مستوى العلاقات الاجتماعية قد سجل تراجعاً وانخفاضاً عما كان عليه قبل زمن ليس ببعيد في مجتمعاتنا. فقد كان الناس أقرب إلى بعضهم، وأكثر اهتماماً ببعضهم بعضا، حيث بساطة الحياة، وتداخل المصالح، ومحدودية الاهتمامات، والأجواء الدينية الدافعة إلى التواصل والتراحم.أردنا في مجالسنا لهذا اليوم معرفة ملاحظات الجمهور عن هذا الموضوع . ٭ محمد جاسم: «أوجبت ظروف الحياة نوعاً من التباعد، حتى بين أبناء الأسرة الواحدة، في سكنهم ومواقع أعمالهم، واستقلّ كل فرد بمصالحه وترتيب أمور حياته. كما تعددت الاهتمامات، وزادت الانشغالات، فمتطلبات الحياة كثيرة، وجهات الاستقطاب والاجتذاب متعددة، من إغراءات مصلحية، ووسائل إعلامية، ومجالات ترفيه». ٭ فجر ياسين: «إن الأجواء الدينية والأعراف والتقاليد، التي كانت تشدّ الناس إلى بعضهم بعضا، وتشعرهم بالمسئولية والالتزام المتبادل في علاقاتهم الاجتماعية، قد تقلصت وتضاءل تأثيرها، بسبب هيمنة النوازع المصلحية، والاهتمامات الذاتية، حتى أصبحنا نواجه ظواهر غريبة، من الجفاء والقطيعة حتى بين الأقارب والأرحام، وتُتناقل بعض القصص المثيرة عن تنكّر أبناء لآبائهم وأمهاتهم، يودعونهم دور رعاية المسنين، أو يتركونهم في المستشفيات، ولا يقومون حتى بزيارتهم أو تفقّد أوضاعهم». ٭ مجيد أحمد: «إن مستوى العلاقات داخل أي مجتمع من المجتمعات ليس مسألة كمالية جانبية، بل هو عنصر أساسي في تقرير وضع المجتمع، وتحديد مكانته وحركة مساره. فإذا كانت شبكة العلاقات الاجتماعية سليمة صحيحة، كان المجتمع مهيأً للتقدم والانطلاق».
العدد 77 - الخميس 21 نوفمبر 2002م الموافق 16 رمضان 1423هـ