العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ

المواقع الأثرية في البحرين: حلقة الوصل مع الجذور

يحتفل العالم في الثامن عشر من شهر أبريل/ نيسان من كل عام باليوم العالمي للمعالم والمواقع الأثرية، والذي يصطلح عليه أيضاً باسم يوم التراث العالمي، وهو اليوم الذي اقترحه المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) في العام 1982م والتي وافقت عليه الجمعية العامة لليونسكو في العام 1983م، والهدف منه تعزيز الوعي بشأن تنوع التراث الثقافي للبشرية، ولمضاعفة الجهد في حماية هذا التراث والمحافظة عليه (أنظر موقع icomos.org لمزيد من التفاصيل). وتعتبر الآثار والمواقع الأثرية جزءاً من هذا التراث البشري الذي يجب الحفاظ عليه. في البحرين، العديد من هذه المواقع تناقصت مساحتها، وأزيل بعضها، وقل الاهتمام بها، بل إن هناك من لا يدرك أهمية هذه المواقع في صياغة التاريخ البشري على هذه الأرض. ليست هذه دعوة للحفاظ على هذه المواقع فقط، بل هي دعوة للتأمل في مدى أهميتها وارتباطها بتاريخ وجودنا، وامتداد جذورنا.

للأسف الشديد، قليل من الدراسات المنشورة التي حددت لنا المواقع التي عثر بها على آثار قديمة في البحرين، على الرغم من وجود، في الحد الأدنى، أربع دراسات متخصصة في عمليات مسح المواقع الأثرية في البحرين، وهي الدراسات التي قامت بها كل من البعثة الدنماركية والبعثة البريطانية، والبعثة الفرنسية، بالإضافة لتلك التي قام بها Larsen. وقد قام Larsen، بنشر نتائجه بالإضافة لنتائج البعثة الدنماركية والبعثة البريطانية، وذلك في كتابه Life and Land Use on the Bahrain Islands، وذلك في العام 1983م. ومازال هذا الكتاب يعتبر المرجع الأساسي لأي دراسة تناقش تاريخ الاستيطان في البحرين؛ فالكتاب يعتبر محاولة جادة لدراسة نموذج تطور المجتمع البحريني منذ حقب ما قبل دلمون وحتى الحقبة الإسلامية الأخيرة وذلك من خلال دراسة تاريخ الاستيطان في المناطق المختلفة في البحرين. وقد أحصى Larsen قرابة 233 موقعاً عثر فيه على آثار أمكن من خلالها تحديد نوعية الموقع (استيطان أو مقبرة)، وتاريخ الموقع. وسوف نحاول في هذا الموضوع إعطاء ملخص عام لتلك المواقع ونعطي ملخصاً لنموذج الاستيطان في البحرين بصورة عامة.

ما قبل دلمون وحقبة جمدة نصر

نعلم أن أرض البحرين بدأ الاستيطان فيها منذ أن تكونت كجزيرة، إلا أن هوية الجماعات التي استوطنتها غير محددة فلا يوجد شيء خاص بها يمكن أن نجعل منه رمزاً لهويتها، كل ما نعلمه أن ما عثر عليه شبيه باللقى الآثارية التي عثر عليها في مناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية (Cleuziou 1999). ومنذ بداية الحضارة في جنوب الرافدين نشأت هناك علاقة بين الجنوب الرافدي وبين الساحل الشرقي للخليج العربي وبالتحديد في الحقبة العُبيدية الممتدة ما بين 5300 - 4300 ق. م. (Carter 2006). وبدأ ظهور فخار العُبيد في البحرين منذ نهاية الألف الخامس الميلادي؛ حيث وجدت هذه الكسر بشكل خاص في مستوطنات صيادي السمك في منطقة المرخ (ليست هي قرية المرخ)، وعالي ومنطقة أخرى بالقرب من الدراز وبني جمرة و قرية المرخ، وكانت قد وجدت أثار أقدم من فخار العبيد في سار (Cleuziou 1999، Larsen 1983).

