(محد يقدرني...) كثيراً ما نستخدم هذه الكلمة في أحاديثنا اليومية... ونطلب في كثير من الأحيان هذا التقدير من الآخرين، إلا أننا نتجاهل بأن هذا الكلمة وإن كانت تتكرر ببساطة، تعكس في داخلها الكثير من النظرة السلبية للفرد عن ذاته. فالتقدير الذاتي ببساطة: هو نظرة الفرد لنفسه، كيف يراها؟ وكيف ينظر إلى إمكانياته؟ وكيف ينظر إلى طموحاته؟ وكيف يوازن بين تلك الإمكانيات وتلك الطموحات.

وإذا اختل هذا التوازن بسبب انعدام عامل الثقة بالنفس أو بالمصطلح العلمي (تقدير الذات) فإن الفرد عرضة للكثير من الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر، إلى جانب الأمراض الجسدية كالصداع والتشنجات والخمول الجسدي والإرهاق.

آخذين بعين الاعتبار أن لايربط الفرد «تقديره الذاتي لنفسه» بتقدير الناس له، فالناس قد يتغيرون، وقد يختلفون معه، وقد يرحلون، أما هو فهو الباقي أمام نفسه، كما يجب أن لانقترب من حالة «المبالغة في تقدير الذات» فالمبالغة ستؤدي إلى «الغرور».

فتقدير الذات المنخفض أو تقدير الذات الذي يوصل إلى الغرور سيؤديان إلى نفس النتيجة؛ فإما الإحباط، أو العدوانية، أو الشعور بعدم القبول من الآخرين أو الإنسحاب من الحياة الاجتماعية أو العملية، وبالتالي الفشل في القدرة على العطاء والإنجاز وهذا ما سيؤدي إلى الفشل في الحياة.

وكمتخصصة في الإرشاد والعلاج النفسي أسعى لتحقيق هذا التوازن مع الحالات التي تعاني من تقدير ذات منخفض يؤثر في كثير من الأحيان على توازنها النفسي والاجتماعي والمهني والزواجي من خلال العلاج المتمركز حول العميل، وإليكم هذه النصائح المختصرة التي تساهم في رفع مستوى تقدير الذات.

فمن أراد أن يحسن صورته الذاتية عليه أن يكون مدرك لوضعه الحالي وعلاقته بنفسه ورؤيته لنفسه. فالأشخاص الذين يحقرون أنفسهم عليهم أن يغيروا نظرتهم السوداوية نحو ذاتهم. فمعظم الأشخاص من غير شعور يتبعون المخطوطات التي كتبت في عهد الطفولة بدون تحليل أو تحدي. كما ولا بد أن نضع هناك خطوط زمنية في حياتنا، ونقاط انتقالية معروفة، وعلامات واضحة لتقييم مسيرتنا في تطوير ذواتنا، عند هذه النقاط نلحظ هل نحن إيجابيون أم سلبيون، هذه المعلومات التي نتلقفها ونحملها بين جوانح أنفسنا هل تعطينا تصوراً واضحاً عن حقيقة أنفسنا، إن المأساة الحقيقية للذين يزدرون أنفسهم هو جهلهم بحقيقة أنفسهم، فهم لا يعرفون قدراتهم، ولا يدركون أبعاد إمكانياتهم.

وكثير من هؤلاء من يصاب بالذهول والدهشة عند حصول بعض المعرفة عن نفسه وعن الإمكانيات والقدرات التي يملكها. إننا لا بد أن نحاول اكتشاف أنفسنا ونعرف حقيقتها حتى نحكم عليها، فكما قيل الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإذا جهلنا أنفسنا فلا بد أن تكون أحكامنا على ذواتنا خاطئة، وتصرفاتنا وسلوكنا مع أنفسنا غير متزنة وقاسية.

فاطمة_ السيكولجست: إذا كنت تشعر بالسوء، تذكر بأن الأمور السيئة تحدث دائماً، وبأنك قد مررت بأوضاع أسوء ونجحت في اجتيازها وبأن المرحلة السيئة هي مجرد مرحلة.