العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ

سبع فنانات يعرضن هوياتهن في «منظور» بمساحة الرواق

ستيفاني ومشمر الصلاة-تصوير عقيل الفردان
ستيفاني ومشمر الصلاة-تصوير عقيل الفردان

بطريقة فنية مغايرة، وعبر أساليب ومواد مختلفة، ناقشت سبع فنانات مفاهيم «إسلامية» مختلفة، وقدمن أعمالاً متنوعة عبرن من خلالها عن موقفهن من الدين الإسلامي ومن بعض القضايا المعاصرة والمفاهيم التي وجدنها تستخدم بشكل مغلوط بسبب تصرفات غير مسئولة من بعض الجهات، وذلك في معرض «منظور» Vantage الذي افتتح في مساحة الرواق للفنون مساء الأحد الماضي الموافق 12 أبريل/ نيسان 2015 ويستمر حتى 7 مايو/ أيار 2015.

يضم المعرض أعمال سبع فنانات تتناول كل منهن مفهوماً خاصاً بالدين الإسلامي، يحدد هويتهن كنساء مسلمات ويقدم صورة أكثر إيجابية عن دينهن. ويجسد المعرض تجارب شخصية ذات طابع أنثوي تطرح تساؤلات إيجابية هادفة.

صاحبة فكرة المعرض هي المصورة الفوتوغرافية ستيفاني رافل، التي تحولت للإسلام منذ ستة أشهر وأرادت عبر معرضها هذا المساهمة في تغيير الصورة السلبية المنتشرة حول الدين الإسلامي بسبب حركات مجموعات مثل «داعش».

هالة يتيم: الجهاد في الصلاة

لعل أبرز ما يلفت الانتباه، حال دخول المعرض، هو ذلك العمل الفني الذي يصور حركات الصلاة والذي تناقش عبره الفنانة هالة يتيم مفهوم «الجهاد». تناولت يتيم هذا المفهوم الذي أصبح مثيراً للجدل منذ أن تم استخدامه من قبل جماعات مختلفة، ربطته بالإرهاب والدم وقتل الأبرياء.

عمل يتيم جاء نتاج بحثها في مفهوم الجهاد، إذ وجدت أن الجهاد بحسب واقع الدين الإسلامي هو جهاد النفس، الذي يتجلى بالشكل الأكبر في الخشوع في الصلاة والتركيز فيها، والالتزام بمواقيتها، رغم التزامات الحياة الكثيرة. يتيم اختارت أن تقدم عملها بألوان فاتحة ليتناقض ذلك مع المفهوم التقليدي للجهاد، حيث القتل والدم والإرهاب.

ستيفاني رافل: أي إسلام

صاحبة فكرة المعرض ستيفاني، ساهمت في المعرض بمجموعة ثلاثية تضم صوراً فوتوغرافية وكتاباً مصنوعاً صناعة يدوية. الصور قدمت على مجموعتين، أطلقت ستيفاني على الأولى منهما اسم «صلة» في إشارة إلى الصلاة، وتضم ثلاث صور فوتوغرافية على لوحة خشبية. وتقول ستيفاني «اللوحة مستنسخة من نماذج إثيوبية عتيقة تمثل الصلة بين نشأتي المسيحية وحياتي اليومية كمسلمة. هي طريقة لتبني كل ما يمثلني وفي الوقت ذاته لفتة ثناء لأمي التي تعشق الرموز».

المجموعة الثانية التي قدمتها ستيفاني كانت فسيفساء رائعة لمشمر الصلاة، أطلقت عليها اسم «كريسالس». تقول «عند ما أرتدي مشمر الصلاة يخالجني إحساس متناقض بأنني فراشة محلقة في شرنقة دافئة. على رغم بساطة اللباس إلا أنني أحسست عند شرائه وكأنني عروس تختار فستان عرسها». إحساس الفراشة هذا يبدو واضحاً في المجموعتين اللتين قدمتهما ستيفاني في المعرض.

العمل الفني الثالث الذي قدمته ستيفاني جاء تحت عنوان «أي إسلام»، وهو الاسم الذي أعطته لمجموعتها كاملة، أي الصور والكتاب. في هذا العمل قدمت ستيفاني كتاباً على شكل أكورديون يكشف عن مسار حميم وهمسة حوار لرحلة شخصية لاستكشاف الإسلام.

تقول «من فترة تمهن وحيدة في الطقوس واعتمادي على تطبيق إسلامي في هاتفي النقال لتلاوة القرآن، إلى موجة الحرية التي راودتني وإحساس الراحة في اعتناق هذا الدين».

يضم الكتاب صوراً وملاحظات شخصية توضح كل خطوة في رحلة ستيفاني الروحانية. ستيفاني في الواقع قامت بتوثيق رحلتها الروحانية لاسكتشاف الإسلام ذاتياً. جمال ما قدمته في المعرض يكمن في دمجها الطقوس الدينية بالفن.

غادة خنجي: كل الديانات مصدرها النور

الفنانة غادة خنجي اغتربت لأكثر من 25 سنة، وحين عودتها للبحرين واجهت مفاهيم مختلفة للفن. هذه المفاهيم ووعي المجتمع قاداها للتدقيق والتمعن في أعمالها الفنية. تقول غادة «وصلت إلى قناعة الاعتقاد بأن جميع الديانات، والفن وكل شيء ينبع من مصدر واحد وهو مصدر النور وكل ما نفعله هو مجرد إعادة تدوير لهذا المصدر الخالص».

خنجي توثق في عملها منظورها الخاص للدين، وهو عبارة عن صورة شخصية مقدمة بشكل فني تصور انعكاسات نفسية تعيشها الفنانة التي تحاول أن توازن الأمور. تقول خنجي «أصبحت أذهاننا متأقلمة مع رموز معينة حتى بتنا نفقد ونتجاهل جوهر الأشياء، وأصبحت الطبقة تلو الأخرى تغطي الأشياء وتشوّهها إلى حد أبعد. أصبحت أقدر صعوبة عمل الرسام مقارنة بالمصور الفوتوغرافي ولأني اعتدت التقاط الصور والنظر إلى الأشياء بأجزاء الثانية، أستصعب تنفيذ أعمال فنية تتطلب طبقات عدة».

وتضيف «أنا مستعدة للإفصاح عن هويتي كإنسان وكامرأة وكمسلمة. هذه الأعمال مجرد وجهة نظري ولحظات أفكار وتجارب ومخاوف شخصية لازمتني في حياتي».

مريم العرب: لا طريقة مثلى لممارسة العقيدة

مريم العرب قدمت صوراً مركبة لتطرح من خلالها السؤال التالي: «هل يجب أن يكون ما نعتقد به مفروضاً علينا، أم يجب أن ينبع ذلك الاعتقاد من داخلنا؟». عمل مريم المعنون بـ «صدى»، ناتج من بحثها عما يحركنا ويقود تفكيرنا كمجتمعات مسلمة. قدمت مريم صورة لمسجد الخميس وانعكاساً لها. وهي تقول «في مجتمعنا الإسلامي، عادة ما نجد أنفسنا انعكاساً لما فرض علينا مسبقاً، بدلاً من أن نعكس معتقداتنا النابعة من إيماننا الداخلي».

العرب تنتقد ما يعتبره الناس طريقة مثلى لممارسة العقيدة وأوضحت «هذا الوضع يظهر بصورة أكثر تعقيداً من خلال العدد المبالغ فيه من المساجد والمآتم، والتي تصدر نداءتها متداخلة في الوقت ذاته من مناراتها ومكبرات صوتها، إما لنداء الصلاة (الأذان) أو المحاضرات الدينية، وعلى المرء أن يتعايش وسط جميع ذلك حتى داخل بيته».

سمية وتمارا، وحيدة: اقرأ وادعُ

سمية عبدالغني عنونت عملها بـ «اقرأ» وهو عبارة عن صورة لما يشبه الخريطة مع البيت الشعري الشهير الداعي إلى التعلم والقراءة وهو «العلم يرفع بيتاً لا عماد له، والجهل يهدم بيت العز والشرف». وتتساءل عبدالغني من خلال عملها «هل تحاك الخيوط بالشكل الصحيح، للتطور، للإعمار في الأرض، يما يرضي الله، أم إن البعض حاد عن الطريق، طغى بالعلم وضل السبيل؟».

أما تمارا الباجه جي فوجهت دعوة من خلال عملها الفوتوغرافي المعنون بـ «فعل الدعاء» لإرسال طاقة إيجابية في الكون، مشيرة إلى أن الطاقة الروحية التي تنبثق من فعل الدعاء والنية التي تصاحبه تشكلان طاقة إيجابية تؤثر على الكون بأسره. يصور عمل تمارا الأساليب المختلفة في رفع الأيادي والدعاء لله عزوجل.

وحيدة مال الله:

الاختلاف دلالة التحول

أخيراً يطالعك عمل وحيدة مال الله «أحوال شخصية» الذي يصور ثلاث صور لثلاث قطع نقدية، الأولى من فئة 25 فلساً، والثانية من فئة 50 فلساً أما الثالثة فمن فئة 100 فلس. وتقول وحيدة إن «الاختلاف في القيمة المادية للفلس مرئياً هو دلالة للتعبير عن التحول في حالة المرأة في عالمنا العربي المسلم».

يشار إلى أن المعرض يقام ضمن برنامج ربيع الثقافة «عشر إضاءات»، كما تقام على هامش المعرض ندوات أسبوعية تتحدث خلالها الفنانات عن أعمالهن وتجاربهن الخاصة.

العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً