أعاد التوجه الأخير للنظر في الموازنة المخصصة للأندية الوطنية، بعد تقليص الحكومة للموازنة الموضوعة بنسبة 15 في المئة، الحديث السابق عن أهمية ضخ الأموال في طريق تطوير الرياضة البحرينية، وأن دعم الموازنة للأنشطة الرياضية ضروري وموقف وجودي وحيوي للأندية يمد ويطور الرياضي البحريني إلى الرقي وتحقيق النتائج الممتازة ويرفع اسم المملكة في المحافل الدولية، فضخ المال للشباب الرياضي وخصوصاً للأندية الوطنية بعملية منضبطة ومدروسة سواء كان ذلك للألعاب الفردية أو الجماعية يعني أننا نقيم قاعدة كبيرة وصلبة للرياضة البحرينية.
المطالبات بذلك لم تكن وليدة اللحظة وإنما بحت الأصوات المطالبة بتطوير وزيادة موازنات الأندية الوطنية التي تعد هي الأساس في تطوير العملية الرياضية بالمملكة، فإذا بالحكومة تقوم بالتقليص، وبما أن أنديتنا هي من تحافظ على شبابنا لينخرطوا في ممارسة هواياتهم داخل هذه الأندية فلماذا نبخل على شبابنا برصد الموازنات المناسبة للأندية حتى تقوم بواجبها على أحسن وجه، فالأندية بوضعها الحالي وبسبب ضعف البنية التحتية في كثير منها بحاجة إلى دخول غرفة الإنعاش لعلها توقظه من غيبوبته الجبرية التي فرضها ضعف الإمكانات المادية.
هذا الحديث لا يجب أن يبعدنا أيضاً عن حاجة الأندية إلى الصرف الصحيح للموازنة، فعلى رغم إيماني بضرورة زيادة الموازنة، فإنني أعتقد أن أحد الأسباب المهمة التي تؤدي لتفاقم الأزمات المالية عند الأندية عدم صرف الموازنة المخصصة لأي نادٍ في المكان الصحيح ولا على الهدف الصحيح، وعليه فإن تقليص الموازنة مضاف عليها الصرف غير السليم والدقيق، تكون نتيجته معاناة للأندية.
لذلك نقول إنه لابد من الاهتمام أولاً وثانياً وثالثاً بالأندية من خلال زيادة موازناتها السنوية التي تجعلها قادرة على تنفيذ برامجها والتعاقد مع المدربين الأكفاء وبناء البنية التحتية من ملاعب مزروعة وصالات رياضية متعددة الأغراض وتقديم الحوافز والمكافآت المالية للاعبين والفرق الفائزة بالبطولات ودعم مشاركتها في البطولات الخارجية وإقامة المعسكرات التدريبية، وإيجاد تشريعات وقواعد من شأنها أن تُقوم عمل الأندية إدارياً وتضع أسساً واضحة للصرف المالي السليم.
باعتقادي أن البدء في تطوير موازنة الأندية أهم بكثير من التقدم لطلب استضافة البطولة القارية والدولية والإقليمية التي زادت هذه الأيام لدينا، حتى بتنا نستضيف أكثر من بطولة خارجية في أسبوع واحد، التي لا ينكر أحد أنها ستكون ذات فائدة كبيرة وممتازة للبحرين، إلا أن تطوير الأندية ستكون له بشهادة الجميع أكبر فائدة في تطوير المنتخبات والرياضة في البحرين، وهذا ما تحتاجه المملكة للمنافسة على تحقيق البطولات.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4610 - الثلثاء 21 أبريل 2015م الموافق 02 رجب 1436هـ