بعد ذلك حدثت قطيعة بين الجنوب الرافدي وشرق الجزيرة العربية، وربما يعود ذلك لتغير الظروف المناخية التي أدت إلى أن تكون منطقة شرق الجزيرة العربية شبه خالية من السكان (Uerpmann 2003). ثم بدأت العلاقات تعود قرابة العام 3300 ق. م.، أي في حقبة جمدة نصر؛ حيث تشير اللقى الآثارية المتراكمة التي عثر عليها في البحرين لوجود لقى مهمة تعود لحقبة جمدة نصر 3200 - 3000 ق. م. هذه اللقى تشير بوضوح لوجود استيطان في جزر البحرين منذ بداية ذكر دلمون في حضارة وادي الرافدين. وقد عثرعلى هذه الآثار في ثلاثة مواقع أساسية هي: الحجر، وشرق كرزكان، وموقع معابد باربار. وبذلك تعتبر هذه المواقع أولى محطات الاستيطان الحضري في البحرين.

مدن دلمون المفقودة

مما سبق نستنتج وجود مستوطنات في البحرين سبقت حقبة دلمون، إلا أن مسألة البحث عن هذه المستوطنات الأولية، تعتبر شائكة، ولم يتم البحث فيها حتى الآن بصورة مفصلة. والأكثر تعقيداً منها، مسألة البحث عن المستوطنات أو المدن الدلمونية. فقد سبق أن أشرنا في سلسلة مقالات سابقة أنه من المرجح أن دلمون كانت تتكون من عدة مقاطعات أو مدن صغيرة ولكل مدينة ملك محلي يحكمها. بالإضافة لوجود مقر الحكم الرئيسي في موقع قلعة البحرين والذي يوجد فيه قصر الملك الدلموني المطلق (Laursen 2008، 2010). وعلى الرغم من المساحة الشاسعة التي تغطيها تلال القبور والمنتشرة في العديد من مناطق البحرين، إلا أنه لم يعثر إلا على عدد قليل من المستوطنات أو المدن الدلمونية. وقد تم تحديد تسع مواقع نشأت بها مدن أو قرى دلمونية، سبق أن تناولناها بصورة مفصلة، وهي: موقع رأس القلعة، وكرانة، وباربار، وما بين الدراز وباربار، والحجر، وجبلة حبشي، وجدحفص، وسار، والمالكية.

مواقع الحقبة الهلنستية

الحقبة الهلنستية هي الحقبة الممتدة من القرن الرابع قبل الميلاد وحتى ظهور الإسلام، وتقسم لعدة أقسام فرعية، وقد تناولناها بالتفصيل في سلسلة سابقة. وفي ما يخص المواقع الأثرية التي توجد في البحرين وتعود لهذه الحقبة، فيمثلها بصورة أساسية المدينة الخامسة في موقع قلعة البحرين، بالإضافة لعدد من المقابر الهلنستية المتفرقة. ويضاف إلى ذلك أثر مهم وهو بقايا نظام القنوات التحت أرضية المرتبط بالعيون الطبيعية، والذي يُرجح بناؤه في الحقبة الساسانية، أي قرابة القرن الرابع الميلادي، (Lightfoot 2000) (Larsen 1983، p. 85). وهناك من يرجح أن نظام القنوات، في كل الجزيرة العربية، ظهر في الحقبة الأخمينية (ما بين القرنين السادس والثالث قبل الميلاد) (Schade 2011، p. 5).

