العدد 4604 - الأربعاء 15 أبريل 2015م الموافق 25 جمادى الآخرة 1436هـ

عمار سليم فنان عراقي يرسم الإيزيديين بالدم

 يصور الفنان العراقي عمار سليم المجازر التي ارتكبت بحق الأقلية الإيزيدية التي ينتمي إليها بلوحات تعكس مشاهد رؤوس مقطوعة وجثث متناثرة تنقلها فرشاة مغطاة بالدماء إلى العالم ،بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الأربعاء (15 أبريل/ نيسان 2015).

ويقول سليم، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «أغلب الناس يقاتلون بالسلاح أو الكتابة أو الصحافة، أنا قررت أن أقاتل بالفن». ويضيف «أريد أن يرى الناس ما لم يروه».

وجمع سليم في شقته الصغيرة في محافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان في شمال العراق، خلال سلسلة لوحاته التذكارية التي حملت عنوان «الإبادة الجماعية للإيزيديين»، المأساة التي تعرضت لها قوميته.

وقد استوحى لوحته الأخيرة التي بدت متميزة من اكتشاف مقبرة جماعية في جبل سنجار معقل الإيزيدية في العراق، عبر مشاهد عدة صورت متطرفا يقطع رأس رجل وآخر يحمل رأسا على فوهة بندقيته، فيما يلقي آخرون بجثث داخل خنادق تكدس بداخلها ضحايا آخرون.

وتعرض الإيزيديون في أغسطس (آب) 2014 لهجمة وحشية هزت العالم على يد متطرفي «داعش»، في جبل سنجار المعقل الرئيسي للإيزيدية في شمال غربي العراق.

وقام المتطرفون بإعدام مئات الرجال وخطف آلاف من الإيزيديين، بينهم نساء تم بيعهن في سوق الرقيق، واستغلوا أخريات لممارسة الجنس، وفقا لمنظمة العفو الدولية.

وصورت إحدى اللوحات امرأة إيزيدية تتعرض للاغتصاب والقتل، وأخرى تحمل مشاهد لمتطرفين يبيعون إيزيديين في مدينة الموصل التي يسيطر عليها المتطرفون منذ العاشر من يونيو (حزيران) 2014. واستخدام الفنان ألوانا قريبة من الواقع جسدت بشكل كبير واقع الجحيم الذي خلفه هجوم المتطرفين. وأكد سليم أن هذه المشاهد التي صورتها فرشاته ستساعد قوميته على «ألا تنسى للأبد ما حدث لهم».

ولا يعتبر تنظيم داعش أفراد الطائفة الإيزيدية مسلمين. ولهذه الطائفة تقاليد فريدة تعود إلى أربعة آلاف سنة. وفر الفنان سليم من بلدته بعشيقة شمال العراق عند تقدم «داعش» وسيطرته على مدينة الموصل في يونيو الماضي. وفقد سليم الذي بدأ الرسم منذ طفولته أعمالا تقدر بـ70 ألف دولار تركها خلفه عند رحيله من بعشيقة التي دمرها المتطرفون.

وكانت لوحاته في الماضي تتحدث عن مشاهد مسرحيات أطفال وميكي ماوس، لكن بينها أخرى صورت الفترة المظلمة من تاريخ العراق. ووفقا لندى شبوط، المختصة في الفن العراقي في جامعة شمال تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، فإن التعبير عن الأحداث تجسد في الأعمال الفنية خلال السنوات الـ25 الماضية. وأوضحت أن «الفن العراقي منذ بداية الحصار (الذي فرض على العراق من قبل الأمم المتحدة بعد اجتياح الكويت عام 1990) ومرورا بأعوام التسعينات والاجتياح عام 2003 (بقيادة الولايات المتحدة)، كان غالبا حول مواضيع الغضب والمعاناة».

ويقول سليم «عندما تكون حياتنا مستقرة، يمكن أن نصور الجمال (...) لكن عندما نكون تعساء علينا أن نتحدث عما بداخلنا». وهذه الفكرة هي التي جعلت سليم يرسم إحدى لوحاته بعنوان «غابة الجحيم»، تصور طريقا يؤدي إلى أحد أضرحة الإيزيدية، فيما امتدت أشجار على طول الطريق بهيئة نساء مقيدات بسلاسل يتطلعن إلى السماء في ساعة الغروب والتي غطتها الشمس بلون الدم الأحمر. ويقول سليم في عبارة عن معاناته قائلا إن «حياتنا أصبحت كلها آلم».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:49 ص

      متى سيعم السلام العالم؟!

      من المفترض علينا كمسلمين أن نكون أصحاب حضارة إنسانية تدافع عن المظلمومين والمحرومين في العالم بغض النظر عن أديانهم أومذاهبهم، قال الإمام على (ع) في وصيته لولديه (ع) : (كونا للمظلوم عونا وللظالم خصما)

    • زائر 1 | 1:07 ص

      دعوه من القلب

      الله يجبر بخاطرك.وفرج للعراق إن شاء الله.
      وينتقم رب العالمين من الدواعش.

اقرأ ايضاً