قالت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء (22 ابريل/ نيسان 2015) إن المحكمة العسكرية اللبنانية بسجن الداعية عمر بكري فستق ثلاث سنوات بجرم الانتماء إلى تنظيمات بقصد القيام بأعمال إرهابية، وذلك بعد نحو 5 سنوات من الإفراج عنه بكفالة مالية، إثر الحكم عليه بالانتماء لتنظيم مسلح والدعوة للقتل والنيل من هيبة الدولة، بعد تولي النائب عن حزب الله نوار الساحلي الدفاع عنه.
وتم توقيف فستق قبل نحو عام بعد أن صدرت في حقه مذكرة توقيف شملت أيضا عددا من قادة المحاور في منطقتي باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابلس الشمالية، ممن ثبتت مشاركتهم في الاشتباكات التي كانت تدور بين المنطقتين.
وصدر الحكم عن العميد الركن الطيار خليل إبراهيم في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، بعد استجواب فستق الذي دخل إلى قاعة المحكمة حافي القدمين ويداه متسختين، لافتا إلى أن ذلك ناتج عن حالة التمرد التي شهدها سجن رومية الأسبوع الماضي والعملية التي نفذتها القوى الأمنية مطلع هذا الأسبوع لمنع تكرار حالات مماثلة.
وأشار فستق إلى اندلاع حرائق في المبنى «د» نتيجة تجدد أعمال الشغب، لافتا إلى أنّه تعرض للضرب. وشرح كيفية بدء الانتفاضة قائلا: «فجأة سمعنا تضاربا. وثمة مجرمون موضوعون معنا في المبنى، وكنا في غرفنا وأبوابها مقفلة وثقيلة الوزن، وانتزعت أبواب، وحصل احتجاز عسكريين وتدخلت معترضا وقلت لهم إنّه لا يجوز ذلك».
واشتكى فستق من الأحوال التي يعيش فيها بالسجن، لافتا إلى وجود 15 موقوفا في غرفته: «وهذا أمر صعب. ولا نزهات ولا ماء ساخن. ولا ماء لغسل اليدين». وسأل رئيس المحكمة فستق عن إفادته بوقت سابق عن أن «الأنظمة العربية تافهة والنظام اللبناني فاشل والجيش كافر والدولة اللبنانية علمانية»، فشرح أنه عنى بذلك أن «الأنظمة العربية غير إسلامية ولبنان لا يطبق الشريعة الإسلامي، والكفر يعني ليس الإسلامي وهو نقيض الإسلام ومن لا يعتنق الإسلام فهو كافر. وأنا رجل دين وعيب أن نتكلم. لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة». وذكر أن «القضاة والنواب هم علمانيون أيضا لأنهم لا يطبقون الشريعة والجيش ليس إسلاميا».
ورد فستق على سؤال القاضي الحجار عن المواطنة، فأجاب: «شتان بين مفهوم الدين الذي نعيش وعقد المواطنة للعيش بين الناس في دستور فيه عري وكازينو وهيفاء وهبي».
وتلقت «الشرق الأوسط» إفادات من أفراد من عائلته تشير إلى تعرضه للضرب المبرح، وأنه مثل أمام المحكمة في حالة رثة من دون حذاء. وقالت ابنته أم بلال في إفادة عبر البريد الإلكتروني: «والدي عمر بكري فستق حضر إلى المحكمة أمس وهو حافي القدمين، ولا يرتدي ملابس، وقال محاميه إنه لا يسمح بدخول أي من أفراد الأسرة إلى قاعة المحكمة. وتم ضرب المسجونين الآخرين بشدة بسبب ما أثاروه من شغب. وورد أنه تم إضرام النيران في الحشيات، وكذا في كافة ملابس المساجين. كذلك تم حرمانهم من الزيارات، ورغم عدم وجود أدلة تدين والدي بكري فستق، أصدروا حكما بحقه. حسبي الله ونعم الوكيل». فيما قال ابن شقيقه: «لقد تم ضرب عمي الشيخ إلى أن أصبح وجهه ويداه باللون الأزرق بسبب اشتعال النيران في السجن».