميّة أكبر من الفيتامينات من تلك التي يحتاج إليها جسمهم يزداد عندهم خطر الإصابة بالسرطان». وأضاف تيم أنّ الدراسة شملت آلاف المرضى الذين يستهلكون مكملات غذائية على مدى 20 سنة، وأظهرت النتائج أنّ المكملات لم تكن مفيدة لصحّتهم، بل تسبّبت بإصابة بعضهم بالسرطان.
وتستهلك أكثر من 230 ألف امرأة حامل في بريطانيا مكملات حمض الفوليك سنويًا، ظنًا منهنّ أنها تحمي من ظهور العيوب الخلقيّة لدى الجنين التي قد تصيب الدماغ والعمود الفقري، لكن الدراسة التي أجراها فريق تيم أظهرت أنّ الإفراط في استهلاك هذه المكملات يزيد خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 56 في المائة.
وفي تجربتين أجريتا على مكملات البيتا كاروتين، اكتشف الخبراء أنّ الإفراط في تناولها بشكل يزيد عن الجرعة الموصى بها يفاقم خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب بنسبة 20 في المائة.
وبدأ تيم دراسته منذ عقدين حين لاحظ أنّ الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة والخضار كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان. وأراد تيم أن يكتشف ما إذا كانت مكملات الفيتامين قد تقلّص من خطر الإصابة بالأمراض المميتة، لكن تبيّن له العكس تمامًا، إذ اكتشف في إحدى التجارب أنّها زادت خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 18 في المائة وبنسبة 28 في المائة في تجربة لاحقة.
وأشار تيم إلى أنّه لا داعي للهلع من تناول الفيتامينات والمعادن في حال تمّ استهلاكها بالجرعة المناسبة، لكنه أضاف أنه ما من بديل للتغذيّة السليمة أي من خلال الاستبدال بهذه المكملات مواد طبيعية بالبروكولي واللوز والجزر والمانجو.