تتضاءل آمال العثور على المزيد من الناجين من من المهاجرين غير الشرعيين الذين انقلب قاربهم في البحر المتوسط، ما يثير مخاوف من وفاة أكثر من 900 شخص في مطلع الاسبوع الجاري، حسبما قال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي اليوم الإثنين (20 أبريل / نيسان 2015).
وقد تمكنت قوات خفر السواحل الايطالية حتى الان من العثور على 28 ناجيا و24 جثة، تم نقلهم إلى مالطا في وقت سابق اليوم الاثنين. إلا أن هناك المزيد من الجثث الكثيرة التي قد تكون داخل القارب الغارق الذي انقلب ليلة السبت/الاحد.
وقال رينزي لمحطة "آر تي إل" 5ر102 الاذاعية: "هناك حتى اللحظة الحالية 24 جثة، إلا أنه - وفقا لروايات الناجين المروعة - يبدو أن الناس محاصرون داخل القارب".
وأضاف: "إننا مستمرون في البحث للتأكد مما حدث، حتى وإن كان ذلك غاية في الصعوبة".
وقال مسئول إنقاذ من مالطا للصحفيين اليوم الاثنين، إن قارب دورية عثر على سترة نجاه ومتعلقات شخصية، من بينها ما تبدو مذكرات شخصية.
من ناحية أخرى، قال الكابتن باولو زوتولا المسؤول في شرطة الجرائم المالية الايطالية، وهي إحدى قوات الشرطة المشاركة في عمليات البحث، إنه من غير المحتمل العثور على المزيد من الناجين.
ونقلت صحيفة "كوريير ديلا سيرا" عن زوتولا قوله: "لا يستطيع أي شخص المقاومة في الماء لمدة تزيد على نصف ساعة، مع برودة ماء البحر الشديدة بحلول منتصف الليل".
وعلى الرغم من أنه من المستحيل التعرف على العدد المحدد للاشخاص الذين كانوا على متن القارب، إلا أن أحد الناجين وهو من بنجلاديش وتم نقله جوا إلى مدينة كاتانيا الايطالية أمس الاحد لتلقي العلاج الفورى، قال لممثلي ادعاء من إيطاليا إن القارب كان يقل 950 شخصا، من بينهم ما يتراوح بين 40 و50 طفلا و200 امرأة.
وأضاف حسبما أفادت وكالة الانباء الايطالية (أنسا)، أن المهاجرين كانوا من الجزائر ومصر والصومال ونيجريا والسنغال ومالي وزامبيا وغانا، بالاضافة إلى بنجلاديش، مشيرا إلى أن المهربين الذين كانوا يعملون في القارب، كانوا قد أغلقوا بوابات الخروج في الطوابق السفلى من القارب.
ومن المقرر أن يتم نقل باقي الناجين إلى كاتانيا على متن نفس القارب التابع لخفر السواحل والذي نقل الجثث إلى فاليتا. وأوضح رينزي أنه في حال العثور على المزيد من الجثث، فسيتم نقلها إلى ليبيا.
وفي حال تأكدت حصيلة القتلى، فإن الحادث سيكون الاسوأ في تاريخ البحر المتوسط المعاصر.
وقد وقع الحادث على بعد 130 ميلا بحريا شمال الشواطئ الليبية. وتقول قوات خفر السواحل الايطالية إن المهاجرين الذين كانوا على متن القارب يحتمل أنهم اندفعوا إلى أحد جانبيه للتلويح لقارب برتغالي تصادف مروره، ما أدى إلى انقلاب قاربهم.
وصلت إلى مالطا صباح اليوم الاثنين جثث 24 مهاجرا غير شرعي، في واحدة من أسوأ الحوادث المأساوية التي وقعت في البحر المتوسط.
ومن المقرر أن يجري رينزي ونظيره المالطي جوزيف موسكات مباحثات في روما. وقال موسكات في حديث لصحيفة "تايمز أوف مالطا": "لا يمكن أن يستمر ذلك.. إن الحكم الذي سيصدر بحق هؤلاء الذين يسمحون لذلك بأن يستمر سيكون قاسيا".