قال زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي أمس الأحد (19 أبريل/ نيسان 2015) إن جماعته على استعداد لإعطاء الحكم الذاتي للجنوبيين لإدارة شئون مناطقهم ومحافظاتهم، مضيفاً «سنتيح المجال للجنوبيين ليكونوا هم المعنيون بإدارة كافة شئونهم، ونحن سنكون متواجدين هناك بالقدر الضروري فقط».

وأكد الحوثي في خطاب متلفز «عدم الاستسلام» أمام الضربات الجوية التي يشنها تحالف عربي على المتمردين بقيادة السعودية والتي تحمل اسم عملية «عاصفة الحزم».

أمنيّاً، قُتل 85 شخصاً في غارات جديدة للتحالف العربي وفي مواجهات وقعت الليلة قبل الماضية بين الحوثيين وحلفائهم والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور في عدة مدن.

مقتل 85 شخصاً في معارك وغارات جديدة في اليمن

الحوثي: يؤكد «عدم الاستسلام» أمام قصف «عاصفة الحزم»

صنعاء - أ ف ب، د ب أ

أكد زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي أمس الأحد (19 أبريل/ نيسان 2015) «عدم الاستسلام» أمام الضربات الجوية التي يشنها تحالف عربي على المتمردين بقيادة السعودية والتي تحمل اسم عملية «عاصفة الحزم».

وقال الحوثي في خطاب متلفز «لن يستسلم شعبنا اليمني العظيم أبداً، فهو صامد وثابت»، وذلك في اليوم الخامس والعشرين من العملية العسكرية لوقف تقدم الحوثيين نحو جنوب اليمن. وأضاف «من حق شعبنا اليمني أن يتصدى... وأن يواجه... بكل الوسائل وأن يستفيد من كل الخيارات المتاحة»، داعياً اليمنيين إلى «الصبر والمثابرة ورص الصفوف وتعزيز التكاتف الداخلي».

ولفت إلى أن غارات التحالف العربي أسفرت عن مقتل «مئات الأطفال وعدد من النساء» من دون أن يدلي بأرقام.

وفي السياق نفسه، رفض الحوثي القرار الأخير الذي أصدره مجلس الأمن الدولي وحض فيه الحوثيين على الانسحاب من المناطق التي احتلوها في اليمن، إضافة إلى فرضه حظر سلاح عليهم، ووصفه بأنه «غير عادل ولم يكن مفاجئاً».

وأضاف أن «المشكلة السياسية (في اليمن) هي شأن داخلي ولا يمكن لـ (السعودية) أن تتدخل فيه».

وفيما يتعلق بالجنوب، قال الحوثي إن جماعته على استعداد لإعطاء الحكم الذاتي للجنوبيين لإدارة شئون مناطقهم ومحافظاتهم، مضيفاً «سنتيح المجال للجنوبيين ليكونوا هم المعنيون بإدارة شئونهم كافة، ونحن سنكون متواجدين هناك بالقدر الضروري فقط».

وانتقد الحوثي موقف الأحزاب والقوى اليمنية كافة التي أيدت الضربات الجوية، ولاسيما حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) وقال «إنهم مع موقف إسرائيل وأميركا وهم يتحملون مسئولية الدماء التي سفكت في اليمن».

ميدانياً، قتل 85 شخصاً في غارات جديدة للتحالف العربي وفي مواجهات وقعت الليلة قبل الماضية بين الحوثيين وحلفائهم والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدة مدن، بحسب مصادر طبية ومسئولين محليين.

وقال مسئول محلي كبير إن المعارك الأكثر عنفاً وقعت في مدينة الضالع الجنوبية حيث قتل 31 من المتمردين الحوثيين و17 من خصومهم، موضحاً أن المتمردين استهدفوا أيضاً بغارات جوية. ووقعت مواجهات أخرى في عدن كبرى مدن الجنوب وفي تعز المدينة الكبيرة الواقعة جنوب غرب صنعاء والتي تعرضت أمس لعدد كبير من الغارات.

وشارك في المواجهات مع الحوثيين «اللواء 35 مدرع» الموالي لهادي والمرابط في تعز.

وقال أطباء ومسئولون محليون إن عشرة حوثيين وأربعة من المقاتلين الموالين لهادي قضوا في تعز. وفي عتق كبرى مدن محافظة شبوة (جنوب) قتل سبعة من الحوثيين في هجوم ليلي على مواقعهم شنه مسلحون في قبائل في المنطقة، حسبما ذكرت مصادر قبلية.

وفجر أمس، شنت طائرات التحالف عدة غارات استهدفت مواقع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتحالفة مع الحوثيين. وبحسب مراسل «فرانس برس»، فإن طائرات التحالف قصفت مبنى معسكر قوات الأمن الخاص في حي كلابه بوسط تعز.

وفي عدن استمرت المواجهات المسلحة طوال ساعات في أحياء كريتر وخور مكسر ودارسعد، بين الحوثيين والمقاومة الشعبية، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً بينهم 11 حوثياً وخمسة من عناصر «المقاومة الشعبية» المناهضة للحوثيين بحسب مصادر محلية.

وأكد مصدر عسكري من القوات الموالية لهادي أن «المقاومة الشعبية تمكنت من إبعاد الحوثيين من منطقة الكورنيش في خورمكسر واستعادت السيطرة على منزل الرئيس هادي وعلى مبنى القنصلية الروسية».

وفي سياق آخر، قتل ثلاثة من عناصر «القاعدة» في غارة جوية لطائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية استهدفت مركبة لـ «القاعدة» في بلدة الصعيد بمحافظة شبوة الجنوبية، بحسب زعيم قبلي.

وفي مواجهة تدهور الوضع الإنساني، أعلنت الرياض أمس الأول أنها قررت منح الأمم المتحدة مساعدة قدرها 274 مليون دولار مغطية بذلك النداء الأممي لتمويل العمليات الإنسانية في اليمن بشكل كامل.