رصدت «الوسط» صباح أمس (الأحد) معاناة المواطنين من إغلاق النفق الواقع بين عالي وبوري إذ اضطر العديد من أهالي القريتين السير على أقدامهم لإيصال أطفالهم من وإلى المدرسة أو الروضة. وقد فتح هذا المشهد من جديد التساؤلات عن جدوى استمرار إغلاق شارع جري الشيخ الذي لو لم يكن مغلقاً لكان إغلاق النفق أخف ضرراً.

وقد عبر كل من العضو البلدي عبدالله عاشور والنائب البرلماني رؤى الحايكي بالإضافة للعضو البلدي السابق يوسف البوري عن تحركات من الطرفين لفتح هذا الشارع معتبرين الضرر مشترك بين أهالي منطقة جري الشيخ والقرى القريبة. وكشف البوري عن لقاء كان من المفترض أن يقام بين وفد من أهالي المنطقة وإحدى الشخصيات التي تسكن منطقة جري الشيخ إلا أن هذا اللقاء تم تأجيله بسبب سفر بعض من وفد الأهالي.

وقد تواجدت «الوسط» منذ الصباح أمام نفق عالي وبوري ورصدت معاناة الأهالي في إيصال أبنائهم للمدارس والروضات. كانوا يوقفون سياراتهم قرب النفق ويواصلون مع أطفالهم سيراً على الأقدام ومن ثم يعودون لسياراتهم، وأول رصد كان لسيدة عائدة من توصيل طفلها لمدرسته الواقعة في الجهة المقابلة، وفور عبورها النفق ركبت سيارتها وغادرت. يفعلون ذلك لأن الطرق البديلة قد تستغرق وقتاً أطول كما صرح بذلك علي محمد الذي عبر النفق سيراً على الأقدام مع طفله كي يوصله الروضة الموجودة في بوري: «أعتقد أن إيصال ابني للروضة بهذه الطريقة أسهل من سلك الطرق البديلة بالسيارة. فكي أذهب لبوري عليّ أن أسلك طريق دوار الساعة وبالتأكيد هذا الشارع يتعرض لضغط وازدحام بسبب إغلاق النفق».

أما سائق الباص محمد حبيب الذي كان ينتظر وصول أطفال من جهة بوري لنقلهم للمدرسة الخاصة التي يعمل لصالحها فقال: «عندما يغلق النفق يتعقد موضوع توصيل الطلبة. وبدلاً من قطع المسافة في عشر دقائق قد تستغرق العملية أكثر من نصف ساعة. ولو كان شارع جري الشيخ مفتوحاً لكانت المعاناة أقل».

وليست المعاناة محصورة فقط على توصيل الطلبة فمحسن ميرزا معاناته مختلفة إذ يسكن عالي ولديه عمال يسكنون في بوري وهو الذي يوصلهم لعملهم كل صباح. وعندما يغلق النفق يعاني هو الآخر: «في هذه الحالة أتصل للعمال وأنتظرهم بالقرب من النفق فيأتون سيراً على الأقدام. يتذمرون من طول المسافة لكنني لا أملك خياراً آخر فالطرق البديلة مزدحمة ولو سلكتها سأضيع الكثير من الوقت».

ثلاثة طلاب متدربين في إحدى الورش في بوري أيضاً اشتركوا في المعاناة. فكل يوم يوصلهم أحد أقربائهم بسيارته من عالي إلى منطقة بوري ومنذ إغلاق النفق يذهبون سيراً على الأقدام «أخبرنا قريبنا الذي يوصلنا للورشة كل يوم أنه لو كان شارع جري الشيخ مفتوحاً لأوصلنا عن طريقه، لكنه مغلق والخيارات الأخرى تعني أنه سيتأخر عن دوامه لذلك نقطع المسافة سيراً على الأقدام».

الأهالي يجدون أن إغلاق شارع جري الشيخ هو ما يعمق الأزمة وليس إغلاق النفق. مؤكدين أن إغلاق النفق لم يكن ليؤثر عليهم إلى هذا الحد لو كان شارع جري الشيخ مفتوحاً متسائلين عن المدة التي سيبقى فيها هذا الشارع مغلقاً.