ويجب التأكيد على حقيقة مهمة وهي، كلما اختفت أو طمست أثار معينة ضاع معها جزء من التاريخ. يذكر أن غالبية آثار الحقبة الهلنستية تقع بين القرى الحالية، وقد تعرض جزء كبير منها للطمس أو الإزالة؛ حيث أن غالبية نظام القنوات المائية تم دفنه أو البناء عليه، وتم إزالة العديد من تلال المقابر الهلنستية، فعند ما ينظر الآن لتلال القبور الهلنستية المنتشرة بين قرى البحرين وبالخصوص على طول شارع البديع سنجد بعض التلال، التي يحتوي كل تل منها على عدد من القبور، متناثرة هنا وهناك بين القرى، إلا أن أعداد هذه التلال كان أضعاف ما هو موجود. وقد تم تحديد قرابة تسعة عشر موقعاً توجد فيه المقابر الهلنستية، ويمكن توزيع هذه المقابر في ثمان مجموعات متقاربة، وربما تكون كل مجموعة منها تابعة لمكان استيطان بالقرب منها:

- المنامة (موقع سوق المقاصيص القديمة)

- أم الحصم، وأبو عشيرة، وبالقرب من مدينة عيسى.

- جزيرة النبيه صالح.

- جد حفص، والحجر، والمقشع، وكرانة.

- الشاخورة، وأبو صيبع، وباربار، والدراز وسار.

- عالي، وبوري، وبالقرب من مدينة حمد.

- كرزكان.

- دار كليب.

يفترض Salles أن كل مجموعة من هذه المجموعات من المقابر الهلنستية يفترض أن تكون تابعة لموقع استيطان (Salles 1986)، إلا أنه لا يمكن العثور إلا على موقع استيطان واحد وهو رأس القلعة؛ لهذا السبب تم ترجيح وجود موقع استيطان لكل مجموعة اعتماداً على معطيات آثارية معينة (Salles 1986). حول هذا الترجيح، لا تختلف منهجية Salles عن Larsen الذي ربط بين هذه المقابر والزيادة السكانية في الحقبة الهلنستية مع ظهور نظام القنوات أو الأفلاج المسمى محلياً (افگب أي ثقب) (Larsen 1983، pp. 84-85).

الحقبة الهلنستية المتأخرة

تعتبر الحقبة الواقعة بين 400م - 700م وهي حقبة العصر الجاهلي، أو الحقبة الساسانية، وتليها حقبة صدر الإسلام، الحقبة الأكثر ندرة في التمثيل في المناطق الأثرية في البحرين بصورة عامة. وقد اعتقد البعض أن في هذه الحقبة هُجرت جزيرة البحرين الكبرى وتركز الاستيطان في جزيرة المحرق. إلا أن الدراسات الآثارية تشير لوجود مواقع استيطان في جزيرة البحرين تعود لهذه الحقبة؛ حيث تم تحديد بعض المواقع في الحقبة ما بين (400 - 700 م)، والتي يُرجح أنها موانئ البحرين القديمة التي ارتبطت بمواقع الاستيطان في هذه الحقبة، وهي ثلاث مواقع أساسية، الأول في جزيرة المحرق بالقرب من قلعة عراد، حيث أكتشف بئر يحتوي على العديد من قطع الفخار الساساني (Kervran 2005، p. 247)، ويرجح أن يكون هناك ميناء في مكان ما على جزيرة المحرق قريب من هذا الموقع. أما الموقع الثاني فيقع في موقع سار الأثري؛ حيث عثر فيه على مبنى يرجح أنه معبد ساساني (Kervran 2005، p. 247)، وأقرب ساحل لهذا الموقع هو ساحل فاران القديمة. والموقع الثالث يقع على الساحل الشمالي لجزيرة أوال بالقرب من معابد باربار، حيث أكتشف فخار ساساني بالإضافة إلى تمثال بارثي - ساساني، يعود للقرنين الثالث/ الرابع الميلاديين، وقد رُجح أن يكون هناك معبد ساساني بالإضافة لقرية تعود لهذه الحقبة في هذا الموقع (Andersen and Kennet 2003، pp. 307 - 313). يذكر أن هذا الساحل، أي الساحل الشمالي، اشتهر بكونه أقدم ميناء في البحرين منذ حقبة دلمون.

وتشير المعطيات الآثارية والجغرافية إلى أن هذا الساحل كان يمثل الساحل الأساسي لكبرى جزر البحرين في هذه الحقبة.

