توالت الانتقادات الأهلية الموجهة لعدد من أعضاء المجالس البلدية، تحديداً في المحافظة الشمالية، متخذةً من «غياب الأعضاء عن دوائرهم» مدخلاً لقول أحد الناشطين اجتماعياً «شاهدت صورة عضو دائرتي للمرة الأخيرة في فترة الترشح للانتخابات، وكان ذلك قبل 5 شهور».

وكان لافتاً الجواب الذي قدمه عدد من الأهالي لـ «الوسط» بعد سؤالهم عن تقييمهم لأداء العضو البلدي في دوائرهم الانتخابية، ليأتي الرد بسؤال آخر، مضمونه: «كيف نقيّم الأداء، ونحن لا نعرف اسم العضو البلدي؟».

ويفتح الحديث في ذلك، الباب للإشارة إلى «الأداء المتواضع لمجلس بلدي الشمالية، مقارنةً بأدائه في الدورات الثلاث الماضية»، كما يقول رئيس احد المجالس البلدية السابقة.

وخلال حديثهم، وجه ناشطون اجتماعيون ومواطنون نقداً لاذعاً لممثليهم البلديين، بدأه الناشط الاجتماعي زهير علي حسن، بالقول «شاهدنا صورة العضو البلدي للمرة الأخيرة في الانتخابات الماضية، وغيابه يكاد يكون تاما، بما في ذلك المناسبات الاجتماعية ومشاركة الأهالي أفراحهم».

وعن تأثيرات ذلك على منطقتهم، قال «أبرز الملفات هو الملف الإسكاني، وبسبب عدم قيام العضو البلدي بدوره، بدأ الأهالي في إنشاء لجنة خدمات تقوم بذلك، في محاولة أهلية تطوعية لسد الفراغ».

في السياق ذاته، أدلى ناشط اجتماعي بدلوه، مبيناً بعد أن شدد على ضرورة عدم ذكر اسمه، أن مسألة غياب العضو البلدي هي حقيقة موجودة، لكنها لم تعد حكراً على دائرة بعينها، مرجعاً ذلك لأسباب عدة من بينها الظروف التي صاحبت العملية الانتخابية، تحديداً ثنائية المشاركة والمقاطعة.

وأضاف «هنا علينا أن نتلمس بعض العذر للعضو البلدي، على اعتبار عدم تقبل الأهالي للتجربة برمتها، الأمر الذي قد يفسر حالة الغياب التام للعضو، وعدم اكتراث شريحة من الأهالي بذلك، رغم حاجة مناطقهم الماسة للتطوير والتحديث».

بدورها، نقلت «الوسط» هذه الانتقادات التي بدت حادة، لعدد من أعضاء المجالس البلدية، فكان الرد على النحو التالي «الانتقادات جانبها الصواب، فنحن متواجدون في الميدان، إلا أن التحديات المالية والإعلامية قد تعوق ظهور الإنجاز للعلن».

وخاطبوا المنتقدين بالقول «من لديه مطلب معين، يمكنه التواصل معنا إما عبر الهاتف أو عبر اللقاء المباشر، بدلاً من توجيه النقد الذي يفتقر للموضوعية».

من جانبها قالت عضو بلدي رفضت التصريح باسمها، إن الانتقادات لا صحة لها، فالعضو البلدي يبذل ما بوسعه ويقوم بالتواصل مع الأهالي في دائرته الانتخابية ورفع مطالبهم للجهات الرسمية المعنية، وأضافت «قد تكون مشكلة هذا العضو، الابتعاد عن الأضواء والظهور الإعلامي في كل شاردة وواردة، إلا أن ذلك لا يعني تقصيره وغيابه».

أما عضو «بلدي الشمالية» عن الدائرة السادسة عبدالله عاشور، فقد تساءل «ما هي الأسس التي تم على أساسها توجيه كل هذا النقد للأعضاء البلديين؟»، واعتبر أن النقد بلا دلائل لا يمكن الاعتداد به.

وأضاف «العمل يكفي للرد على كل ذلك، والتواجد الاجتماعي بيِّن لكل منصف، ونحن في المجلس البلدي نسعى بما يتوفر لدينا من إمكانات لتلبية مطالب الأهالي، وما تضمنته تغطيات الصحافة دليل على ذلك»، وأردف «المشكلة ترتد لصاحب النقد إن كان خارج نطاق التغطية والمتابعة».

وتطرق إلى ما أسماه «عدم توفر الاستقلالية الإدارية والمالية للمجالس البلدية»، مؤكداً أن ذلك التحدي يكاد يكون الأبرز في التجربة البلدية.

وفيما يتعلق بجزئية المشاركة والمقاطعة وما إذا كانت تلقي بظلالها على التواصل مع الأهالي، قال عاشور «لا تأثير للمقاطعة على عملنا، فهي كخيار يعود لأصحابه بوصفه حقا دستوريا مكفولا، أما نحن كأعضاء بلديين فقد تجاوزنا ذلك. وعملنا يشمل جميع المواطنين بعيداً عن كل ذلك».