شاهد فهد محمد شاه نواز وقد تملكه الرعب كيف تعرض والده للضرب الوحشي المبرح من قبل خمسة رجال في شارع رئيسي بالعاصمة الهندية في وضح النهار، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الثلثاء (21 أبريل/ نيسان 2015).
كان شاه نواز، 38 عاما، يستقل دراجته النارية مع اثنين من أبنائه على المقعد الخلفي عندما اصطدمت دراجته بسيارة. وقال فهد، 14 عاما، للشرطة «كان هناك خمسة رجال في السيارة علاوة على دراجة نارية مرافقة لها. وكانوا جميعا في حالة سكر بين وأمطروا والدي
بالسباب والشتائم ثم انهالوا عليه بالضرب»، حسب تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
وهرع الصبي إلى أقرب مركز للشرطة، ثم توجه إلى منزل أجداده القريب، ولكن عند عودته إلى مسرح الحادث بالعون كان قد فات الأوان.
فقد نقل والده شاه نواز إلى أقرب مستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك متأثرا بجراحه.
لم يكن ذلك سوى مثال واحد على تزايد وتيرة الغضب على الطرق في شوارع دلهي المزدحمة بالحافلات والسيارات بخلاف الدراجات النارية والهوائية حيث تشهد الشوارع حالة من الاختناق والشلل المروري طوال ساعات اليوم. وتخلو شوارع دلهي من الحارات المخصصة للدراجات، ويندر العثور على أماكن لوقوف السيارات أما المشاة فيعبرون الطرق من أي مكان يحلو لهم والباعة الجائلون يبيعون سلعهم في إشارات المرور - كل ذلك يضيف إلى التوتر. ويقول أنيل شوكلا مفوض الشرطة المسؤول عن حركة المرور في دلهي إن كل شخص يرى أن له الحق في أولوية المرور وأنه دائما على حق. ويضيف شوكلا أن غضب الطريق ظاهرة شائعة في الكثير من المدن في مختلف أنحاء العالم، مؤكدا أن الوضع في نيودلهي ليس استثنائيا.
وتابع شوكلا «إنه ليس مجرد الإحباط من التعامل مع حركة المرور، إن الأمر يتعلق أيضا بالسلوكيات وضغوط الحياة الحديثة والقلق والغضب هذا بالإضافة إلى مناخنا الحار ولذلك لا يمكن للشرطة وحدها التصدي لظاهرة غضب الطريق».
وأوضح أنه تم الإبلاغ عن 34 حالة غضب على الطرق في عام 2011 وارتفع الرقم ليصل إلى 93 في عام 2014 بما في ذلك ثلاث وفيات. وعلى الأرجح لم يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات على الإطلاق.
وشهدت حركة المرور على الطرق في دلهي نموا بلغ أكثر من 100 في المائة على مدى العقد الماضي، بينما زاد عدد الشوارع بقدر يزيد قليلا على 15 في المائة فقط، وفقا لمسح أجرته الحكومة المحلية عام 2013.
فكل يوم، يزداد وقت التنقل طولا، وتصبح القيادة أكثر توترا وينفجر الغضب مع وقوع الحوادث البسيطة التي تؤدي بدورها إلى مشاحنات تتحول بسرعة إلى معارك جسدية.
وفي بعض الأحيان تستخدم الأسلحة، وفي أحيان أخرى تستخدم السيارة نفسها كوسيلة للانتقام.
وفي فبراير (شباط) الماضي، تعرض شقيقان للقتل بالرصاص في حي باوانا بضواحي دلهي عندما دخلا في مشادة مع بعض الرجال على مكان لوقوف السيارات. وفي ديسمبر (كانون الأول) ، قتل شرطيان دهسا بعد أن حاولا إيقاف سيارة أجرة مسرعة.
وتعرض محاسب وزوجته للضرب من قبل رجلين بالقرب من منزلهما في جنوب دلهي عندما اصطدمت سيارتهما بأخرى أثناء ركن السيارة في يونيو (حزيران).
ويقول عالم النفس مانداكيني روي إن غضب الطريق - فورة من الغضب العنيف، غالبا غير منطقية وغير متناسبة - يعد أيضا مؤشرا على مجتمع متوتر.
وأضاف: «الناس يقضون ساعات طويلة على الطرق، يشعرون أنهم محشورون، المدير يشكو من تأخر العاملين في الوصول إلى العمل، وأسرهم تشكو من تأخرهم، علاوة على أن وقوف السيارات بات مشكلة كبيرة في المناطق التجارية وكذلك السكنية».
ويقول روي إن حادثا صغيرا - مثل خدش سيارة أو صدمة بسيطة - يثير رد فعل غير متناسب تماما ناجم عن حالة من الإحباط الشديد.
ويرى عالم الاجتماع سانجاي سريفاستافا أن تزايد حالات الغضب على الطرق تعد نتيجة للحراك الاجتماعي.
ونوه سريفاستافا إلى ظهور أعداد كبيرة من أصحاب السيارات حديثي العهد بالقيادة في السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أنهم لم يتعلموا بعد القواعد الرسمية أو أخلاق القيادة الأساسية.
ويقول سريفاستافا «السيارة بالنسبة لهم تعد رمزا للمكانة الاجتماعية، وخدشها يعتبر هجوما على كبريائهم. كما يعد غضب الطريق تعبيرا عن الذكورية العدوانية».
ويقول شوكلا إن ما يحدث على الطرق يشبه شريعة الغاب. ويضيف روي أن الأمر لا يتعلق فقط بحجم المركبات، ولكن أيضا بالتسلسل الهرمي الاجتماعي، فعندما تصطدم دراجة نارية بسيارة أو يقوم ساعي بريد بخدش سيارة رجل أعمال رباعية الدفع يكون هناك ما يدعو إلى الانتقام. ويطالب شوكلا بإجراء تدخلات ممنهجة، بداية من فرض ضوابط أكثر صرامة وتلقي دروس عملية في القيادة قبل الحصول على رخص القيادة، وتنظيم دورات تنشيطية للسائقين، لغرس قيم الصبر في سن مبكرة. وتابع: «يجب أن يتعلم الأطفال في المدارس ما هو السلوك النسبي. فإذا ما صدمك شخص، فهل تحطم فكه؟ تقتله»؟
ويشعر شوكلا أن سكان دلهي بحاجة إلى أن يتعلموا في وقت مبكر عدم الانجرار وراء الاستفزازات أو الإثارة بسبب أشياء بسيطة، فإذا لم يصب أحد قد يكون من الأفضل المضي قدما لضمان عدد أقل من فورات الغضب القاتلة غير العقلانية في الشوارع.
غباء
تعدادهم مليار مايقدرون يخصصون مليون عامل عشان يبنون انفاق و جسور ؟
ادارة فاشلة للبلد ، ليش خانقين عماركم