قالت صحيفة الحياة اليوم الاثنين (20 ابريل/ نيسان 2015) انه وبعد خمس سنوات أمضاها عميداً لـ «معهد الشئون الدولية» في باريس، أعلن الوزير اللبناني السابق غسان سلامة استقالته من المعهد أمس الأحد.
وكان سلامة، وهو أيضاً مبعوث دولي سابق إلى العراق، أسس المعهد عام 2010 وأداره وجعل منه خلال سنوات أكبرَ معهد من نوعه في العالم يخرج سنوياً حوالي 650 طالب، يأتون إليه من نحو 120 دولة لينالوا شهادة «ماجستير» في مختلف مجالات الشئون الدولية، كالسياسات الاقتصادية والصحة العامة والطاقة والأمن وحقوق الإنسان والبيئة والتنمية والعلوم السكانية. كما ضم المعهد سبع برامج خاصة بالدراسات الإقليمية عن مختلف مناطق العالم، من بينها برنامج خاص بالدراسات العربية والإسلامية.
واستقطب المعهد، إلى جانب الكادر التعليمي العالي المستوى، عدداً من الشخصيات العاملة في المجال العام، والتي ارتأت إشراك طلابه بتجربتها العملية الثرية، ومن بينها الأخضر الإبراهيمي الأمين العام المساعد سابقاً للجامعة العربية (ومبعوث الأمم المتحدة)، وميغيل أنخل موراتينوس وهوبير فيدرين، وزيرا الخارجية السابقان في كل من إسبانيا وفرنسا، وهاورد ديفيس الرئيس السابق لمعهد الدراسات الاقتصادية في لندن (لندن سكول أوف إيكونوميكس)، إضافة إلى رئيس مصرف «رويال بنك أوف سكوتلاند» وبول كوليير، العالم المعروف في مجال اقتصاد التنمية، وإنريكو ليتا، رئيس مجلس الوزراء الإيطالي السابق، وأوليفيه دو سكوتر المفوض الأممي لمبادرة «الحق بالغذاء» وغيرهم.
وتحول المعهد خلال سنوات قليلة إلى منبر للحوار في الشؤون الدولية من خلال مؤتمرات علمية واسعة، عن النزاعات الأفريقية والحد من الإسراف باستعمال حق النقض في مجلس الأمن وتحولات العالم العربي ومفاوضات التغير المناخي. وحاضر في أرجائه عدد كبير من الشخصيات الزائرة، منهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسلفه كوفي أنان والمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ورئيس غينيا ألفا كوندي ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
كما تمكن المعهد من توقيع عدد من الاتفاقات مع جامعات بارزة في العالم تبادل معها المدرسين والطلاب مثل جامعتي «كولومبيا» و «جورجتاون» وجامعة بكين ومعهد لي كوان يو في سنغافورة ومعهد الدراسات الاقتصادية في كل من لندن واستوكهولم.
وفي رسالة مؤثرة، شكر سلامة الجهاز التدريسي والإداري الذي عاونه في تحقيق هذا الإنجاز، كما شكر الطلاب للثقة التي أولوها للمعهد تهيئة لمستقبلهم المهني.
ويتوقع أن يعلن عن اسم من سيخلف سلامة خلال أسبوع أو أسبوعين، فيما اكتفى الوزير والمبعوث الدولي السابق بالقول إنه يرحب بخلف له ملء الثقة بقدراته على المحافظة على المركز المرموق الذي تمكن المعهد من الفوز به خلال سنوات قليلة وعلى دفعه نحو إنجازات جديدة.