تحظى جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 باهتمام إعلامي ضخم من مختلف وسائل الصحافة والإعلام سنوياً، فهناك العديد من المختصين والمهتمين من رجال الصحافة والإعلام الذين يهتمون بهذا النوع من سباقات السيارات التي تعتبر القمة فيها، ولعل موقع www.formulawahad.com هو أحد تلك المواقع المتميزة والمختصة في سباقات الفورمولا 1 وهو موقع يجذب العديد من العرب الذين يتفاعلون معه ويستقطب العديد من القراء من الوطن العربي، ويملك هذا الموقع ويديره الإعلامي المتخصص بسباقات الفورمولا 1 خضر الراوي الذي يحرص سنوياً بالتواجد في سباق البحرين.

«الوسط الرياضي» التقى الإعلامي خضر الراوي واستطلع معه توقعات سباق البحرين فقال: «سباقات الفورمولا 1 لم تعد كما كانت، فقد تغيّرت، وتبدّلت، لا بل انتقلت من حالةٍ إلى أخرى وذلك بفضل حلبة البحرين الدوليّة التي غيّرت خارطة هذه الرياضة في الوطن العربي بعدما أعطتها مُتنفسها الأوّل وبريق الأمل في العام 2004، ولا يختلف اثنان قرّرا أن لا يتفقا من قبل بأنّ البحرين لم تعد حلبة سباقات فقط، بل أضحت اليوم ركيزة أساسيّة تملك في طياتها ما عجزت عن فعله العديد من الحلبات العالميّة الأخرى سواء في آسيا، أو أوروبا وأميركا، وقد حطّ قطار الفورمولا 1 رحاله منتصف الأسبوع الجاري في أرجاء الصخير لخوض الجولة الرابعة من بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 لموسم 2015 في واحدة من أشرس المُنازلات الثنائيّة بين مرسيدس وفيراري على خطف لقب هذه الجولة».

ارتفاع درجات الحرارة يخدم الفيراري

وأضاف الراوي قائلاً: «ففريق مرسيدس الذي سيطر على الجولة الأولى في أستراليا وأحرز المركزين الأوّل والثاني تواليًّا مع سائقيه لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ تعرّض لرفسة على حين غرّة من قبل الحصان الجامح في المرحلة الثانيّة التي أقيمت في ماليزيا تحت الحرارة المُرتفعة،وإن أردنا الحديث بسرعة حول هذه الجولة، يُمكن القول بأنّ سيارة فيراري تمتاز وتكون في أفضل جهوزيتها عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة كون السيارة الحمراء تتعامل بطريقة شبه ممتازة مع الإطارات على عكس فريق مرسيدس الذي واجه تآكلاً كبيرًا فيها دفعه نحو القيام بثلاث وقفات صيانة وهذا ما رجّح الكفّة للألماني سيباستيان فيتيل الذي تحكّم بإطاراته بسلاسة وقام بوقفتي صيانة، وكان من المُنتظر أن تتبدّد آمال فيراري في تكرار ما نجحت في فعله في ماليزيا خلال الجولة الثالثة في الصين، وهذا ما حدث بالفعل حقيقةً إذ عادت مرسيدس إلى قمّة مستواها في ظلّ اعتدال درجات الحرارة وخطفت الثنائيّة من جديد في سيناريو أشبه بسيناريو سباق أستراليا، ولكن مع تضاؤل الفارق قليلاً مع فيراري».

معركتان جديدتان قديمتان

وأشار الإعلامي المتخصص بسباقات الفورمولا 1 «أنظار الجميع ستكون مصوبة نهاية الأسبوع إلى معركتين جديدتين قديمتين، فمن جهة سيُحاول الألماني نيكو روزبرغ إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإرجاعنا 12 شهرًا للماضي في مُحاولةٍ منه لتكرار المعركة المثيرة والرائعة التي حدثت بينه وبين زميله هاميلتون خلال مجريات سباق العام الماضي، ولكن معركة السائقين ستكون أكثر حدّة هذا العام لا سيما وإنّ روزبرغ انتقد زميله بشكل علني أمام وسائل الإعلام مع نهاية سباق الصين مُتهماً إياه بالإبطاء من سرعته عن عمد كي يسمح لفيتيل بتجاوزه، وقد علّق الألماني على هذه الحادثة على هامش سباق جائزة البحرين الكُبرى بالقول «لا أشعر بالندم على خلفيّة التصريحات التي أدليتُ بها بعد سباق الصين، سأفعلها ثانيّة إذا شعرت بالحاجة إلى التأكيد على هذه الحقائق»، وأضاف روزبرغ قائلاً «أنا الآن في البحرين إذ سأحاول أن أبذل قصارى جهدي ثانيةً. هذا أفضل شيء أستطيع عمله. أتطلع إلى هذه الفرصة»، ولكن المُثير للاهتمام هو أنّ روزبرغ أعترف بعد سباق شنعهاي بأنه سيقوم بالضغط أكثر في التجارب التأهيليّة لاسيما بعدما عجز عن مُنافسة زميله، وبالتالي السؤال المطروح الآن وقبل السباق هل سيستطيع السائق الألماني التأهل في قطب الانطلاق الأوّل كما فعل العام الماضي؟

معركة المرسيدس والفيراري

ووصف سباق البحرين قائلاً: «أمّا المعركة الأخرى والتي لم تُغلق آثارها بعد فستكون منصبة حول معركة فريقي مرسيدس وفيراري، فهل سيتمكّن الفريق الإيطالي من القيام بما نجح في فعله في ماليزيا لا سيما في ظلّ الحرارة المُرتفعة في البحرين؟ كان سيكون من السهل الإجابة على هذا السؤال لو بقي السباق يُقام كما كان عليها الحال قبل عامين في النهار، ولكن مع انتقاله كي يُصبح سباقاً ليلياً فإنه من المُتوقّع أن تنخفض الحرارة تدريجياً خلال مراحل السباق، ولكن يبدو بأنّ فرصة فيراري الذهبيّة قد تكمن في بداية السباق عندما تكون الحرارة لاتزال مخزنة في جوف الحلبة». وبالنسبة للفرق الأخرى قال الراوي» من المُتوقّع أن يُحافظ فريق ويليامز على أفضليته عبر امتلاكه لثالث أسرع سيارة، في حين إنّ الخطوط المُستقيمة الطويلة ستضع ضغطاً كبيراً على مُحركات رينو الموجودة على سيارتي ريد بُل وتورو روسو، ومن المُتوقّع أيضاً أن تستمر معاناة فريق مكلارن مع محركات هوندا إذ أوضح سائقه الإسباني فرناندو ألونسو بأن التأهل إلى القسم الثاني من التجارب التأهيلية قد يكون ممكناً، ولكن الأهم الآن هو التركيز على تحقيق أكبر تقدم ممكن قبل بداية الموسم الأوروبي من حلبة برشلونة الإسبانية».