لا يعرف البطّيخ إلاّ أهل البحرين الأصليون، فالبطّيخ فاكهة صيفية لذيذة ومفيدة لأبعد الحدود، وهي فاكهة رخيصة ولكنّها تدخل كل بيت بحريني أصيل، غنياً أو فقيراً، لأنّها متوفّرة للجميع، وليست حصراً على بعض النّاس، ومن يذم البطّيخ لم يتذوّق طعمه الحلو! فما مسألة ذمّه إلا مدحاً فيه!

نعم يا هذا... جامعات البطّيخ ولنا الشرف أن تكون في البحرين، وأن يحلم رئيس إحدى الجامعات الخاصة بوصول جامعته إلى مستوى أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، وسوف يحقّق ذلك مادام يعمل بكل جهد وإخلاص، واعتراف من الجامعات العالمية العريقة بجهده وجهد فريقه، فالحلم لا يتم كما يحصل للغير بشخطة قلم، ليترفّع إلى أعلى المناصب أو يُبتعث للخارج بالواسطة، وهناك من هو أحقّ منه بهذه البعثات!

زمن غريب نعيشه، عندما يتكلّم أحدهم عن الأكاديمية وهو جاهل بما يتكلّم به، فهو إذ يؤيّد كل قرارات التعليم العالي بحق هذه الجامعات لمخالفتها الأنظمة الداخلية وأنظمة التعليم العالي، لا نعتقد بأنّه اطّلع على هذه القرارات، التي من ضمنها مخالفة رصَدها مجلس التعليم العالي من خلال التقرير الخاص بتقييم الجامعات، حول قبول عددٍ من الطلبة، تخصصاتهم في برنامج البكالوريوس غير مطابقة للتخصصات التي قبلوا بها في برامج الماجستير، وسؤالنا له ولأمثاله: كيف قبلت الجامعات الأخرى العريقة العالمية، سواءً في بريطانيا أو الولايات المتحدة، مدرّسي نظام الفصل أو غيرها من التخصّصات لدراسة الماجستير والدكتوراة في الإدارة وغيرها من التخصّصات؟ وحتّى الجامعة الأم في البحرين قبلت بذلك!

هل تعتبر هذه الجامعات العريقة جامعات بطّيخ؟ وإذا كانت جامعات بطّيخ فكيف قبلت وزارة التربية والتعليم بشهادات هذه الجامعات؟ أسئلة محيّرة... وما أكثر الأسئلة المحيّرة في البحرين! فإنّك لا تعلم إن كانت شهادتك من جامعات البطيخ حسب معايير التعليم العالي، أم شهادتك من تلك الشهادات التي تخرج من حفلات الزار، ولا تعلم كيف تأخذ الإطار الشرعي لها!

إن كنتَ تعلم فتلك مصيبة... وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم، لأنّ التسرّع في الردود حُمقٌ وتفاهة، ولابد من الرجوع إلى التقييم العلمي والموضوعي لا الركيك، ذلك الذي كشف لنا المستوى الحقيقي لكاتبه.

المضحك عندما ينسب البعض شجاعة ما قام به وزير التربية والتعليم من قرارات منصفة على الجامعات الخاصّة! ولكأنّ وزير التربية والتعليم هو الذي يتّخذ القرار وليس مجلس التعليم العالي، وكأنّما وجودهم تكملة عدد ورفع التقارير للوزير ليس إلاّ!

نحن دولة مؤسّسات، لا نتعامل مع الأشخاص، وأرجوكم أنصفوا وزير التربية والتعليم وأنصفوا مجلس التعليم العالي، ولا تخلطوا الأوراق في لحظة غضب، بأن تنسبوا قرارات التعليم العالي إلى الوزير، بصفته رئيساً لمجلس التعليم العالي، حينما لم تأخذه لائمة في تطبيق القانون تجاه هذه الجامعات. والسؤال: هل يستطيع الوزير عدم تطبيق ما اتّخذه المجلس من قرارات بعد التقارير المرفوعة من عشرات الموظّفين؟

بعض جامعات البطّيخ التي تسخرون منها نتشرّف نحن بها، فهي جامعات معترف بها ومتعاونة مع أعرق الجامعات في العالم، وتطبّق أفضل المناهج بشهادة الجميع، مع وجود نخبة من الأساتذة الأكفّاء الذين عملوا في الجامعات العريقة العالمية، وليست فقط الجامعة الأم.