العدد 4610 - الثلثاء 21 أبريل 2015م الموافق 02 رجب 1436هـ

توقيف قبطان مركب بتهمة التسبب في مقتل نحو 800 شخص في البحر المتوسط

قارب يحمل طالبي اللجوء قبالة الساحل الشمالي لأستراليا  - AFp
قارب يحمل طالبي اللجوء قبالة الساحل الشمالي لأستراليا - AFp

أوقفت السلطات الإيطالية أمس الثلثاء (21 أبريل/ نيسان 2015) قبطان المركب الذي كان يقل لاجئين وغرق في البحر المتوسط للاشتباه بمسئوليته في التسبب بمقتل نحو 800 شخص، في حادث وصفته المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين بـ «الأكثر دموية في المتوسط».

وبحسب شرطة الموانئ فإنه تم إنقاذ مركبين آخرين في بحر إيجه أمس (الثلثاء) كانا يحملان نحو 100 راكب. ونقل الركاب إلى جزيرتي ليروس وساموس.

وأعلنت نيابة كاتانيا في جزيرة صقلية أن قبطان مركب صيد السمك محمد علي مالك (27 عاماً)، ويُعتقد أنه تونسي الجنسية، هو سبب غرق المركب قبالة سواحل ليبيا بسبب القيادة الخاطئة والحمولة المفرطة والهلع الذي أصاب الركاب أثناء تحركهم.

واعتقل أيضاً أحد أفراد طاقم المركب من أصل سوري محمود بخيت (25 عاماً) في إطار التحقيق في الكارثة التي أعادت إلى الأذهان تجارة الرق فضلاً عن اتهامات للحكومات الأوروبية بالاستخفاف.

وتتضمن الاتهامات الموجهة إلى القبطان القتل، والتسبب بالغرق والمساعدة على الهجرة غير الشرعية. أما بخيت فقد توجه إليه اتهامات على خلفية الهجرة غير الشرعية. وسيمثل الرجلان أمام قاض في وقت لاحق.

وقضى المئات، بينهم عدد غير معروف من الأطفال، في ظروف صعبة إذ تجمع المئات في وسط المركب البالغ طوله 20 متراً ما تسبب في فقدان توازنه فور تحرك جموع المهاجرين لدى اقتراب سفينة شحن برتغالية وصلت لنجدته.

وأفاد بيان لنيابة كاتانيا أنه «وفق ما تبين فإن المسئولية لا تقع على عاتق طاقم سفينة الشحن (البرتغالية) التي وصلت للإغاثة وليس لديها أي دور في الحادث الكارثي».

ووصف رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي المهربين بأنهم تجار رق من القرن الثامن عشر.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين إن ما يحصل للمهاجرين في البحر هو نتيجة «غياب هائل في التعاطف» من قبل الحكومات الأوروبية التي تتعرض لضغوطات حالياً للتعامل مع تلك الأزمات الإنسانية على سواحلها الجنوبية.

وأعلنت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في إيطاليا، كارلوتا سامي «بإمكاننا أن نقول إن 800 شخص قضوا» في الحادث. وبحسب سامي فإن الناجين الـ27 جميعهم يعانون من حال الصدمة. وأضافت «جميعهم مرهقون، لم يبق لديهم أي شيء».

وقالت سامي «أجرينا مقارنات بين إفادات (الناجين)، كان هناك أكثر بقليل من 800 شخص على متن المركب، بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً. كان هناك سوريون، ونحو 150 إريترياً، وصوماليون... لقد أبحروا من طرابلس السبت في الساعة 08,00». وأشارت إلى أن غالبية الركاب من الشبان، موضحة أنه يبدو أن بعضهم فقد أصدقاء أو أقرباء في حادثة الغرق.

ويتلقى الناجون، من مالي وغامبيا والسنغال والصومال وإريتريا وبنغلاديش، العلاج في مراكز قرب كاتانيا على ساحل صقلية الشرقي.

واعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلثاء أن أكثر من 1750 مهاجراً قتلوا في المتوسط منذ مطلع العام، وهو عدد أكبر 30 مرة من حصيلة الفترة نفسها من 2014.

وصرح المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أدريان أدواردز أن كارثة غرق الزورق الأحد تبقى «الحادث الأكثر دموية الذي سجلناه في المتوسط على الإطلاق».

وأشار أدواردز إلى مقتل 1300 مهاجر في أبريل وحده الذي بات الشهر الأكثر دموية على الإطلاق.

ويعتقد مسئولون إيطاليون أن أعداد المهاجرين الذين ينتظرون المراكب في ليبيا للتوجه إلى أوروبا، قد تصل إلى نحو مليون. وغالبية هؤلاء من الفارين من الحرب الأهلية في سورية أو من الاضطهاد في مناطق مثل إريتريا، فيما يبحث آخرون عن ملجأ للفرار من الفقر والجوع في إفريقيا وجنوب آسيا بهدف ضمان مستقبل أفضل في أوروبا.

العدد 4610 - الثلثاء 21 أبريل 2015م الموافق 02 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً