قدمت شركة «بي أيه إي سيستمز» (BAE Systems)، ومقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، ورش عمل لمجموعة من طلبة المرحلة الإعدادية، لتشجيعهم على الانخراط في تخصصات العلوم والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا.
والتقت «الوسط» فريقاً من شركة «بي أيه إي سيستمز» في فرعها بالبحرين، وممثلين عن المجلس الثقافي البريطاني، الذي نسقت الشركة معه، بمشاركة وزارة التربية والتعليم لتنظيم ورش العمل.
وفي هذا الصدد، قالت مسئولة الإعلام لشركة «بي أيه إي سيستمز» في منطق الشرق الأوسط لويس روبسون: «كجزء من برنامجها التوعوي المستمر بشأن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، نظم مهندسان عن الشركة هذه الورش في مدرستين للبنين وآخريين للبنات في البحرين، وذلك خلال الفترة من 13 إلى 16 ابريل/ نيسان الجاري».
وأضافت «قدم كل من المهندسين في قسم الطيران من شركة (بي أيه إي سيستمز) في المملكة المتحدة، مارك بويل وصوفي هاركر، شرحاً لأهمية مثل هذه التخصصات العلمية، ومنحا الطلاب نظرة جديدة على المسارات الميدانية والمهنية للهندسة، إذ قدم كل من بويل وهاركر إلى البحرين لتقديم ورش العمل هذه وإلهام الطلبة بشأن هذه التخصصات، وقدما عدداً من الإيجابيات الشخصية والمهنية التي رافقت اختياراتهما المهنية، وأجابا على أسئلة الطلبة الذين أبدوا حماسا كبيرا بشأن الموضوع».
وأشارت إلى أن ورش العمل التي تم تقديمها كانت بحضور نحو 90 طالباً وطالبة من المدارس الأربع، موزعين على ثلاث ورش عمل في كل مدرسة، مشيرة إلى أن عدد الطلبة الكلي الذين حضروا الورش يتراوح بين 330 و360 طالباً.
وأوضحت روبسون أن ورش العمل هذه تعتبر الثانية من نوعها التي تقدمها الشركة لطلبة البحرين، إذ كانت قد قدمت ورش عمل في شهر (ديسمبر/ كانون الأول 2014)، وأن كل ورشة ركزت على تطوير الأفكار والعمل المشترك على مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لتشجيع العمل الجماعي والتفكير المنظم في إنجاز المهام.
وأكدت أن الشركة وقبل أن تعد برنامج ورش العمل، نسقت مع وزارة التربية والمجلس الثقافي البريطاني للتأكد من توافق برنامج الورش مع ما يتعلمه الطلبة في مرحلتهم الدراسية، ومن إمكانية إسهام مثل هذه الورش في إلهام الطلبة بمستقبلهم الدراسي.
ولفتت روبسون إلى أن ورش العمل الأخيرة ركزت على مبادئ عمل المغناطيسيات وتطبيقاتها الصناعية من التصميم والتصنيع إلى عجائب الهندسة المدنية الحديثة، وتم تعريف الطلبة بالمجالات المغناطيسية عبر استخدام برادة الحديد، وعلى أقوى المغناطيسيات في العالم والعلوم الكهرومغناطيسية، كما ربط مقدما ورش العمل ما قدماه من تجارب علمية بمنهج العلوم الحالية للطلبة، وذلك في إطار تطبيق المفاهيم خارج الفصل الدراسي.
وقالت: «ورش العمل بشأن المغناطيس حمَّست الطلبة لمعرفة استخداماته، حتى أن بعض الطلبة الذين أبدوا رغبتهم في دراسة الطب مستقبلا، تساءلوا عن استخدامات المغناطيس في مجال الطب».
وتابعت: «سنكون سعداء لو علمنا بعدد ورش العمل هذه، هناك من الطلبة من يودون تغيير توجهاتهم بشأن مستقبلهم الوظيفي، ليدرسوا أحد تخصصات العلوم أو الهندسة أو الرياضيات أو التكنولوجيا».
وفيما إذا كان لدى الشركة توجه لتقديم مثل هذه الورشة لطلبة المدارس الخاصة، أبدت روبسون عدم ممانعة الشركة ذلك، إلا أنها أكدت أن المدارس الحكومية في الوقت الحالي تمثل أولوية لهم.
وقالت: «إن تقديم مثل هذه الورش، يعطينا فرصة لمعرفة توجهات الطلبة نحو تخصصات العلوم، كالفيزياء تحديداً، والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة، وهو برنامج تكميلي لما نقوم به في المملكة المتحدة. ومن خلال تجربتنا لاحظنا أن العديد من الطلبة يرون أن هناك حاجة رئيسية لمثل هذه التخصصات، وما نقوم به هو مساعدة الطلبة على التفكير في الانخراط في هذه المجالات كمستقبل وظيفي».
وأضافت: «كشركة فإننا نوظف مهندسين يمثلون جميع التخصصات، لكن نقل ما لدينا من خبرات بشأن المعرفة العلمية يدعم مستقبل الطلبة، ومن هنا كانت فكرة تركيز ورش العمل على متعة استخدام التكنولوجيا، ولذلك اخترنا أن يقدم هذه الورش مهندسان شابان من الشركة».
وختمت روبسون حديثها بتأكيد التزام شركة «بي أيه إي سيستمز» في البحرين وحول العالم، بدعم وتنمية مهارات الشباب، ويهدف برنامجها التوعوي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلى إشراك وإلهام وحفز الطلبة لاستكشاف طموحاتهم المهنية في هذه المجالات، وأن الشركة التي تقدم الدعم والصيانة لطائرات التدريب النفاثة «هوك» في سلاح الجو الملكي البحريني، قدمت عدداً من ورش العمل هذه لتثقيف الطلاب في المنطقة بهذه التخصصات.
أما هاركر، وهي خريجة هندسة وتعمل لدى الشركة، فأشارت إلى أنها ركزت في ورش العمل التي قدمتها إلى الطلبة على استخدامات المغناطيس؛ لأنه قد يشكل مجالا ممتعا للطلبة في مرحلتهم الدراسية، وقالت: «ركزنا على موضوع برادة الحديدة، وهو أمر جديد بالنسبة إلى الطلبة، وربطناه بما يرونه في حياتهم اليومية، وكان من الواضح خلال ورش العمل أن عدداً قليلاً من الطلبة هم من لديهم معرفة سابقة بمثل هذه التجارب».
وأضافت «عرضنا على الطلبة نموذجاً بحجم قطعة مغناطيس لا يتجاوز وزنها عشرة غرامات ويمكنها رفع سيارة، وهي معلومة، أبدى الطلبة حماسة كبيرة بشأنها، كما عرفناهم كذلك بأنه في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية يوجد أكثر مغناطيس قوة في العالم».
وذكر بويل، وهو مهندس متدرب في الشركة، أنه قدم للطلبة، خلال ورش العمل التي قدمها، استخدامات المغناطيس بصورة عملية، وركز على قوة المغناطيس، واستخداماتها في مجال الطب.
وأشار إلى أن عدداً من الطلبة وجهوا إليه أسئلة بشأن ما إذا بإمكانهم أن يكونوا جزءا من الشركة بينما يكملون دراستهم الجامعية أسوة بما يقوم به.
من جانبه، قال نائب رئيس شركة «بي أيه إي سيستمز» لمنطقة الشرق الأوسط، أندرو همفريز: «إن التعاون بين القطاعين العام والخاص يتيح انطلاقة قوية للشباب البحريني لممارسة المهن المجزية في مجالات العلوم والهندسة. ونحن ممتنون للغاية لوزارة التربية والتعليم والمجلس الثقافي البريطاني في البحرين، لإتاحة الفرصة لمشاركة خبرات الابتكار لإلهام الطلبة الذين هم المستقبل المشرق للبحرين، ونتطلع إلى مواصلة هذه الشراكة خلال السنوات المقبلة».
فيما أكدت كل من مديرة مشروع اللغة الإنجليزية في المجلس الثقافي البريطاني نورة الصباح، ومنسقة البرامج في المجلس كوثر العرب، أن المجلس وبالتنسيق مع وزارة التربية حرصا أثناء اختيار المدارس التي تستضيف ورش العمل، على أن تكون فيها مساواة جندرية وتمثيلاً لمختلف مناطق البحرين.
وقالت العرب: «نسقنا مع وزارة التربية للتأكد من أن مضمون ورش العمل يتناسب ومستوى الصف الثالث الإعدادي، الذين يكونون في عمر الـ15 عاماً، وهي المرحلة ذاتها التي يبدأ فيها الطلبة اختيار مسارهم الأكاديمي في المرحلة الثانوية تمهيدا لاختيار تخصصهم الجامعي لاحقاً، وهي مرحلة مناسبة لرفع وعيهم بشأن أهمية دراسة تخصصات الهندسة والعلوم والرياضيات والتكنولوجيا».
وتابعت «كان من الواضح خلال ورش العمل أن مصادر بعض الطلبة كانت أفضل من الآخرين، وذلك وفقا للأسلوب الذي يعتمده المعلمون في التدريس، والذين يعتمد بعضهم على إجراء التجارب العملية لطلبتهم، بينما يلتزم الآخرون بخطة المنهج الدراسية حرفيا من دون تدعيمها بالتجارب العلمية، ومن هنا برزت أهمية ربط ما تم تقديمه من ورش عمل بالمنهج الدراسي». وعن أسباب عدم تقديم ورش العمل لطلبة المرحلة الثانوية، أوضحت العرب أن وزارة التربية ارتأت عدم إمكان ذلك بسبب ارتباط طلبة المرحلة الثانوية بنظام الساعات المعتمدة.
يشار إلى أن شركة «بي أيه إي سيستمز»، تقوم بتصنيع المنتجات والخدمات الدفاعية، ومضى على تواجدها في البحرين نحو عقدين.
العدد 4608 - الأحد 19 أبريل 2015م الموافق 29 جمادى الآخرة 1436هـ