كذلك، عثر على العديد من اللقى الآثارية التي تشير لمواقع استيطان تعود للحقبة السالفة الذكر؛ حيث تشير نتائج الدراسات التحليلية التي أجريت على الزجاجيات التي عثر عليها في التلال الأثرية التي توجد في كل من المقشع والحجر، إلى أن بعض هذه الزجاجيات يعود تاريخها للحقبة 500م - 600م (Andersen 2007، pp. 85 - 90). كذلك تشير نتائج الدراسات التحليلية التي أجريت على الفخار الذي عثر عليه في كل من المقشع والحجر وجبلة حبشي والشاخورة، إلى أن بعض هذا الفخار ربما يعود تاريخه للحقبة 400م - 600م (Andersen 2007، pp. 85 - 90، and Table 337). هذه النتائج تشير بوضوح إلى أن مناطق الاستيطان في العصر الجاهلي أو الحقبة الساسانية هي الشاخورة والحجر والمقشع وجبلة حبشي، وربما جدحفص، غير أنه لا توجد عمليات تنقيب آثارية ممنهجة في جدحفص، مما يعني أنه لو كان هناك آثار تؤكد هذا الاستيطان في هذه الحقبة ربما طمس قبل أن يتم التنقيب فيه.

الحقبة الإسلامية المبكرة (750م - 1064م)

يوجد في البحرين مناطق محدودة للاستيطان في بداية هذه الحقبة (أي ما قبل 800م)، فيوجد موقع في جزيرة المحرق، وبعض المواقع المتجاورة في جزيرة البحرين والتي عثر فيها على آثار تعود لتلك الحقبة وهي: جدحفص، وجبلة حبشي، وبالقرب من مسجد الخميس، وفي موقع سوق الخميس، وفي أقصى جنوب البرهامة (البجوية قديماً) وشمال مقبرة أبي عنبرة. ومن المرجح أن هذه المناطق كانت تستفيد من ضاحية ساحلية مهمة، هي ساحل مني ومروزان الذي ربما كان أهم موانئ تلك الحقبة. وفيما يخص ساحل البلاد القديم، فللأسف فإن نتائج البعثة البريطانية في عدد من مناطق البلاد القديم وما حولها تشير إلى أن الآثار القديمة هي باتجاه الشمال، أي الاتجاه المقابل لساحل البلاد القديم. أما باتجاه الجنوب (أي باتجاه ساحل البلاد) فالآثار التي عُثر عليها تصنف ضمن حقب إسلامية لاحقة (Insoll 2005، pp. 19 - 51).

أما أفضل الحقب الإسلامية المبكرة التي ازدهرت فيها البحرين فهي الحقبة التي تلت انتهاء جميع حركات التمرد في البحرين، والتوصل لاتفاق باستقلال البحرين بصورة جزئية، وهي الحقبة ما بين الأعوام 810م - 929م، وتشمل هذه الحقبة بروز مدينة سامراء كعاصمة للدولة العباسية (836م - 892م)؛ وهذا ما يفسر انتشار الفخار السامرائي في المواقع الأثرية الإسلامية المبكرة في البحرين. وقد ظهرت، في جزيرة البحرين الكبرى، مناطق استيطان جديدة، بالإضافة للمواقع السالفة الذكر التي بقيت مستمرة. هذه المواقع هي: باربار وفاران القديمة وسار وعالي وكرزكان. ويلاحظ أن ثلاث من هذه المناطق ربما كانت تمثل ثلاثة موانئ جديدة استفادت منها البحرين في تلك الحقبة، وهي باربار وفاران وكرزكان. وقد ساهمت هذه الموانئ، بالإضافة لساحل مني ومروزان، في زيادة الحركة التجارية في البحرين؛ حيث أن الآثار التي عثر عليها تمثل مدى ثراء بعض هذه المناطق، كالمدينة المسورة في عالي والمدينة الأخرى في باربار