ليس أهالي عالي وبوري فقط من يتمنون فتح هذا الشارع، فأهالي جري الشيخ كذلك أيضاً. وذلك ما أكده العضو البلدي السابق يوسف البوري: «تحدثت مع أهالي جري الشيخ وبينوا لي رغبتهم في أن يفتح هذا الشارع لكنهم بحاجة للاطمئنان وعدم تكرار ما حدث مطلع الأزمة في 2011، وقد عاتبوني سابقاً بسبب تطرقنا للمعاناة الناجمة عن إغلاق الشارع من طرف واحد وذلك في تقرير سابق نشر في «الوسط»، مؤكدين أن لهم معاناة أيضاً كما لنا ويُراد لهذا الشارع أن يفتح».

وأضاف «النفق كان يغلقاً في عدة مناسبات في السنوات الثلاث الماضية. وعلى سبيل المثال كان النفق يغلق في فبراير/ شباط من كل عام بعد الأزمة السياسية إلا أن فبراير هذا العام لم يغلق فلم نشهد أي حادثة، وجرت الأمور بشكل طبيعي. لذلك على المعنيين أخذ خطوات جريئة وفتح هذا الشارع حتى لو كان لفترة تجريبية ورؤية كيف ستسير الأمور. كما توجد حلول أخرى كوضع نقطة أمنية. فبقاء الوضع كما هو عليه الآن يوجه رسالة سلبية وكأن هناك تهديد من مكون لمكون آخر وهذا ما لا نريده وقد أوصلت هذه الرسالة لمن نتواصل معهم من أهالي جري الشيخ».

وكشف البوري عن وجود تحركات تهدف لفتح الشارع «عقدنا العزم أن نزور إحدى الشخصيات البارزة في منطقة جري الشيخ وكان معي مجموعة من شخصيات قرية عالي وبوري وقد رحب بفكرة الزيارة وكان على علم بأنها لإعادة فتح هذا الشارع ومحاولة تليين المواقف من أجل المصلحة العامة إلا أن الزيارة تأجلت بسبب سفر بعض الشخصيات التي كان من المفترض أن تتواجد».

ونوه «التقيت قبل أيام بالنائب رؤى الحايكي وتحدثنا عن ضرورة التحرك من جديد ولقاء بعض الشخصيات وإنهاء أزمة هذا الشارع».

التحركات لفتح هذا الشارع لم تكن قصراً على أهالي بوري وعالي وكذلك المطالبة بفتحه. هذا ما أشار له العضو البلدي عبدالله عاشور في قوله: «العضو البلدي عبداللطيف محمد كانت له تحركات لإعادة فتح الشارع برغبة من الأهالي كما أن عضواً بلدياً بمنطقة مدينة حمد اتصل بي يسألني عن سبب عدم فتح هذا الشارع وأن أهالي مدينة حمد يطالبون بفتحه لتخفيف الازدحام أمام دوار الساعة». وكشف عاشور عن خطوات قادمة لإعادة فتح الشارع «سنسعى للعمل كبلديين بشكل جماعي وسنخاطب عدة جهات معنية كوزارة الداخلية ووزارة الأشغال للاستفسار عن سبب بقاء الشارع مغلقاً وعن إمكانية فتحه وسنشير إلى معاناة المواطنين من بقائه مغلقاً».

النائب رؤى الحايكي تحدثت عن وجود اتصالات كثيفة من قبل الأهالي تطالبها بإعادة فتح هذا الشارع بأسرع وقت ممكن إلا أنها ترى أن التعجل في ذلك قد يكون له مردود سلبي «أعمل بشكل هادئ وحذر لإعادة فتح هذا الشارع عن طريق إجراء اتصالات ولقاءات مع شخصيات معنية. لا أريد الاندفاع والتعجل فيحدث سوء فهم قد يغلق الشارع بشكل نهائي».

وعن نوع هذه التحركات أجابت «لا أريد ذكر تفاصيل حالياً لكن هناك تحركات جدية ومحادثات تمهيدية إلا أنها لم تصل بعد لمرحلة اتخاذ القرار. وأحاول التواصل والتعاون مع العضوين النيابي والبلدي لمنطقة جري الشيخ والعمل على حل هذه المشكلة بشكل نهائي».