وقد انتهت حقبة الرخاء التي عاشتها البحرين في الحقبة الإسلامية المبكرة، مع بداية سيطرة القرامطة على البحرين والتي استمرت قرابة 140 عاماً، وتمتد بين الأعوام 929م - 1064م. هذا، ويختلف تاريخ بدء الحقبة القرمطية في أوال عن تاريخ بدايتها في البحرين الكبرى؛ حيث أن القرامطة سيطروا على البحرين الكبرى في قرابة العام 900م، وتم ضم جزيرة أوال إلى حكمهم في قرابة العام 929م (الجنبي 2012، ج4، ص 2257 - 2258). والمرجح أن القيادة القرمطية تمركزت في أقدم مواطن الاستيطان في البحرين، أي في محيط البلاد القديم وجدحفص. وتشير نتائج التنقيبات الآثارية في موقع سوق الخميس إلى وجود هجرة جماعية من هذه المناطق في حقبة سيطرة القرامطة (Carter 2005)، وبالتزامن مع تاريخ هذه الهجرة، يلاحظ ظهور مواقع استيطان جديدة بعيدة عن مركز القرامطة لكنها قريبة من مواقع الاستيطان الأخرى. هذه المواقع الجديدة تقع في الدراز، وسار وصدد.

الحقبة الإسلامية المتوسطة (1077 - 1500م)

بعد القضاء على القرامطة من كامل بلاد البحرين وسيطرة الدولة العيونية على السلطة السياسية (العام 1077 م)، بدأت حقبة جديدة في جزيرة أوال، حيث الاستقرار السياسي والحرية المذهبية والانفتاح التجاري وإعادة بناء البنية التحتية للجزيرة. وقد أسس العيونيون على جزيرة أوال، في القرن الثاني عشر، مدينة ومركز تجاري في منطقة قلعة البحرين، وبدأت بإعادة إعمار جزيرة أوال بصورة عامة، فبدأت بصيانة العيون الطبيعية في البحرين وقنوات الري التحت أرضية أي نظام الثقب والأفلاج؛ حيث تؤكد الدراسات الآثارية على أن نظام الثقب والأفلاج تم إعادة العمل به في هذه الحقبة (Larsen 1983، pp. 87 - 88). وبحسب هذه المعطيات فإن العديد من القرى تم إعمارها أو إعادة إعمارها بدءاً من هذه الحقبة.

بعد انتهاء الحقبة العيونية، سيطرت عدد من الدويلات على السلطة السياسية في البحرين، وقد ورثت تلك الدويلات المدينة والمركز التجاري، وكذلك، النظام التجاري الذي أسسته الدولة العيونية. وتابعت هذه الدويلات في تطوير ذلك النظام التجاري مما أدى لمزيد من الازدهار. وقد ظهرت العديد من القرى التي انتشرت في البحرين من شمالها حتى أقصى جنوبها، بما في ذلك الجزر المحيطة، كالمحرق وسترة والنبيه صالح (Larsen 1983، figure 7 and appendix 2).

تلى تلك الحقبة، الحقبة الإسلامية المتأخرة، والتي ظهرت فيها مواقع استيطان جديدة، واستمر التطور ضمن نموذج آخر أدى لتكون القرى الحالية والتي تم تخطيط حدودها لاحقاً.

الخاتمة

من خلال العرض السابق، نلاحظ أنه لا يمكننا دراسة تاريخ أي منطقة إلا بمعرفة تاريخ الاستيطان فيها، والذي يمكن تحديده من خلال اللقى الآثارية. بمعنى، أن تلك المواقع الأثرية هي الدليل الملموس لتاريخ المنطقة، هي الدليل على وجود استمرارية الامتداد الحضاري على هذه الأرض. تلك المواقع، هي الرابط الفيزيائي بين ما كان وبين ما هو موجود، إنها الدليل على امتداد الجذور. وبذلك، فإن الحفاظ على الآثار، هو بمثابة الحفاظ على امتداد الجذور، ويعتبر طمسها اجتثاثاً للجذور.

العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً